سعاد سلامة تكتب:..همس البوادي..تحرير بارا يوجّه رسالة واضحةللاطراف المنخرطة في المشهد السوداني وعلى رأسها مايعرف بالرباعية
سعاد سلامة تكتب:..همس البوادي..تحرير بارا يوجّه رسالة واضحةللاطراف المنخرطة في المشهد السوداني وعلى رأسها مايعرف بالرباعية
تحرير مدينة بارا في قلب كردفان لم يكن مجرد نصر عسكري يضاف إلى سجل القوات المسلحة بل رسالة مركبة تحمل أبعاداً وطنية وإقليمية ودولية فالميدان يقول بوضوح إن السودان دولة وشعباً قادر على حماية سيادته وصون وحدته مهما تعاظمت التحديات وتكاثرت الضغوط.
على الصعيد الوطني رسّخ هذا التقدم قناعة راسخة لدى السودانيين بأن إرادتهم الجماعية هي السند الأكبر للجيش في معركته ضد التمرد فالشعب الذي قدّم أبناءه في صفوف الاستنفار والدعم الشعبي، يؤكد أن معركته ليست معركة سلطة وإنما معركة وجود تتعلق بكيان الدولة ومشروعها في البقاء.
أما إقليمياً ودولياً، فإن تحرير بارا يوجّه رسالة واضحة إلى الأطراف المنخرطة في المشهد السوداني وعلى رأسها ما يُعرفخ بالرباعيةإن أي مسعى لتجاوز الإرادة الشعبية أو محاولة فرض حلول لا تعبّر عن المزاج الوطني سيصطدم بواقع جديد تصنعه انتصارات الجيش على الأرض فالسيادة لا تُساوم وأمن السودان لا يُدار من الخارج.
إن السودان إذ يخوض معركته الداخلية يبعث في ذات الوقت برسالة شراكة إلى جواره الإقليمي والعالمي أن الاستقرار في الخرطوم يعني استقرار المنطقة وأن
احترام إرادة السودانيين هو المدخل الوحيد لبناء علاقات متوازنة تقوم على الندية والمصالح المشتركة.
بارا، إذن ليست مجرد مدينة محررة، بل رمز لإرادة أمة تثبت أنها قادرة على حماية قرارها الوطني وتؤكد للعالم أن طريق السلام الحقيقي يبدأ بالاعتراف بدماء أبنائها وتضحيات جيشها.
