رمضان محجوب يكتب : محمد رمضان: الولد الشقي ينتصر على الحرب والمعاناة

رمضان محجوب يكتب : محمد رمضان: الولد الشقي ينتصر على الحرب والمعاناة
في لحظة فارقة من حياة كل أسرة، يأتي النجاح كطوق نجاة، كشمعة تضيء دروب المستقبل، وكلمة “نجح” التي تحمل في طياتها كل معاني الفرح والامتنان. ابننا محمد رمضان، آخر العنقود، فعلها! تفوق في امتحانات الشهادة الابتدائية بالولاية الشمالية، وأحرز 254 درجة، في إنجاز يستحق كل التقدير والاحتفاء.
لكن هذا النجاح ليس مجرد رقم أو نتيجة، إنه قصة كفاح ومعاناة، قصة طفل شقي واجه الحرب والنزوح بكل قسوتها. من الخرطوم إلى الجزيرة، إلى القضارف، إلى كسلا، ثم عطبرة، وأخيراً إلى دنقلا، ثلاث سنوات من التنقل والضياع، لكن محمد رمضان لم يكن مجرد طفل نازح، بل كان بطلاً صغيراً، حمل معه حلمه وأمله في مستقبل أفضل.
في كل مدرسة التحق بها، في كل فصل دراسي جلس فيه، كان محمد رمضان يواجه تحديات جديدة، لكنه لم يستسلم. كان يعمل بجد، يدرس ويتعلم، رغم كل الظروف الصعبة. واليوم، ها هو الولد الشقي في البيت و”الهادي” لدرجة القلق في المدرسة والشارع يحصد ثمار تعبه، يرفع رأس أسرته، ويكتب اسمه في سجل الناجحين.
هذا النجاح ليس فقط انتصاراً لمحمد رمضان، بل هو انتصار لكل أسرتنا، لكل من دعمه وشجعه، لكل من آمن به. إنه رسالة واضحة مفادها أن لا شيء مستحيل، وأن الإصرار والعمل الجاد يمكن أن يحققا المستحيل.
في هذه اللحظة، ننسى بعض ويلات الحرب، ننسى النزوح والضياع، ونركز على الفرح، على النجاح، على المستقبل. محمد رمضان، ابننا الشقي، فعلها، وأثبت أن لا شيء يمكن أن يقف في وجه الإصرار والطموح.
إلى محمد رمضان، نقول: أنت فخرنا، أنت مثال يحتذى به، أنت المستقبل. استمر في العمل الجاد، ولا تتوقف عن الحلم. إلى كل الأسر التي تعاني من الحرب والنزوح، نقول: لا تفقدوا الأمل، هناك مستقبل أفضل ينتظر أبناءكم.
َ
لمحمد رمضان، ابننا الغالي، نهنئك بهذا النجاح الباهر، ونتمنى لك دوام التفوق والنجاح في مسيرتك الدراسية.
وفي هذه السانحة نتقدم كاسرة لكل من ساهم في دعم الطالب محمد رمضان، لكل معلم ومعلمة، لكل من آمن به، نقول: شكراً نبيلا لكم، شكراً جزيلاً لكم وجزاكم الله خيرا .
محمد رمضان،… ابها الولد الشقي… اخيرا هانت تفعلها ،… كم نحن اليوم فخورون بك…





