د. مصطفى محمد محمد صالح يكتب : منهج التغيير

خواطر فكريه (2)
منهح التغيير
بقلم د. مصطفى محمد محمد صالح
يواجه معظم الأفراد والمجتمعات ،العديد من أنماط التحديات والعقبات، التي تؤثر سلبا علي حركة حياتهم، وقد اعتداد العديد من الناس على انتهاج أسلوب، الشكوه لتعبير عن أوضاعهم المعيشية، ولعل من أبرزها ارتفاع أسعار السلع الضرورية ، وضعف مستوي الخدمات الاساسيه خاصه الصحه، التعليم ،الكهرباء،المياه، والمواصلات ….وغيرها ويتميز هذا الأسلوب فقط بالوصف ولاشيء غير ذلك، برغم ان الواقع المعاش يظهر ذلك بوضوح والناس يعيشون بشكل طبيعي في هذا الوسط ،بل يمكن القول ان العديد من الناس ادمنوا أسلوب الشكوه والتباكي فقط، والنظر الي الجزء الفارغ من الكوب بالرغم من أن هناك جزء آخر من الكوب مليان، وهذا النمط من التفكير يوصف بالتفكير السلبي وهو عقيم وغير مثمر، لذلك كان من الضروري الوعي عليه ،والعمل على تجنبه. فسؤال المحوري محل البحث والفكر والدراسة هو : لماذا أتباع هذا الأسلوب غير المثمر في تناول القضايا؟بالرغم أن دوره الأساسي ينحصر فقط في وصف واقع المشاكل ولايتعداه ،وكانت النتيجة المنطقية عدم حل المشاكل ومعالجتها، بل علي العكس من ذلك تجذر وتعمق تلك المشاكل واستمرار معانات الناس واستمرار الشكوه دون ان يظهر ضوء في نهاية النفق . وبالتالي فإن منهج التفكير السليم للتعامل مع اي مشكلةتقوم علي اساس فهم الواقع وتحديداسباب ونتائج المشكله من أجل تقديم الحلول المناسبة لها يقول تعالي في محكم التنزيل “أن الله لايغير مابقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم ” صدق الله العظيم. لأن أي تغيير يبداء بالتفكير باعتبار ان الفكر هو الذي يوجد المفاهيم عن الحياه ويبلورها ، ونحن معشر المسلمون، نمتلك أرقى أنواع الفكر، لانه قائم على أساس لا اله الا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد بين لنا الرسول صلى الله عليه وسلم: منهج التغيير من خلال السيره النبويه المطهرة باعتبارها الكيفية العملية التي بينها وفصلها لتغيير الأمم والمجتمعات وتتمثل أهم مرتكزات التغييرلقيام دوله والمجتمع هي:1)وجود برنامج متكامل ومفصل لكل شؤون الحياه تنبثق من قاعده فكريه يتم الإيمان بها بصوره قطعية بحيث لا توجد مشكله إلا ولها حل ولا يوجد واقع في الحياه إلا وله حكمه. 2)حشد من الرجال الأكفاء فهموا الفكره وابصروا طريقه تنفيذه في أرض الواقع. 3) رأي عام منبثقة عن وعي حول الفكره وطريقه تنفيذه . 4)قوه مادية تحمي الفكره لضمان وسلامه تطبيقها . عليه يمكن القول :بأن التغيير هي :الكيفية المعينة لاستبدال الواقع السيء غير المرغوب فيه بواقع آخر أفضل وأحسن حال مرغوب فيه وفق فكره أساسية تنبثق منها نظام متكامل لشؤون الحياه . عليه فإن فكره التغيير تعتبر من ارقي أنواع التفكير، من يحملها ويدعو لها، يكون عرض للابتلاءات ،والفتن بل قد يصل الأمر إلى القتل والاغتيال ،وطريق التغيير للأمم والمجتمعات هو طريق الرسل والأنبياء ومن الملاحظ أن الشخص الصالح لايتعرض لكل ذلك لأن صلاحه لنفسه فقط بعكس ،المصلح والذي يسعي لتغيير الواقع حسب الأفكار التي يحملها والتي تهدد أصحاب المصالح والنفوذ والذين سيقومون تلك الأفكار بكل الوسائل الممكنة والمتاحه وقصة حبيب النجار والتي وردت في القرآن الكريم في سوره يس تؤكد معني الرجوله من خلال الموقف الجريء الذي اتخذه في نصره فكره الحق بدعوة قومه للإيمان بالخلق المدبر الله سبحانه وتعالى خالق الكون والإنسان والحياه إلا أنهم رفضوا ذلك و لم يكن لديهم القدره الفكريه العاليه والمنهج السليم لمواجه الفكر بالفكر وإنما عجزوا عن ذلك كله فاستخدموا وسائل مادية قمعية فقاموا بقتله فأصبح شهيدا . نسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان يعز الإسلام والمسلمين .
الجمعة 2/9/2016