د. مصطفى محمد محمد صالح يكتب : الوطنية شعور عاطفي
د. مصطفى محمد محمد صالح يكتب : الوطنية شعور عاطفي
الوطنيه اولا تمهيد : عندما تواجهنا ضغوط الحياة وتعقيدتها في كسب العيش، وترتفع أسعار السلع الأساسية من سكر، وشاي، والخضروات واللحوم البيضاء والحمراء والفواكه. وغيرها بصوره كبيره ،وتختل معادله الدخول في مقابل الاحتياجات الأساسية ، وتصبح
الدخول غير كفاية ، لتغطيه تلك الاحتياجات الضرورية ، وتزداد معاناة المواطنين ، ليصبح من الضروري تحديد جهه مسؤوله أو بمعني آخر تحديد شماعه نعلق عليها المسؤوليه عن تلك الأزمات ،ولضبابيه الصوره وضعف
الفهم ، اول من توجه لهم الإتهامات لارتفاع أسعار السلع والخدمات الاساسيه هم فئة التجار بأنهم السبب الرئيس لهذه المعاناه، وأنهم جشعين وليس لديهم وطنيه ، وتختزل كل المشاكل فيهم ،وأصبحت كل مشكله تواجه
المجتمع سببها ضعف الوطنية أو انعدام الوطنيه، ويتم المقارنة بيننا ومواطني إحدى الدول العربية أن مواطني تلك الدوله أكثر وطنيه منا . فالاسئله المطروح للفكر والبحث والنظر ما الوطنيه؟ وما علاقتها بالنهضه؟ وهل الوطنيه فكره يمكن أن تقود الإنسان في معترك الحياه ؟
ثانيا مفهوم الوطن : في اللغه العربيه : 1 /كما جاء في لسان العرب لابن منظور الوطن :المنزل تقيم فيه، وهو موطن الإنسان ومحله يقال، اوطن فلان أرض كذا و كذا اتخذها محلا ومسكنا يقيم فيه. جمعها أوطان . 2 / في
المعجم الفلسفي :الوطن العام منزل الاقامه ، والوطن الاصل:هو المكان الذي ولد فيه الإنسان أو نشاء فيه . ثالثا مفهوم الوطنيه اصطلاحا :اختلفت تعريفات الوطنيه عند الكتاب والباحثين ويعز ذلك لاختلاف زوايا وصف
واقع الوطنيه واختلاف المناهج الفكريه لتعريف ،حيث جاء في معجم المعاني الجامع تعرف الوطنيه :بأنها تعني حب الوطن، والشعور بارتباط باطني نحوه فهو حب الامه للوطن، وهو قطعه معينه من الأرض يرتبط بها الفرد أو تتعلق بها عواطف وأحاسيس. و عرف أحد الكتاب
الوطنيه بأنها :العاطفة التي تعبر عن ولاء الإنسان لبلده.عليه يمكن القول بأن الوطنيه :ليست فكره وإنما هي شعور عاطفي نتجت عن ارتباط الإنسان بأرض معينه ولد فيها وعاش وترعرع فيه ،وهي تعبر عن مظهر من مظاهر غريزة البقاء وهي كما موجوده في الإنسان
موجوده لدي الطيور والحيوانات ، ويظهر الشعور والعواطف الوطنيه دائما في وقت الحروب وتختفي في وقت السلم . رابعا أسباب فساد الرابطه الوطنيه : ويري الأستاذ أنس الشامي فساد الوطنية للاتي : 1 / الوطنيه رابطه منخفضة لأن منشأها غريزي محض ولادخل للعقل في وجودها فكونها غريزيه فلاتصلح لأن تربط بين
الإنسان والإنسان فالإنسان أفضل المخلوقات بما وهبه الله من عقل فكان لابد من ان يكون العقل أساس الارتباط بين الإنسان والإنسان لا الغريزة التي تجمع كل المخلوقات . 2 / الوطنيه رابطه عاطفية :تنشأ عن غريزة البقاء بالدفاع عن النفس والرابطة العاطفيه عرضه للتغير
والتبدل فلا تصلح للربط الدائمي بين الإنسان والإنسان . 3 / الوطنيه رابطه مؤقته توجد في حالة الدفاع، أما في حال الاستقرار وهي الحاله الاصليه للإنسان فلا وجود لها . خامسا النتائج المترتبة على البحث : نخلص مما سبق أن الوطنيه ليست فكره وإنما هي شعور عاطفي، نتجت
عن ارتباط الإنسان بأرض معينه وهي تعبر عن مظهر من مظاهر غريزة البقاء، وهي كما موجوده في الإنسان، موجوده لدي الطيور والحيوانات وبالتالي فهي رابطه منخفضة لا تصلح للربط الدائمي بين الإنسان والإنسان
أثناء سيره في طريق النهضة والارتقاء. سادسا منهج التفكير في التعامل مع قضايا المجتمع : عليه فإن منهج التفكير السليم للتعامل مع اي مشكلة أو مسألة تواجه مجتمعاتنا اليوم تقوم علي اساس فهم الواقع بصوره دقيقه وتفصيليه وتحديداسباب ونتائج المشكله المراد
معالجتها، من أجل تقديم الحلول المناسبة لها من خلال مبدأ الإسلام العظيم باعتباره المبدا الوحيد الصالح للنهضة وأسعاد البشريه نسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان يعز الإسلام والمسلمين ويرفع راية الدين