د. محمد خير حسن محمد خير يكتب : نحن معاقبون ومعاقبون
رهاب……………… رهاب
هكذا تولد الأفكار العظيمة
17 أكتوبر 2022
==================
بقلم / د. محمد خير حسن محمد خير
نحن معاقبون ومعاقبون
لعل حضور السيد وزير المالية والتخطيط الاقتصادي لاجتماع صندوق النقد الدولي بوزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا وبعض دول آسيا سيكون له ما بعده في كسر جمود العلاقات الاقتصادية مع بعض المؤسسات
المالية الدولية والتي تثاقلت خطوات تعاونها بعد قرارات 25 أكتوبر… خاصة وأن السودان قد استوفي كل مطلوبات الصندوق فيما يتعلق بإعفاء ديونه التي ربما تجاوزت ال64 مليار دولار من خلال مبادرة الهيبك للدول المثقلة بالديون…. وقد حقق
السودان من خلال مؤتمري برلين وباريس بعض المكتسبات المتمثلة في منحه عدد من القروض التجسيرية ليتمكن السودان من سداد جزء من ديونه لتتدفق القروض التنموية ومن ثم يتم تطبيع علاقات السودان مع عدد من المؤسسات المالية الدولية
… توقف كل ذلك بضغوط من الولايات المتحدة الأمريكية ذلك أن معظم المؤسسات المالية الدولية هي أدوات لتطويع الأنظمة السياسية لتحقيق أجندة ومصالح بعض الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية… وقد ( لهثت) الحكومة
الانتقالية في نسختها الأولى والثانية برئاسة الدكتور عبد الله حمدوك وراء سياسات ومطلوبات صندوق النقد الدولي والتي أدت إلى زيادة المستوى العام للأسعار ومعدل التضخم وتكاليف الإنتاج وتدهور مريع في قيمة العملة الوطنية ومستوي معاش
الناس ولم تحقق تلك الإجراءات المفروضة على البلاد غاياتها إذ أنها لم تكن شروط وإجراءات اقتصادية محضة إنما سياسات واجراءات ذات أغراض وإبعاد سياسية مرتبطة بعمليات التحول الديمقراطي والمدني… ولذلك افقرت تلك الإجراءات والسياسات
الاقتصادية قطاع واسع من الشعب السوداني ولم تحقق شئ فالأزمةُ الاقتصادية ما زالت تراوح مكانها وما زالت الديون جاثمة في صدر السودان وشعبه .. وما زالت السلطات الاقتصادية بالبلاد تعد صندوق النقد الدولي بالمضي في ذات سياسات
الإصلاح الاقتصادي والتي ستؤدي حتما” إلى مزيد من الافقار ودخول شرائح إضافية إلى مستوى دون خط الفقر… وقد بشر السيد وزير المالية حضور مؤتمر صندوق النقد الدولي بانخفاض معدل التضخم في السودان ( وهو حق ) لم يتنزل واقعا” في معاش الناس في بلادنا ..
وقد أكد السيد وزير المالية في مخاطبته للمدير العام لصندوق النقد الدولي أن إيقاف المساعدات الدولية عن السودان يعاقب الفقراء وليس السياسين… بيد أنني اقول للسيد وزير المالية أن الفقراء وهم غالب سكان بلادي معاقبون من صندوق النقد
الدولي ذو الأجندة الخفية ومعاقبون من الغرب وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية والتي تعلى مصالحها السياسية والاقتصادية على القيم الإنسانية ومعاقبون من نخبهم السياسية التي تعلى مكتسباتها السياسية والحزبية على المقدرات
الوطنية فيعز عندها الوازع الوطني والأخلاقي .. وهم معاقبون بتطاول عدم الاستقرار السياسي بالبلاد والذي يجر وراءه أزمات بلادي المركبة… فهل للخروج من كل ذلك من سبيل … اللهم اهدي نخب بلادي من أمرهم رشدا …