د. محمد خير حسن محمد خير يكتب : أيهما أولى المصالحة الوطنية ام العدالة الانتقالية؟؟؟!!!!
رهاب……………….. رهاب
هكذا تولد الأفكار العظيمة
24 أكتوبر 2022
==================
بقلم / د. محمد خير حسن محمد خير
أيهما أولى المصالحة الوطنية ام العدالة الانتقالية؟؟؟!!!!
عزا الدكتور عبد الله حمدوك رئيس الوزراء السابق تقديمه لاستقالته عن رئاسة الوزراء بعيد قرارات 25 أكتوبر لانسداد الأفق السياسي في البلاد … ولعل ذات الانسداد دفع السيد رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة لاصدار قرارات
25 أكتوبر….. فقد انشغل الخصوم السياسيين عن التنمية والبناء والأعمار وتوحيد الصف بتصفية خصوماتهم السياسية والتكالب على المكتسبات السياسية ولذلك تنكبت الحكومة الانتقالية في مختلف نسخها الطريق مما حتم إجراء إصلاحات لمسيرة الانتقال الديمقراطي والتي عرفت بقرارات 25 أكتوبر…
لعل ما يحمد لحكومة حمدوك أحداثها لاختراقات إيجابية في العلاقات الخارجية واستكمالها لإجراءات إلغاء العقوبات الأمريكية على السودان والتي بدأت مجهودات الغاءها منذ أواخر عهد حكومة الإنقاذ الوطني.. بل توفقت حكومة الدكتور عبد الله حمدوك من رفع اسم السودان من قائنَمك الدول الراعية للإرهاب بل وعقد مؤتمري برلين وباريس لحشد الدعم المالي لحكومة
السودان.. وقد تحولت نوعا” ما الولايات المتحدة الأمريكية إلى مربع إيجابي ( نسبيا”) فخصصت 700 مليون دولار لدعم الانتقال في السودان .. وفوق هذا وذاك تعاونت السلطات الاقتصادية في مجال إنفاذ موجهات وسياسات صندوق النقد الدولي ليستوفي السودان شروط الاستفادة من مبادرة الهيبك للدول المثقلة بالديون لأجل إعفاء ديونه… غير أن التكالب على
السلطة من قبل القوى السياسية في البلاد أفضي إلى مزيد من الإضطرابات السياسية المزمنة مصحوبة مع تدهور اقتصادي مريع وتدهور أمني غير مسبوق… كل ذلك أفضى لقرارات 25 أكتوبر والتي تم بموجبها حل الحكومة ووضع رئيس الوزراء قيد الإقامة الجبرية وحل مجلس السيادة…
وبطبيعة الحال اعتبر الغرب ومؤسساته المالية الدولية ذات الصلة بالاختراقات الإيجابية المذكورة أعلاه أن قرارات 25 أكتوبر تمثل ( ردة) عن اتجاهات التحول الديمقراطي في السودان فاوقفت الولايات المتحدة الأمريكية دعمها للانتقال الديمقراطي
في السودان وجمدت إجراءات إعفاء ديون السودان.. رغم.محاولات وزارة المالية والتخطيط الاقتصاد لتحريك هدا الملف خاصة بعد مشاركة وزير المالية في اجتماع صندوق النقد الدولي الأخير …
غير أن ما لا يمكن نكرانه أن إجراءات 25 أكتوبر التصحيحية كان لها مردودها السالب على المكتسبات التي تحققت في علاقات السودان الخارجية …
ولهذا كله زادات الضغوط الاقتصادية على البلاد وتفاقم عجز الموازنة خاصة وأن الدول الصديقة في المحيط الإقليمي والدولي لم تفي بتعهداتها نتاج التطورات السياسية التي حدثت مضاف إلى ذلك تعاظم استحقاقات سلام جوبا مما ولد ضغوط هائلة
على الموازنة العامة وقد تزامن كل ذلك مع زيادة الاجور لبعض قطاعات الخدمة المدنية مما حتم على وزارة المالية زيادة تعرفة الكهرباء والضرائب والتي أثرت بصورة مباشرة على تكاليف الإنتاج بالقطاعات الإنتاجية والمستوى العام للأسعار فعاظم كل ذلك من الضائقة الاقتصادية وأثر بصورة خطيرة على مستوى الفقر بالبلاد ومستوى معاش الناس…
عليه…. اعتقد انه لا مخرج من هذا الانسداد في الأفق السياسي والتدهور الاقتصادي والانفلات الأمني الا بتحقق إجماع وطني مسنود بتسامح مجتمعي يرجح فيه المصالحة الوطنية على العدالة الانتقالية التي ينادي بها…
اذ ان استبعاد أي كتلة أو حزب سياسي من الاجماع سيقود لمزيد من الاحتقان السياسي ومزيد من عدم الاستقرار السياسي الاقتصادي والأمني… فلنتجاوز المرارات ولنستلهم تجارب الدول التي شهدت مثل هذه النزاعات على المستوى الإقليمي وأصبحت قصص نجاح تروي وتجارب تستقي منها الدروس في المسؤولية الوطنية ….