مقالات

د. محمد خير حسن محمد خير يكتب : أيهما أجدر بالاستهداف ( وديعة مليارية) أم ( تمويل تنموي)

*رهاب…….. رهاب*

*بقلم / د. محمد خير حسن محمد خير*

*أيهما أجدر بالاستهداف ( وديعة مليارية) أم ( تمويل تنموي)*

قاد الدكتور جبريل إبراهيم وزير المالية والتخطيط الاقتصادي وفد رفيع لاجتماعات صناديق التمويل العربية بجدة وقد قابل على هامش تلك الاجتماعات عدد من وزراء مالية بعض الدول الشقيقة والصديقة على مستوى الإقليم … ولعل المتوقع أن تثمر مثل هذه الاجتماعات واللقاءات تدفق بعض القروض التنموية ولربما ينتج عنها تدفق للاستثمارات العربية في السودان خاصة وأن العالم عموما ” والوطن العربي على وجه الخصوص يعاني من آثار الحرب الروسية الاوكرانية والتي سببت نقص حاد في المخزون الاستراتيجي للقمح وبعض المنتجات الأخرى للكثير من الدول والتي ما زالت تلهث لسد النقص من مصادر بديلة متعددة .. ولعل السودان والذي أطلق عليه من قبل (ثلة غذاء) الوطن العربي ما زال مؤهلا” للعب هذا الدور لو توفرت له التمويلات اللازمة التي تحرك قطاعاته الإنتاجية وتدفقت إليه الاستثمارات العربية والأجنبية خاصة قطاع الصادر .. ولذلك لعله من الحكمة والرشد أن تتدفق استثمارات الدول العربية في السودان وذلك لوفرة الموارد على نحو لا تتوفر في كثير من الدول فضلا” عن انخفاض التكلفة الإنتاجية نسبيا” … عليه إن أرادت الأنظمة العربية ومؤسساتها المالية أن تغلب مصلحة بلادها ومواطنيها وتتجاوز الارتهان إلى ضغوط ونفوذ الدول الغربية والتي لا تراعي الا مصالحها فلتيمم وجهها شطر السودان ففيه المخرج لمشكلة نقص الغذاء العربي..
نتوقع من زيارة السيد وزير المالية والتخطيط الاقتصادي ووفده الرفيع أن تنساب القروض خاصة وأن للصناديق العربية في السودان تاريخ زاخر بكل ما هو عظيم في تمويلها لعدد من المشاريع الضخمة … نحن لا نريد (وديعة مليارية) تنساب إلى نظامنا المصرفي فتؤثر ( مؤقتا”) على سعر الصرف وقيمة العملة الوطنية.. إنما نريد تمويل تنموي طويل الأجل ونريد شراكات حقيقية للقطاع الخاص العربي والاجنبي في السودان لتتحق عبرها المصالح المشتركة… وليتحقق ذلك لابد من تهيئة المناخ الاستثماري في السودان وتوفير حوافز جاذبة للمستثمر العربي والأجنبي وتيسير الإجراءات عبر سياسة النافذة الواحدة وتحسين قدرات النظام المصرفي السوداني وبناء شبكة مراسلين قوية تناسب تحديات هذه المرحلة …
*كسرة :*
هناك دور وطني للمغتربين السودانيين في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها بلادنا يتمثل في تغليبهم المصلحة الوطنية على المصالح الذاتية وذلك بتحويل مدخراتهم عبر السوق الرسمي خاصة وأن البلاد تشهد هذه الأيام تحسنا” ملحوظا” في قيمة العملة الوطنية.. فنستثمر هذا الاستقرار النسبي ولنساهم في عمليات الانتقال إلى النمو المستدام …

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى