د. محمد تبيدي يكتب:.. مسارب الضي..لقاء القادة في بكين.. تحالفات ترسم ملامح عالم جديد
د. محمد تبيدي يكتب:.. مسارب الضي..لقاء القادة في بكين.. تحالفات ترسم ملامح عالم جديد
في صباحٍ غابت فيه الغيوم وارتفعت الرايات، شهدت ساحة تيانانمن في قلب العاصمة الصينية بكين احتفالاً مهيباً بالذكرى الثمانين لانتصار المقاومة الشعبية الصينية على اليابان ونهاية الحرب العالمية الثانية.
المشهد كان بليغ الرمزية، إذ اصطف الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى جوار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، ليعلنوا للعالم بصمت الأقدام ووهج السلاح أن معادلات القوة لا تظل ثابتة، وأن التحالفات تُصاغ على إيقاع الزمن الجديد.
في الاستعراض العسكري، تدفقت كتائب الجنود بانتظامٍ يثير الدهشة، وتقدمت منصات الصواريخ والطائرات المسيّرة والأنظمة الروبوتية، في رسالة واضحة بأن بكين تُحسن الجمع بين ذاكرة الماضي وقوة المستقبل. أما اللقاءات الجانبية فحملت في طياتها رسائل سياسية عميقة، حيث اجتمع بوتين بكيم لأكثر من ساعتين في حوارٍ وُصف بالاستراتيجي، تخللته وعود متبادلة بالدعم وتعزيز التعاون العسكري.
إن اجتماع القادة الثلاثة لا يُقرأ في سياق المناسبة التاريخية فحسب، بل في ضوء تحولات كبرى يشهدها العالم، حيث تعيد القوى الصاعدة رسم خريطة النفوذ السياسي والاقتصادي والعسكري. وبكين تدرك، كما موسكو وبيونغ يانغ، أن اللحظة التاريخية تتيح بناء جبهة تتحدى الاحتكار الغربي للقرار الدولي.
ولئن كانت هذه الذكرى تستدعي الترحم على ملايين الشهداء الذين سقطوا في الحرب العالمية الثانية، فإنها كذلك توقظ في النفوس أن التوازن لا يقوم إلا على العدل، وأن الأمم الحيّة تعرف كيف تحافظ على سيادتها وكرامتها.
وأنا سأكتب للوطن حتى أنفاسي الأخيرة
