د. عبدالوهاب عبدالفضيل يكتب: ..أبعــاد..انتصار شعب ونهضة أمة

د. عبدالوهاب عبدالفضيل يكتب: ..أبعــاد..انتصار شعب ونهضة أمة
لاشك أن الانتصار الكبير الذي حققه الشعب السوداني وقواته المسلحة والمستنفرين والمجاهدين والمكونات النظامية الأخرى المناصرة للجيش في مشروع اختطاف وتفتيت الدولة السودانية هو انتصار انقذ كل السودان من دائرة الاستنقاع والركود والتبعية والعبور به إلى مظلة السلامة والسيادة والكرامة فهذا الانتصار ليس في المعارك العسكرية فقط بك تحقيق الاستقلال والتحرر الكامل وانها لحظة اثبات الذات وتحقيق الهدف المشترك بناء الدولة السودانية ونهضة الامة ، فالتاريخ يحدثنا أن الباطل لن يدوم ولا يمكن أن يستمر مهما تعاون معه الحاقدين واصحاب الخرافات وعديمي القيم وصهاينة اليهود وأن الله
لا ينصر الباطل و إن عم وانتشر ” فيضرب الله الحق بالباطل فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ماينفع الناس فيمكث في الأرض” , فالمعركة اليوم هى النيل من سيادة الدولة ونهب وسلب خيرات الأمة هل إنتم ” مدركون” فالذي لا يكون قلبه مع الأمة ليس منها فالامة يحميها الاسلام والتاريخ والقيم نعم الغرب اليوم يتعاون ويتصارع من اجل ارجاع الدول العربية والإسلامية التي نالت استقلالها إلى دائرة التبعية والخنوع ، ولكن ارادة الشعوب حاضرة ، فالنصر الذي تحقق اليوم ليس هو نهاية الطريق بل هو بداية لمرحلة جديدة
تتطلب عملآ وجهودا ضخمة لتحقيق أهداف بناء الدولة وتحقيق القانون ومحاربة الفساد ، وأن متطلبات ما بعد الانتصار هي اشد من معارك السلاح لأنها تتطلب وعياً وتخطيطاً واستثماراً وتوحيد الطاقات والامكانات لتحقيق الاستقرار واعادة تفعيل مؤسسات الدولة والانتصار لا يكتمل إلا بتحسين ظروف حياة الناس وتيسير عودة السكان الذين شردتهم المليشيا إلى مناطقهم وتوفير مقومات الحياة
الكريمة لهم ، وتوفير فرص العمل للقضاء على البطالة خاصة بين الشباب والمقاتلين الذين بذلوا ارواحهم وحملوا راية الجهاد في معركة كانت من أعظم المعارك في هذا العصر ، والانتصار الحقيقي هو توحيد الصف الداخلي و العمل على تجاوز الانقسامات الأهلية وترسيخ ثقافة الاخوة والتسامح والوحدة بين مكونات المجتمع المختلفة ، والتعامل مع جرائم وانتهاكات فترة الحرب بإنصاف وشفافية والعمل على بناء الوعي المجتمعي الجديد الذي يعزز الوحدة ويرفض الصراع ، فالنصر هو فرصة للانتقال من حالة الحرب إلى حالة البناء والتنمية ونهضة الأمة
د. عبد الوهاب عبدالفضيل
جامعة الجزيرة