د.عبدالوهاب عبدالفضيل بكتب : أساتذة الجامعات السودانية والدور المفقود في استقرار العملية السياسية بالبلاد
د.عبدالوهاب عبدالفضيل يكتب : أساتذة الجامعات السودانية والدور المفقود في استقرار العملية السياسية بالبلاد
لا يختلف اثنان حول التحديات الجسام وموجة الاستقطاب الحاد التي خيمت في سماء السودان في ظل غياب رؤية واضحة للحكم تدير سفينة الفترة الانتقالية بعيداً عن التشاكس والاستقطاب الذي أصبح واضحاً في سماء السودان والكل ينظر بترقب
نحو الآخر ، بيد أن العملية السياسية اصبحت مهددة مع وجود حلول خارجية لا تلبي أشواق السواد الأعظم من أهل السودان ، حيث قُدمت مبادرات كثيرة من أجل إصلاح ما أفسدته حقب الأحزاب السياسية ، وفي تقديري أن مشكلة هذه البلاد منذ الاستقلال تكمن في الأحزاب نفسها وفي عدم وجود رؤية واضحة في كيفية حكم السودان.
اليوم ندعو أساتذة الجامعات لتقديم رؤية مهنية واضحة ومعبرة تعالج أزمة البلاد السياسية والاقتصادية.. لاسيما تقارب وجهات النظر بين المكونات السياسية والمنظومة العسكرية بغية الوصول إلى أرضية مشتركة لمعالجة الأزمة السياسية بالبلاد، واجترار حلول مرضية للجميع وعدم تهميش أي جماعة او حركة في ظل هذه الفترة متلاطمة الأمواج
والوقوف في مسافة واحدة من كل الأحزاب والجماعات الدينية وأن تكون هذه المبادرة بمثابة خارطة طريق للعبور بالفترة الانتقالية إلى آفاق تعالج الأزمة السياسية والاقتصادية بالبلاد ، وأن تهدف المبادرة نحو ضرورة الاهتمام بمعاش الناس
والتعليم والصحة..نعم هنالك تحديات وصعوبات تواجه العملية السياسية في السودان ولكن في تقديري أن هذه الصعوبات في الحقيقة هي بشريات لأن الحس بالصعوبة واستشعار ابعادها مؤشر للدخول في خارطة طريق ترمي لمعالجة موطن الخلل في البناء الاجتماعي ، لذا أناشد أساتذة الجامعات بالعمل في بذل المزيد من الجهد الفكري لمعالجة أزمة البلاد السياسية و ذلك بتقديم مبادرة ناجحة تعالج أزمة البلاد السياسية والاقتصادية.
فالجامعات تظل مواعين ترمي إلى نهضة المجتمعات وتطورها وتيسر العبور الآمن نحو آمال وتطلعات الشعوب..
.. والله المستعان….