مقالات

د .عبدالكريم محي الدين يكتب : عندما و عندما

د .عبدالكريم محي الدين يكتب : عندما و عندما

عندما يكون كل مهم السياسي هو الوصول الى السلطة و بأي ثمن ووسيلة فيعمل على تدمير الزميل الآخر و يكذب على اتباعه و يراوغ عضويته و يهادن على حساب المبادئ و القيم و يخاصم على المصلحة و الكسب فيخالل عدو وطنه و يحارب ابناء وطنه و ينسى واجب وطنه …

و عندما يكون العسكري في هم المكسب الذاتي و في خدمة رؤسائه مهما جانبت الحق و عندما ينسى واجبه الوطني و قسمه لله و البلاد و يبقى خادما لأجندة تصادم ذلك العهد و القسم و تصطرع مع المصالح العليا …

و عندما يكون هم الموظف في الخدمة المدنية هو كيفية الحصول على حاجته اليومية من مأكل و رفاه و ينسى واجبات الخدمة و متطلباتها و ينسى قيمها و مسئولياتها …

و عندما يتضاءل تطلع الزارع و يتقزم الى مأكله و مشربه و ستر حاله …

و عندما يلتهي الصانع في كيفية الغش و تحقيق المكسب الزائف فينصرف عن الجودة الى الطمع و عن القناعة الى الجشع …

و عندما يكون هم الراعي هو صرف يومه و انتهاء شهره دون إشباع رعيته و دون جودة مسئوليته و دون أخلاق واجبه …

و كذا عندما يودي الطالب يومه في الفصل بكل ممل و تضجر و لا مبالاه فيخرج من الدرس كما دخل و يخرج من بيئة الدراسة كما عاد …

و عندما تكون ربة المنزل همها الثرثرة و قتل الوقت مع جاراتها فقط دون تخطيط لتكييف حياتها و صناعة أجيالها و الاهتمام بزوجها …

و عندما يروح الزوج و يغدو لمنزله بلا رؤية لمستقبل أطفاله و تطوير حياته و تطويع واقعه لغد مشرق …

و عندما يكون كل المجتمع في هيصة من أمره و يغلب عليه الهرج و المرج و ضياع القيادة و انعدام الخطة و الرؤية و غياب الإدارة المجتمعية و ابتعاد الروح الدينية على حياته العامة …

عندما يكون شعب دولة ما بهذه الكيفية فقد فقدت البلاد أصول الإنتاج و قواعد التنمية و عاشت على استهلاك القيم و الأصول التي ورثتها من الأجداد و عاشت جياةً كلها تراجع في تراجع و تردي في تردي و تخلف في تخلف و صراع على صراع …

و لا علاج لهذا الخلل إلا بقيادة ملهمة و حكومة منسجمة متجانسة تضع تلك العلل المجتمعية تحت دراسة علمية و منهجية تبداً بها مراحل الاصلاح و تضع بها منصات التنمية البشرية قبل المادية و تنتهج بها دستورا ينتظم النفوس قبل الشخوص …

فهل ما نقرأه من إطاري و نهائي و ما نراه من واقع يتلمس تلك العلل و يخاطب قضاياها ؟ أم يزيد تعقيدها و يضيف مزيدها ؟ اللهم كن للسودان

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى