مقالات

د .عبدالكريم محي الدين يكتب : ( البل ) و لا حول و لا قوة إلا بالله

( البل ) و لا حول و لا قوة إلا بالله

د .عبدالكريم محي الدين

أقبح كلمة سمعتها في حياتي و من فرط كراهيتي لهذه الكلمة أتحاشى كتابتها و أصوم تماما عن نطقها و اترك لها المجالس و أراها تتشكل قبحا على ناطقيها …

من أنتجها بدءاً فقد تقيأ مرضه و كح حقده وهو مازال المريض و الحاقد و الحاسد و السام جدا للوسط الذي يعيش فيه و لا أبالغ إن قلت أنه شيطان ذو أنياب و قرون وعيون حمر و لكنكم لا تدركون …

هذه العبارة بقدر ما إنها فارغة تماما من الرحمة مملوءة تماما بالقسوة و الغلظة و تحمل أطنانا من غيظ التشفي و لهب التعدي …

وهي بذلك تدعو للظلم بكل أنواعه و تدعو للطيش بكل ضروبه و تدعو للجهل و استخدام العنف بكل ألوانه و اشكاله و تدعو للعصبية و المذهبية و الجهوية …

وهي ضد الإنسانية في العدالة و ضد الكرامة في التعايش و ضد السلم و الأمن و الطمأنينة و ضد الأديان كلها و ضد العرف الكريم و الخلق الحليم …

و تدل دلالة واضحة على أن من أدخلها شعارا ضمن شعارات الثورة أراد بها تدمير البلاد و أسالة الدماء و ازهاق الأرواح و أراد بها إشاعة الكراهية و بذر التفرقة و تمزيق البلاد …

لا أؤمن أبدا أن اصطلاح هذه الكلمة جاء صدفةً و أن انتشارها كان بريئا و أنها عبارة ً عفوية ً لا و الله انها انفجرت من مصدر اعد لها منصات الانفجار و عبأ لها باروده و داس على زناده مع سبق الإصرار و الترصد …

و عليه اجزم أن هنالك جهات تخطط لضرب المجتمع السوداني و تخطط لضرب أي وحدة سياسية أو أي وفاق وطني و تعمل بخطوات مدروسة بالمل الدقيق لقتل أي روح وطنية و أي فكر أصيل …

حاربوا هذه العبارة الهدامة بكل ما أوتيتم قاطعوها حتى في مزاحكم و مزاجكم قاطعوها حتى في السخرية منها و التندر بها لأن ترديدها و استخدامها يعنى انتشارها و ديمومتها …

ما كتبتها عنوانا إلا بعد أن ركبت على أعصابي و صككت على أسناني و كدت إغماض عيون و الله المستعان …

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى