مقالات

د عبدالكريم محيي الدين يكتب : أربعة مهولة

أربعة مهولة

د عبدالكريم محيي الدين

لا أحب الحديث باسم الشعب كما اعتاده بعض السياسيين فمن تحدث بذلك الاسم الجمعي و الكلي فقد كذب و ادعى تفويضا لم يمنح له و لكنني و بحسب من اجتمعت معهم من قيادات مجتمع مدني و اهلي و سياسي كلهم اجمعوا على ان الفترة الانتقالية انحرفت عن مسارها تماما و نحت الى العنف و التصادم ولولا قرارات الخامس و العشرين من اكتوبر التصحيحية لذهب السودان كله و اشتعل مجتمعه كله و سال دمه كله …

ذهبت الفترة الانتقالية الخاصة باربعة طويلة و من ورائها اربع اخر اطول طولا و اكبر عرضا لم ينتبه لهم كثير من الناس و قد كشفت هذه الأربع الطوال عن نفسها في استماتتها لاستعادة أربعة طويلة مع قائدهم السيد الدكتور عبدالله حمدوك …

و حتى هذه اللحظة لم يطعن فيل الأربع الطوال و إنما الطعن كله في ظله المتمثل في أربعة طويلة إذ أن أربعة طويلة ما هم إلا جنود للطول الأمريكي و البريطاني و السعودي و الإماراتي ( أربعة مهولة ) …

فمن أراد أن يجري تغييرا حقيقيا إيجابيا في السياسة السودانية فعليه ان يقصد الفيل و يترك ظله فمجموعة اربعة مهولة تعمل في السودان عملا استراتيجيا خططت له منذ عقود عديدة وقد أثمرت هذه المخططات و من الصعب ان تترك ثمارها للطير …

و أربعة مهولة لها أذرع في المنظمات الدولية و المحيط الإقليمي و لها عملاء غير أربعتها المبعدة و التي مازالت تصارع من اجل فرض إعادتها حاكما مستديما في السودان و لها القوة المالية و العسكرية و السياسية فمن المستحيل هزيمتها و تحرير السيادة و السياسة السودانية من قبضتها إلا عبر جبهة داخلية متحدة و عبر حكمة بالغة الحكمة في التخطيط و النفاذ …

و انتصار الجبهة الداخلية على مجموعة اربعة مهولة يقتضي قرارات كبيرة من السياسيين و يقتضي ضمانات واسعة للمشاركة السياسية الواسعة و يقتضي قامات مدركة و تنازلات صعبة و يقتضي اعلاما مسئولا و يقتضي مواثيق و عهودا عادلة تؤسس لشعب متماسك و لدولة مستقلة …

لست متشائما فقد تجمع المصائب المصابين و اثق بالله الذي يخرج الحي من الميت و هو الذي يهدي الى سراط مستقيم …

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى