مقالات

د. عبدالسلام محمد خير يكتب: والحال كذلك..(تَفَقدُوهم يرحمكم الله)

د. عبدالسلام محمد خير يكتب: والحال كذلك..(تَفَقدُوهم يرحمكم الله)

 

والأخبار تراوح مكانها كطبع الزمن هذا، باركه الله، فوجئت بمحللين لا يرون غير ذلك ملاذا..غير(تَفَقدُوهم يرحمكم الله)..منهم من كاد يقولها صراحة (اللهم فاشهد).. ومن يذكر بفضيلة التواصل مع المتضررين،

وبحتمية إقران القول بالعمل، وعدم تكرار تجاهل نصح من تنبأوا بما حدث، وبالتفصيل الذى حدث!.. للنصح بقية، أن (تهتم بما يليك) وأن (تحتاط) لحرب ما بعد الحرب، أي مضاعفاتها – أثرها على الدخل، التعليم، الصحة

و(النفسيات)..فضلا عن تحديات من قبيل (الدروس المستفادة) وخطاب عام قوامه (اليقين) بأن لا أمان إلا بمعالجة تستعصم بالله تعالى..إنها حرب طائشة (لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ كَاشِفَةٌ).

*هو مدار حديث* من أمله في خير يشيعه تواصلهم، وتفقدهم لغيرهم..
هل من تواصل فيه تراحم؟.. في الشدائد المنهكة والملهكة رحمة الله هي الملاذ.. هناك حرب لكن هناك

أمل.. فعلى طريقة يأتيك بالأنباء من لم تزود تفاجأ بمن يكاشفك بسر النجاة (إفعل شيئا مما يليك..وخير ما تفعله أن تتفقد غيرك).. وللمكاشفة بقية (أن تتذكر الغائب

فتدعو له عن ظهر الغيب).. ولك أن تزيد..رسالة (واتساب)..ستزيل الغم لمجرد الإحساس بأن هناك من تذكره!.. من جرب تعجب من قدرته على إسعاد غيره بمجرد (كلمة طيبة) و(هو ماشى).

*قرآن يتلى* (إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُه) – ورد في مقام للعزة (مَن كَانَ يُرِيدُ ٱلْعِزَّةَ فَلِلَّهِ ٱلْعِزَّةُ جَمِيعًا) – مطلع الآية..إن تواصلك بنية (تفقد غيرك) فيه عزة، بشرك الله..التواصل بكلمة طيبة وعمل صالح

 

متصل (بتقوى الله) بمعنى مخافة الخالف في حق خلقه..(خيركم من يبدأ) – يذكرونك بها في هذه الأجواء..أن (نبادر) بفعل يغير ما إعتمل في النفوس عن يقين (إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ).. يقول فلاسفة علم النفس (إن السلام أخلاق) وهو لذلك متصل بالنفس البشرية مكمن التغيير للأحسن..(بالتى هي أحسن).

*من جرب السؤال* عن الغائب يجد (نفسه) في وضع (أحسن) فهناك ما يثلج الصدر..التجاهل يرث الغبن.. يحز في(النفس)..هو أصل المعضلة (ما سأل عننا.. ما عبرنا)!..

ترياقها عكسها، وهو متاح متى طابت الأنفس وتراضت على (منظومة) حياة قوامها تفقد الغير، الكلمة الطيبة، التواصل الحميم، التراحم، الترفع عن الصغائر، وإدراك مقيمين ينتظرون الطعام في العراء!.

*الإطعام أبلغ كلام* والحرب دائرة.. إنتظمت مبادرات (التكايا) بالأحياء.. عنوان لتفقد الناس لبعضهم بما يعينهم على البقاء وسط نيران الحرب.. المشهد على الشاشات يحتشد بصامدين يستبشرون لمجرد ان هناك من جاء

يتفقدهم.. أمهات وأطفال يحفهم العراء والمطر والجوع، يحكون للكاميرات، لا عن الطعام، بل عن (قيمة) أن يتفقد مبادرون من ضحوا، قدموا الشهداء، وعززوا جيش بلادهم.. هؤلاء هم المانحون.. ذخر البلد، أكرمهم الله.

*هكذا تبدو الأجواء*. إعلام دؤوب يتسيده مراسلون في الصفوف الأمامية.. منصات و(قروبات) و(مواطن صحفي)..هناك ناشطون (قربوا الناس) بحسن التواصل وحثهم على عمل الخير وكلما يمكن أن ينسيهم مآسي الحرب.. لافت ما يقوم به ناس (الحيشان الثلاثة)- كرواد

إعلام وإتصال وتقنية حديثة.. قروباتهم مثال لتواصل معنوي ومادي، مهني.. تترى أسماء معروفة بعطائها في الإذاعة والتلفزيون والمسرح.. من رحلوا، رحمهم الله وأحسن إليهم.. اللهم أشف المرضى.. الدعاء عن ظهر

الغيب موصول، واصل بإذن لله، يستريح إليه الخلق (لعل فينا ولي صالح لو أقسم على الله لأبره)..هنالك من فتح الله عليهم فأنار بصيرتهم ليفاجئونك بما يشرح

الصدر..إعلاميون وصحافيون مشهورون يدعون بحميمية مستطابة تلامس حاجة البلاد (اللهم إجعلنا ممن هاجر إلى الله، وممن هاجر من الألم إلى الرضا، ومن الفوضى

للإستقرار)..اللهم آمين..لمسات روحية تظلل القروبات لتسموا الأنفس، ولتنجو بلاد حادي أهلها عمل الخير،الإستغفار، قيام الليل، والصلاة والسلام على رسول الله.

*ذات(القروبات)*تفيض رسائل فى التنوير والتخطيط الإستراتيجي والدعوة لمحاسبة تشفي الصدور لتنطلق.. ينبري للأمر مهمومون بالحذر من المآلات فيذكرون بما قال(إبن خلدون) عن الدولة حين تداهمها أعراض

الإنهيار(تختفي وجوه مؤنسة، تشح الأحلام، يضيع صوت الحكمة، الكل في حالة إنتظار، يتحول الوطن لمحطة سفر) -لا حول ولا قوة إلا بالله.. لعل جهة مختصة في الدولة تتابع لتيسر السبيل لمخاض (قومي) ينجو من

تبعات الحرب وخطابها..رأي عام بدأ يتشكل..منتظر أن يعزز ثبات الدولة و(الفعل الملموس) وما تسمو به الأنفس، لتتعايش.. رأي عام يتبنى تلاقي الأطراف حول (سلام وفق معطيات الواقع).. والحرب قائمة يتراوح المشهد مأخوذا جهة التلاقي بسحر(الوطنية)..هناك متشائمون،

نعم.. لكن هناك من يرون السلام ماثلا(نجوب الدنيا نغمرها..نثبت بالحسنى قدما.. ونكون لمحتاج سندا.. ونكون على الدنيا رحماء) – (منقول)..ومنقول أيضا أن هناك من يرون أن (الحرب إختبار لعظمة الشخصية السودانية)..وهناك من يغمرهم الإحساس بأن خير ما تفعله الحرب إنها تذكر البلاد بأمجادها لتعيد سيرتها

الأولى فيتشكل(نسيج قومي واقعي) أساسه الوطن، عينه على الآخر، هاجسه تعايش فتراحم، بإذن الله.. فليكن الأمر تزودا بتجربة لا مثيل لها، وأوبة هي(تقوى) تطهر الأنفس بالكلم الطيب والعمل الصالح (وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ ۗ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى).. فلنفعل.. حمدا لله.

*هكذا*..بإختلاف مشاربهم يتلاقون فى(حاضنة) إفتراضية إسمها(القروبات) جامعة لآراء وأمزجة وأنفس على سجيتها.. تنداح ثقافة (تفقد الأحوال) فيداهمك إحساس بأنها هي(أيدلوجية) ما بعد الحرب..شىء من

ذلك خطر لي وأنا أتواصل للإطمئنان على صحة (أنسان ما) برسالة واتساب.. فإذا به يرد حالا، لا بأخبار عيونه بعد العملية، ولكن بآخر أخبار البلد، والسناريوهات المطروحة وأرجحها ليصبح السلام حقيقة..ثم يعزيك في فقد بلد،

(أبوبكر عثمان محمد صالح) الأمين العام للتكامل ووزير رئاسة مجلس الوزراء، و(عبد الله جلاب) رئيس تحرير مجلة الإذاعة والتلفزيون- لكليهما سيرة مهنية متفردة، عليهما رحمة الله..ثم يتحفك بآخر ما كتب بروفسور

عبدالله على إبراهيم.. ويخصك بمساجلة عن (الجرح الأبيض) لمحجوب سراج..هي مرافعة في(ركوب الرأس)!..وحتى لا يجنح بنا الخيال تجاه (جهة أخرى) فالسر كامن فى قصيدة شغلت الناس يوما..وأطربتهم.

*و(من جهة أخرى)* – كإبتكارات دكتور عبدالعظيم عوض بالإذاعة، تقديم نجم الدين محمد أحمد- رحمه الله، تجد نفسك إسفيريا في (حضرة)!..يتبارى الشيخان (ود حليب وحاج الماحي) فى قصة(التمساح) و(البلد الكانت

محروسة.. حجرنا العوم والناس متروسة).. وإبداع آخر للشيخ السماني أحمد عالم (من يحصي مديح محمد.. وفى مدحه كتب من الله تقرأ) – صلى الله عليه وسلم ..يا للهناء!..هذا كله ممن (تفقدته) برسالة، صحفي خلوق،

محمد الشيخ حسين.. ويختتم بما يثلج الصدر(من أراد إنشراح الصدر وغفران الذنب وتفريج الكرب وذهاب الهم فليكثر من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم)..صلى الله عليه وسلم.
*د.عبد السلام محمد خير*

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى