مقالات

د.عبدالسلام محمد خير يكتب : السعودية تستلهم الحلول العصية.. الرقمنة والتعايش

*السعودية تستلهم الحلول العصية.. الرقمنة والتعايش*
للداخل على القوم دهشة،كما يقولون!..فكأنك هنا لأول مرة،وأنت من تعلق قلبه ملبيا (آمين)كلما تضرع إمام الحرم الشريف(أعواما عديدة،وأزمنة مديدة)..المشهد باهر فى كل مرة،هدوء وحيوية فتغيير..ثلاثية تبدو للزائر كطابع للدولة،دولة تحسها!..إنها حاضرة بهيبتها، تتجلى فيما حولك دون أن تتراءى مظاهر لقواتها وقوانينها..قيل إنها الرقمنة،تتولى كل شىء ينبىء عن وجود الدولة والحاجة إليها،بلا سلطة مرئية على المشهد وهو يفيض بما يسر ويجبر الخاطر،معاشاوطمأنينة..صحيح إنها مسألة(إمكانات)و(إدارة)و(إرادة).. ولكن!.. الأمر(موصول)بقيم تعزز هيبة الدولة وإن تكاملت المعينات الماديةو(ترقمنت)..إنها بركة المكان الحفي بالخلق،الملهم للحلول العصية(أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف)- سورة قريش.

إلهام رباني مكفول للكافة،بالتعايش..إن قضايا العصر والأصل تتصدر وتستدعي إلهام المكان ليتعايش الخلق،والعبرة بالنتائج والمثال!..(السعودية زحام من النعم)-الخبر الرئيس فى(عكاظ)16مايو،ويفصل(حاضر مزدهر،مستقبل أخضر،ورؤية تتحقق)مما يوحي بأن العبرة فعلا بالنتائج والمثال،فكما هي تبدو باهرة لحظة الصعود لطائرها الميمون،تتجلى لمتصفح الصحف، تتراءى ماثلة لعابر الطريق ومرتاد مرافق الخدمات من كل نوع، وللزائر الطواف الذى لسان حاله فى كل مرة(ما شاء الله تبارك الله)وعينه على أجواء الحرم تستضىء كعهدها برغم بقايا جائحة غاشمة أغلقت الأبواب حينا من الدهر وهي التى لاتغلق أبداوالحمد لله..الخواطر تترى منذ هبوط طائرهم الميمون بمطار الملك عبدالعزيزبجدة،الفخم المضياف عالميا،برغم الجائحة،ومما يوحي بأن(السعودية)تستلهم حلولها.

أنت موعود،بإذن الله،ومبشر بتمام مقاصدك التى تشغلك مقيما أو زائرا تشدك الأشواق(تال الشمال) كما فعلت بعلماء الاديان القادمين من مختلف العالم استنجاداً بدستور المدينة ، حيث المدينة المنورة،على ساكنها صلاة الله وسلامه..هم هنا كأنهم لا شاغل لهم غيرك- أنت يالذات!..الحاضر بمكوناته حولك يبدو مدهشا أينما توجهت،كأنك داخل قطارهم الأنيق يهفو صوب المدينة..مقامك محسوب رقميا، لتفاجأ بأن شاغلهم الشاغل إستراتيجيا أبعد من أفق الحاضر ومن كلما تشتهي الآن…إنهم فى المستقبل..رؤية مطروحة من الدولة مضوا فى تنفيذها،والنتائج تتحدث..رقمنة وتعايش وإضافات تصدح بها العقول عبر مؤتمرات وحوارات ودراسات ومشاركات لا تنتهي إلا لتبدأ، كما طالعتنا الصحف يوم وصولنا.

بين السطور تطالع المستقبل،الرياض تستضيف ملتقى الأديان لتعزيز السلام والتضامن حول العالم..رؤية واضحة لمستقبل الطيران..تحويل جميع المحاكم الإدارية إلى رقمية..تعزيز التحول الرقمي فى التامينات الإجتماعية..الغرامات رقمية مقترنة بالنزاهة والقيم..إنطلاق أول تعداد رقمي فى تاريخ المملكة..تعزيز دور الجامعات كمنصة للتفكير والإبداع..جودة الخدمات أولوية..معرض ومنتدى دولي لتقنيات التشجير، ومقال حول أهمية الزراعة(كمشروع وطني يحقق الإكتفاء الذاتي للبلاد وفق رؤى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد)-صحيفة(البلاد)..الزراعة قادمة،فالنفط ليس نهاية مطاف..وليس أخيرا:(المنتخب السعودي للعلوم والهندسة يمثل المملكة فى معرض آيسف 2022 العالمي ويحصد 21 جائزة)..قل لي ماذا قالت الصحف أقل لك أين وصلت بلادكم؟!.

يؤاذر هذا الإنطلاق الرقمي إستدعاء للقيم وملهمات التوفيق والبركة..هل فى الأمر مصادفة؟!..ففى12 مايو شهدت الرياض إنطلاق أعمال ملتقى علماء الأديان من مختلف دول العالم..الملتقى تستضيفه رابطة العالم الإسلامي وفق أهداف محددة..أولا:بلورة رؤية حضارية لترسيخ قيم الوسطية فى المجتمع..ثانيا:تعزيز الصداقة والتعاون بين الأمم والشعوب..ثالثا: تحويل الخلافات المفتعلة بين الأديان إلى تضامن وتعاون وتفاهم..رابعا: تعزيز دور القيادات الدينية فى تعزيز قيم السلام والوئام.. ماذاهناك والعالم يتنازع بلا هوادة،بلا تراحم؟.

وكتصريحات المختصين،الملتقى ينطلق على ضوء أهداف الرابطة ترسيخا لدورها العالمي كمنظمة دولية مستقلة غير حكومية تعنى بنشر قيم الإسلام الداعية لخير الإنسانية،ومن ذلك التعاون مع الجميع حول تعزيز المشتركات الإنسانية من أجل عالم أكثر تعاونا وسلاما،ومجتمعات أكثر تعايشا ووئاما إنطلاقا من تعاليم الدين الحنيف الداعية للحوار والتعاون،وإستلهاما للوشائج الجامعة التى تشكل التعايش الأمثل فى عالمنا لصالح التنوع الإنساني المنشود لدى أطراف المعمورة كافة..هكذا تحدث متحدثهم(عبدالوهاب الشهري).

محاور الملقى تحلقت حول(حقائق الإسلام التى جاءت رحمة للعالمين،وبلغ بها نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم لتعم الناس أجمعين إنطلاقا من هدي وثيقة المدينة المنورة التى أمضاها صلى الله عليه وسلم مع مختلف التنوع الديني حيث إنفتح الإسلام بمكارمه وأفضاله على أتباع الأديان لإيضاح رسالته الداعية لخير الإنسانية ولمعالجة أي مفهوم أو ممارسة خاطئة لا تخدم تعايش الجميع بسلام)-هكذا أفاض الأستاذ عبدالوهاب الشهري الوكيل للإتصال المؤسسي بالرابطة مبينا(الرابطة لا تتعاون مع أي أهداف أيدولوجية)..(المشاركون عرف عنهم إحترام المسلمين،مواقفهم تستحق التقدير)-(الوطن).والأمين العام الأستاذ محمد بن عبدالكريم العيسى يحذر من التأويلات الخاطئة للمقاصد(إن لجميع أتباع الأديان الحق بالوجود بكرامة وإحترام).

إتجه النقاش ضد(التطرف ومحاولات التشويش)ومع(الكرامة الإنسانية،تفهم الخصوصيات الدينية والثقافية وعدم الإساءة لأتباعها،تفكيك مفهوم صدام الحضارات وتعزيز قيم التعاون بين الشعوب..قضية أخرى(أسرة إنسانية واحدة تتعارف وتتفاهم وتتعاون)تناولتها ورقة عنوانها يكفى(تجسير الإنسانية لخير الانسانية)..وهناك ورقة علاجية(الوسطية وتفهم الآخرين،فطرية القيم الإنسانية ودورها فى تكوين شخصية الإعتدال وتفهم التنوع بلا خوف أو كراهية)..كأنها رسالة لغير من حضر أيضا فالكل بالإعلام مشارك..الإعلام شريك وللصحافة تأثيرها البليغ،بل الأبلغ،فعبرها نبدو حضورا للملتقى عن بعد تتعهده(الرقمنة) بحسن التواصل- كما نرى.

الختامجاءت به(عكاظ)16مايو(الرياض تشهد إصدار إعلان القيم الإنسانية المشتركة،وتأكيد مركزية الدين فى الحضارات)..وكانت(الشرق الأوسط)وثقت للإفتتاح وتصنيفات المشاركين وعددهم والخلاصة:(ملتقى الرياض يشدد على التسامح والوسطية)..فكيف بغيرهما ينجو العالم مما إعتراه؟.وللتساؤلات بقية،هل شاركت بلاد السودان فى الملتقى؟..متى نغادر جدل التعايش بين(طوائفنا)لندرك العالم فى سعيه نحو(التعايش عالميا) لينجو من سوء الخطاب والفعال؟..هل من وقفة تعين البلاد للتعاطي مع تجارب الآخرين فى مجالات مواكبة كالتوافق بمدخل التعايش والعصرنة بسحر الرقمنة،وهيبة الدولة بحسن الإدارة؟..(رؤية)السودان منتظرة،والله المستعان.
*د.عبدالسلام محمد خير*

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى