مقالات

د.عبدالسلام محمد خير يكتب :إلهامات محلية فى القنوات الفضائية.. الجنينة مثالا

إلهامات محلية فى القنوات الفضائية.. الجنينة مثالا
(غير صالح للنشر)!..البحث عن(المثير) ضرب من مراهنات عديمة القيمة شاعت حتى كادت تشكل مدرسة صحفية فى عالم فضائي منتظر تعاطيه مع قيم كانت شعارا لصحف رائجة(الخير والجمال والفضيلة)..الحكمة المنجية(عليك بالملهم)..فالدنيا تغيرت،إنفتح جحيم الشكوك وتعزز برد(اليقين)وسلام التراضي..(موبايلك)يتعهد بأن يأتيك بما لا تريد!..لا داعي لليأس، فما زالت الأشياء الأثيرة تسيطر على المزاج العام،حب الوطن،الذكريات،(نشرة تلاتة)،(علمت سونا)وبرنامج مستمر يوميا منذ الستينات لبروف عبدالله الطيب وشيخ صديق أحمد حمدون،رحمهما الله،الدليل القاطع على أن ما ينفع الناس يبقى بحمد الله،فيزدادوا خيرا..ويقينا.
اللهم زد وبارك فيما ينفع الناس،ويتجاوز بهم محنهم..هل الأخبار التى(تلهم) العمل النافع فى الحسبان؟..سؤال يلح بعد أن إستشرت(سوشيال ميديا)و(تنمرت)على ما ينفع البرية..لحسن الحظ هي حتى الآن لم تصرف الناس عن قيم تعلقوا بها،وسير وأخبارتهمهم،ومفاهيم تجبر خاطرهم لندرك أن البقاء للأنفع وإن تغيرت الدنيا وإنشغل الإنسان بالبحث عن ظله..فمع كل المغريات على الموبائل لا شىء ينفعك مثل أخبار تلهم الإضافة،وتطمئنك على بلدك وهويتك وشخصيتك مكمن إنسانيتك وتميزك..إنهم لا يتكفلون بذلك عبر موبايلك!..لكنك ستفاجأ أمام التلفزيون بأخبار تنقلك من ضيق الخرطوم لسعة الوطن،فهناك باقون على عهد أمجادهم،مهما كلف الأمر الواقع.
(المحلية أساس العالمية)-تذكرت الأديب السوداني العالمي الطيب صالح وقد داهمتني أخبار محلية على فضائية يراقبها العالم، تثير الإهتمام بموارد البلاد بلا(إثارة)!..لست وحدي، هاتفت من فاجأني بأنه معي تحت تأثير ذات الإحساس،محلياتنا عالمية..لكنه محتج!..لماذا لا تتصدر النشرة أخبار كهذه بدلا من(إجتمع،وجه)؟!.من ينتجون هم مصدر الخبر الأكيد،المثير.
إنجازات بمختلف الولايات فى نشرة واحدة سياقها(بكرة أفضل) طابعها دهشة بلا إثارة، تتلقفها ذات الأسافير الملامة..مهرجان لحصاد القطن بالجزيرة يعيد للمشروع إعتباره،أرقام غير مسبوقة،سبقتها تدابير زراعية متكاملة-هكذا يحكي مزارعون أمام كاميرا تتفرس ملامحهم..غبطة طاغية لا تملك إلا أن تتمناها لكل أهل السوان والأمور عصية..الخبر يحكي بالصور المشوقة تفاصيل(يوم حقلي)نظمه المركز السوداني الصيني بالقسم الجنوبي،مكتب الفحل،مشروع الجزيرة..مشاركة كبيرة،مزارعون وشركاء أعادوا للأرض إعتبارها، الزراعة أولا..سيماهم فى وجوههم..بهجة غلابة..إنتاجية قياسية..حضور عالمي(عملي) فى صمت.
خبر آخر باهر فى ذات النشرة فوجئت به على(الموبايل) من(واحد من أولاد العباسية)قلبه فى(الجنينة)- شبيهة(أم در)فى كيمياء التعايش..مذيعة مألوفة بطلتها(القومية)ظهرت على(سوشيال ميديا)تؤانس العالم:(وسط إهتمام حكومي ومجتمعي كبير شهدت جامعة الجنينة تخريج الدفعة3من طلاب كلية علوم التقانة)..المشهد فرائحي مهيب،يصفه مراسل التلفزيون بأنه(نموذج للتنوع الثقافي وبوتقة تتشكل فيها تطلعات الطلاب نحو رؤية وطنية تقوم على العلم)..بين متحدثين فصحاء خريجة تهدى نجاحها لزوجها وإبنها،وأم تشكر مدير الجامعة ومعاونيه لأنهم(ما شاء الله عليهم،يريدون لبلدنا الأمان)..مشهد الخريجين لا يوصف فهم من هزمزا الحرب والظروف معا بسلاح التعايش والعلم معا..الغاية إصلاح الحال.
أي شىء هو إصلاح الحال؟..مراسلون إحترافيون يتحركون وسط الناس،عين كاميراتهم على ما يوحد،التنوع،السلام،العلم،فالانتاج..خبر آخر مدهش(نيالا تستضيف مهرجان الدخن السنوي الأول على مستوى أفريقيا والوطن العربي)..المشهد جماهيري،فرايحي..مسؤولون يدلون بمعلومات عن تطور الأداء بولاية تنافس الخرطوم،مختصون يبصرون بالقيمة الغذائية والإقتصادية للدخن..عرض سخي لمأكولات مغرية مرتبطة بالدخن فى متناول الجميع،والعالم.
وتترى الأخبار مصورة،زاهية الروح،وجوه متعففة صبرها ملهم لرجل دولة جاء يتفقد الأحوال..مهرجان آخر عنوانه(الموية جات)..مشروع يعلن للعالم وصول مياه الشرب للأقاصي فى قضارف إشتهرت عالميا..إنه(مشروع السقيا للأحياء الطرفية)..الوالي يبدو واحدا منهم(محمد عبدالرحمن محجوب)- من قبيلة(الكفاءات)..ميداني،كشفت طلته عن فرحة طاغية لوجوده وسط أناس مطلبهم(فقط مياه الشرب)!..قال المياه(معاش الناس)- أول هموم الولاية.
فى شرق دارفور تتراءى تجليات محلية بلمسات خارجية حفية..حفل تكريم طلاب معهد الضعين لتعليم القرآن الكريم والعلوم الاسلامية..الوالى المكلف(محمد آدم عبدالرحمن)أكد رعاية حكومته للمعاهد الدينية،أشاد بإهتمام أهل الولاية بالتعليم الديني،وأثني على دور(شعب المملكة العربية السعودية وخادم الحرمين الشريفين فى دعم وبناء مجمع قرآني متكامل بالضعين)..وخبر(ملهم) من نهر النيل ولاية التنوير:(إن خروج البلاد من أزمتها الإقتصادية لا يأتي إلا عبرالإهتمام بالعملية الزراعية)..قالها الوالي(محمد البدوي عبدالماجد)فى زيارة تفقدية لمشروعات تنموية وخدمية تتعلق بحياة مواطني محلية بربر..بشرهم بأن(حكومته تتبنى مشروعات لجمعيات تعاونية زراعية لإستيعاب الشباب وتطوير قدراتهم الذاتية للمساهمة فى زيادة الانتاج)..وفى النيل الأبيض إفتتاح منشآت خدمية تابعة لشرطة الولاية متصلة بالجمهور،ثمنها عاليا الوالي(الشاذلي خالد ابراهيم)ومعاونوه،ففى البال مقام للشرطة محفوظ.
التلفزيون لم يعد معرضا للهجران بعد سطوة،كذلك الإذاعة والصحف..الآن يسايرها معا إعلام حديث لا ينازعها العراقة والمهنية،فينتزع جمهورها الوفي..المثال هذه الأخبار الملهمة من محليات هي مصدر التنوع،مدخل التنمية،مخرج الأزمات..أخبار متقنة تصويرا وإخراجا لمراسلين مهرة فى سياق إعلامي قومي مهني يحمل على التفاؤل والأمور عصية….شكرا لإعلام يدعو بلدا فى أحلق الظروف لتستبشر فتعمل،فتنعتق مما أقعدها.. لتنطلق،بإذن الله.
د.عبدالسلام محمد خير

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى