د.عبدالسلام محمد خير يكتب: إلهامات أول السنة.. ما(بين يديك) وكفى
إلهامات أول السنة.. ما(بين يديك) وكفى!
بمحبة باينة فى العيون تلاقوا فضائيا من عدة عواصم..تجادلوا واختلفوا عن وعي وإلتزام لجانب الشهداء ثم تركوا الباب مفتوحا على(بارقة أمل)..إن الأمر ليلة العام الجديد يبدو وكأنه لا هم للعالم سوى السودان، فاشتعلت الفضائيات بجدل سوداني سوداني حول راهن يقلق من صنعوا الإستقلال والثورات والمبادرات والمكارم، وبقوا على هاجس(إلهام القادم) مهما بلغت التضحيات..إنه سودان(نشترى المجد بأغلي ثمن)..ونتفاءل.
حصاد ما فعلت الأيادي عبر 66 عاما وما لم تفعل يثير الإكتئاب،ولكن..هنالك من تعهدوا بتجميل الساحة بأبهي خطاب، سيرة البلد،مناقبها،أمجادها، تاريخها..فكم من عمل إبداعي جماعي رائع يذكرك بأمجاد الإستقلال المحتفى به،جدلا..الذكرى فاضت بإيحاءات(الأداء الجماعي المتقن)و(الخطاب المستبشر)فى وجه التضحيات..فماذا بعد الفداء بالروح إلا الوفاء بالعهد،وأن نعطي أفضل ما وهبنا الله ونستبشر؟..سيرة وانفتحت..أعادت للأذهان روح التلاقي وذكريات رفع العلم وشعار(حاجة البلاد الآن)وكانت(من التحرير للتعمير)-ومازالت-رهان الإعمار ودليل البقاء على عهد من ضحوا ومن إستشهدوا أكرمهم الله..فلتكن الأولوية(أداء)متقن،يعزز أمجاد البلاد ويواكب العصر وإن تعزز(الوضع الراهن)فى كل مرة.
الدولة يعتريها التعثر،دعونا نتخذ(حسن الأداء)إستراتيجية لكل فرد، ونستبشر..هذا التواتر فى بث(القيم الوطنية) بهذا الأداء الجماعي الإبداعي(يستفز)الحاضر ويعيد للأذهان مقولة فلسفية ترى أن صياغة قيم الأمة شعرا فى مقام تدوين دستورها..البلاد بلا دستور، لكنها ادخرت قيمها ومآثرها فى(الأنشودة الوطنية)ترددها الشفاه وبها تفاخر منذ أيام(صه يا كنار):
واملأ فؤادك بالرجاء كأنما.. بلقيس جاء بها حديث الهدهد
وإذا ادخرت إلى الصباح بسالة..فاعلم بأن اليوم أنسب من غد
فإذا تبدد شمل قومك فاجمعن.. فإذا أبو فاضرب بعزمة مفرد
أنا كم رعيتك والأمور عصية.. وبذلت يا سودان ما ملكت يدي
كأنها دستور،وكم مثلها فى حب الوطن والهوية والمآثر(فى الفؤاد ترعاه العناية)،(اليوم نرفع راية إستقلالنا)،(أنا سوداني أنا)،(سيد نفسك مين أسيادك)،(ملحمة أكتوبر)،(الفينا مشهودة)،(سوداني الجوة وجداني)،(لو ماجيت من زي ديل)،(بلدا نورا ضاوي بترتيل الخلاوي)و(القومة ليك يا وطني)شعارا للإستقلال وتكريما لكابلى..قس على ذلك،كلمات أشبه بتعهدات المواثيق والدساتير،تشرح الصدور..أشاعت الحكمة ووحدة الكلمة،جملت الساحة السياسية وخطابها،وسمت بمقاصد(الجماعية) لنلحق بالركب،فقط بإتقان ما بأيدينا.
بالإمكان أن ننظر حولنا إيجابيا فتفاءل بأن الجماعية والإنسجام وإتقان الأداء أمر ممكن،بلا(سلطة دولة)وإن ظلت هي الحاسمة..فى الشارع والبيوت والمؤسسات مشاهد للأداء المتقن..نصادفها لكنها تبدو كأنها لاتعنينا!..فلا نسأل أنفسنا كيف حدث هذا لنشجعة ولنفعل مثله فيصبح الأداء المتقن (حالة عامة)؟..كيف نجح الطلاب وتفوقوا فى إمتحان الشهادة برغم المعضلات؟..أمثلة(التميز فى ظروف غير عادية) كثيرة ولكنها لا تستوقفنا.
الأمر إستوقف(رجل دولة) فكشف لمعاونيه عن(سر العمل)بالأوركسترا!- فريق منسجم، الكل يعزف بمهاراته،فلا تعرف لمن منهم ينسب فضل الإنجاز!..سر آخر كشفه بروفسور على شمو هو أن قرارالإستقلال من داخل البرلمان سبقه عمل(أوركسترالي) حيث وزعت الأدوار ببراعة على ممثلي الشعب بالبرلمان فأدوا المهمة بإنسجام..(الأوركسترا) و(الأوبوريت)فنون تدرس، تطرب وتعطى مثالا للعمل بإنسجام- سر الإدارة..تمنيت لو أن كل من كان مديرا لمؤسسة قادها بذات الايقاع، جماعية،انسجام، دور محدد لكل فرد، زمن محسوب،وتحسين مستمر..ما الذى يحتاجه الأداء العام فى أية مؤسسة غير هذا؟!.
هناك أمثلة عملية، إنسياب الحركة بين ذكاء وتبسم شرطي المرور والزحام مخيف..أداء ميداني يستوقف من يعجبه التفوق فى(حلحلة)المعضلات أمامه..وهو مثال يصلح للتعميم وأصبحنا نشاهده على شاشة التلفزيون فنتذكر برنامج(مع المتفوقين)الذى إختار شرطي مرور كأول ضيف ثم لحقت به قائمة لمتفوقين مشهورين لترسخ رمزية(الأداء المتقن فى الظروف المعقدة) فما بارحت الفكرة الذاكرة،ولا مبدعوها ومنهم الخبير الهميم أحمد المك متعه الله بالصحة والعافية والمخرج المبدع دخيل الله، عليه رحمة الله..البرنامج ترك الباب مفتوحا للمبادرات بمواقع العمل لتنعم البلاد بالتفوق فى الأداء،و(التحسين المستمر).
أحدث نظريات الإدارة قالت بذلك..الأمثلة نصادفها فى مبادرات ومشروعات وراءها فريق يتمتع بالمهارات والروح الجماعية..الإعلام هو الأسرع لطرح إضافات الناس،طلتهم،لغتهم، طريقة تفكيرهم،وازيائهم، عبر برنامج متقن يجذب الناس ويكون عنوانا للإتقان أيضا كأنه(أولمبياد)..فبرغم شجون نهاية العام إكتسح(كأس العرب)الأجواء كمظهر لروعة(الاداء)ففهم الناس بأن(الهدف)فى الرياضة والسياسة والإدارة واحد،هو(حسن الأداء).
(حسن الأداء)يستدعي إلهام المجتمع، الدولة،والإعلام..أساسه المثال العملي،القدوة،والبيت الكبير- من للبيوت راعية الأجيال؟..أعان الله البلاد بحسن الأداء،وهو من قيم المجتمع(إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه)..فقط الكل عليه بما يليه فيتقنه.. الله المستعان.
د.عبدالسلام محمد خير