مقالات

د.عبدالسلام محمد خير يكتب:صحافيون وإعلاميون على باب الذكرى

د.عبدالسلام محمد خير يكتب:صحافيون وإعلاميون على باب الذكرى

رمضان شهر الذكريات، وكم فيها من سلوى، والحال كذلك.. تسيطر على الأجواء سيرة (كبارنا) والآباء الأماجد وحكاوي (قريتنا) المجيدة وذلك الإحساس بالعزة والمنعة والطمأنينة والثراء، من الطريقة التى يمشى بها آبائي وأجدادي مرفوعي الرأس).. كأنما المتحدث هو أنت وأنا!.
يا سلام!. إحساس (جيني) رائع نتمنى أن لا يحرم منه جيل ليتجلى السودان هكذا كما صوره بلهجته الجاذبة تلك الأستاذ الطيب صالح، رحمه الله، ليذكرنا (من نحن)؟!.
– إنه يثير الكوامن:(لا أظن أحدا ينسى الأماكن التى صام فيها، وهل كان الفصل صيفا أم شتاء.. وبماذا أفطر ومع من أفطر)..(إنني أذكر بوضوح رمضانات صمتها عند أهلي فى صباي الباكر ،أول عهدي بالصيام..قبيل المغيب نجىء بسفر الطعام من البيوت ،ونجلس مع كبارنا ننتظر تلك اللحظة الرائعة حين يؤذن المؤذن(الله أكبر)فأحس أن ذلك النداء موجه لي وحدي، كأنه يبلغني تحية من آفاق عليا إنني إنتصرت على نفسي).. سبحان الله، ليتنا كذلك، حمدا لله.
– كلام لا تسمعه ولا تقرأه إلا فى رمضان: (كان طعم الزمان فى تلك الأيام حلوا مخلوطا بمرارة لها مذاق العسل)..(كان يسمح لنا بشرب القهوة فقط فى شهر رمضان، فالقهوة عدا ذلك للكبار وحدهم، يساوونا بأنفسهم لأننا نصوم مثلهم)..ثم(يأخذون فى الحديث ونحن نسمع ولا نتكلم ، ويا له من حديث، كان رمضان يخرج منهم كنوزا دفينة)..(كنت أعلم أن الإنجليز موجودون فى الخرطوم، وأحيانا يمر بنا واحد منهم ، كما يمر طائر غريب فى السماء ..كنا نحس بالعزة والمنعة والطمأنينة والثراء..كنت أعلم أن ذلك الإحساس حق ،من الطريقة التي يمشي بها آبائي وأجدادي.. يمشون مرفوعي الرؤوس لا يخامرهم شك أن الأرض أرضهم والزمان زمانهم.. ولعل الإنجليز خرجوا آخر الأمر لأنهم ضاقوا بإحساس الحرية ذاك لدى السودانيين).
0- رحم الله أديبنا العالمي بقدر ما أشاع هذا التذكار من إحساس بالمجد نحتاجه مع الأيام..ود وكم من تذكار.. فذات رمضان دعانا الأستاذ محمد خوجلي صالحين لندوة فى بيته موضوعها (ثقافة السلام).. حشد لها أطراف القضية وجواهر الكلام ومطائب الطعام وأنفاس السحور.. مرت الأيام وبقيت الرسالة (السلام رهين الثقافة)..رحم الله (صالحين).. نبرة وهيبة.. وذكرى.
0- تحاشيت التواصل معه.. ربما شغله عن الرد مشواره الراتب لطبيبه.. فاجأني بالرد وبإدخالي مباشرة فى أجواء الأستديوهات.. بدأ تسجيلات وثائقية للذكرى والتاريخ وغير مسبوقة مع بروف على شمو، بشهادات معززة لتجربة الراديو والتلفزيون على لسان روادها..ثم إنه (ناوي العمرة)..ما شاء الله تبارك الله و(تقبل الله)..متعك الله بالصحة والعافية والمهنية..والقبول.
0 – (واتساب)رمضان مختلف!.. الكل يسأل الله بما يريد،لنفسه وأهله وبلده ولمن أوصوه، وفى رواية للناس أجمعين (الذين سبقونا بالإيمان)-الحشر..آيات القرآن الكريم محفزة لإغتنام فرص الدعاء.. إن الله جل وعلا تكفل بالإجابة: (أدعوني أستجب لكم)- غافر.. وطمأن عز وجل من رفع كفه للسماءة(إني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعاني)- البقرة.. صيغ مبتكرة للدعاء تفيض بها الأسافير ووسائل الإعلام منذ (إبتهالات على شمو).. واللهم إنا نسألك بما سألك به شمو (زينا بالتقوى وجملنا بالعافية) وكلاهما من بشريات الصائم، التقوى والعافية.. بشركم الله وإيانا بكل خير.
كأنه يتفقد أحوالي فاجأني الأستاذ عاصم البلال بالسؤال عن المقال الجديد!..إعتبرت الأمر تقديرا من رئيس التحرير لما يكتبه كاتب الصحيفة فى هذه الظروف، بلا (ظروف).. بادلته التقدير بأن ذكرته بأن هذا شأن رؤساء التحرير الذين أرسوا تقاليد المهنة.. ويبدو أني كنت أبحث عن سبب لإستدعاء ذكراهم بالخير فى شهر الخير، رحم الله من رحلوا ومتع الباقين على العهد بتمام الصحة والعافية فهم كثر وحقهم أكثر..ووكذلك أولئك الجنود المجهولون، مدير التحرير وسكرتير التحرير وأقطاب المكتب الفني الواقفون وراء تميز الصحيفة (الورقية) ومصدر شهرة كتابها وسلامتهم من العواقب..الآن (الرقمنة) تستبيح تلك (البيئة الصحفية) الخلاقة الملهمة، فلندرك حداتها بكلمة وفاء للمساتهم وتبسمهم فى وجه الكاتب-(حافزه) لأن يكتب ويتألق ،ويرتقي.. والحمد لله.
وسائل التواصل يراودها التجديد فى رمضان.. هل من تحول روحي يقاوم الإشاعات والأخبار الزائفة وخطاب الكراهية؟. التواصل مع الصوم تزكيه الإبتهالات والأذكار والنصائح والسير.. وهناك قضايا: أيدولوجية الشبكات، مشاريع النهضة، الوسطية، هجرة الاستاذ الجامعي وانعكاساتها، صدقية الصورة، وهل يصبح للإعلام الحديث تقاليد و(عراب)؟.
(فلنحاول تهدئة النفوس لا إثارتها لنحفظ ونحتفظ بما تبقي لنا من وطن)..فوجئت بهذه (الحكمة) الطازجة على الواتساب للدكتور عمر الجزلي كأنها تجيب على السؤال،ةهل من تقاليد وعراب؟..إنها عنوان للخطاب العام المنشود بإلحاح فى رسالة تفيض تناصحا بينه وفريق موقع (أوتار الليل) يستهلها بيانا بالعمل(يا حبيبنا صلاح)- ذلك الباشا قطب الأوتار..يا سلام!.
(هبط الدولار .. فمتى الأسعار)؟! .. قضية اسفيرية طرحها فى هذه الأثناء باحث ومحلل إقتصادي مواكب وغيور هو الأستاذ سنهوري عيسى ،من أبرار صحيفة (الرأي العام) العريقة رد الله غربتها.. همني الأمر فأهبت به أن يتعهده بالدراسة، مهنيا وأكاديميا، حتى يصل لحل إستعصي على جهابزة الإقتصاد، كما إستعصت إستقامة (سوشيال ميديا) على خبراء التربية.
(كلمني والكائن يكون)!.. شفافية مطبوعة وطمأنينة مفرطة نعرفها فى الشاعر التجاني حاج موسى و(ناسه) الرائعين..كأنما هي(شعار) لوسائل التواصل (حرية، شفافية، طمأنينة)..لماذا لا؟!.
إعلانات رمضان؟!.. بإنتظار (محلل إعلاني)-إعلامي، اقتصادي، تربوي، سايكولوجي!.

د.عبدالسلام محمد خير

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى