مقالات

د. خالد أحمد الحاج يكتب : موقف سياسي

تحبير
د. خالد أحمد الحاج
موقف سياسي

* أعلنت عدة كيانات وقطاعات بولاية القضارف انحيازها لمبادرة الخليفة الطيب الجد بعد التئام شملهم بمسجد الصوفي الأزرق.
* معروف عن آل الأزرق الورع، والزهد، وخدمة الإسلام، ولهم إسهام مقدر في نشر الدعوة، وتحفيظ القرآن الكريم، من واقع أن خلوة ود الأزرق القائمة بحي الصوفي الأزرق تعد من أقدم الصروح الدينية بولاية القضارف، وآل الأزرق أهل حل وعقد، يرجع أهل القضارف في الإفتاء والمشورة، وفي كافة الأمور والمسائل التي تهم المجتمع، ويكفي أن السودان بكامله يعرف عن هذه الأسرة العريقة الممتدة طيب المعشر، وحسن الخلق، والتمسك بكتاب الله، وخدمة الناس بتواضع وهذه سمة العلماء.
* من واقع الظرف العسير الذي تمر به الدولة السودانية لزم أن تتخذ ولاية القضارف موقفها من مجمل المبادرات المطروحة في الساحة لحل الأزمة السودانية، وليست مكونات ولاية القضارف هي الوحيدة التي وقفت بجانب مبادرة مولانا الطيب الجد، إن كان ذلك على مستوى المركز أو الولايات.
* لم يكن مستغرب أن يتخذ أهل القضارف قرارهم بعقد لقائهم الذي عبروا فيه عن مباركتهم لطرح مولانا الطيب، وخلص تداول أهل القضارف إلى جملة
من التوصيات لدعم المبادرة، وقد تمحورت في الآتي:
١. أمن المجتمعون على أن المبادرة قد أتت في وقتها، في ظل حالة الانسداد السياسي التام الذي عم البلاد، والذي قد يهدد وحدة السودان وسلامة مكوناته الاجتماعية.
٢. التأكيد على ضرورة تكوين حكومة كفاءات مستقلة، مع برنامج عمل يقتصر على معاش الناس، وحفظ الأمن، والتجهيز للانتخابات، والقوانين واللوائح المنظمة والحاكمة لها.
٣. التأكيد على استكمال مؤسسات الحكم الانتقالي من مؤسسات قضائية، ومحكمة دستورية، وقوانين منظمة للحياة العامة، بما لا يتعارض مع توجهات غالبية المجتمع السوداني.
٤. أمن المجتمعون على ما يتعلق باتفاق السلام في جوبا ومستحقاته، أما الجزء المتعلق بمسار شرق السودان، فقد أجمع مؤيدو المبادرة على ضرورة إلغائه، أو استمرار تجميده، لحين وصول أهل الشرق لصيغة جامعة تحفظ سلمهم الاجتماعي، وتراعي التباينات التي يحملها الإقليم.
٥. التأكيد على وحدة كافة القوات النظامية، ودمج كافة الفصائل المسلحة في القوات المسلحة لتكوين جيش مهني واحد وموحد يدافع عن تراب الوطن ووحدته، وسلامة مواطنيه.
هذه بعض مخرجات مبادرة أهل القضارف، في ظل الديمقراطية وسيادة مبدأ القانون والحريات تتكشف الرغبات، وهذا يقودني للقول بأن درجة الوعي التي وصل إليها الشعب كفيلة بأن تجعله قادرا على رسم ملامح مستقبله، وتحديد الطريقة التي يحكم بها، برأي أن ترسيخ مبادئ العدالة والشفافية والإخلاص يمهد لديمقراطية يجتمع حولها أهل السودان.

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى