د.خالد أحمد الحاج يكتب مطبات
* الضبابية التي تكتنف المشهد السوداني تؤكد بأن الأزمة التي تمر بها البلاد أزمة ذات أبعاد متعددة، رغما عن
التطمينات التي أطلقتها بعض الأحزاب السياسية بأن انفراجا وشيكا يلوح في الأفق، فإن تشكيك بعض الكتل
السياسية في نوايا المناوئين لها ساهم بقدر كبير في اتساع الخرق على الراتق، ما عمق الهوة في واحدة من
أكثر المراحل صعوبة. * كان متوقعا ألا تجد ورشة جوبا المقامة بغرض تقييم السلام الاستجابة الكاملة ممن كان
متوقعا تفاعلهم بالرغم من أنها قد وجدت سندا من العديد من الجهات الدولية ذات القدرة على الضغط، من واقع أن
انفراد بعض القوى السياسية بحل مشاكل الوطن قد ترى الأطراف الآخرى أن فيه نوع من الإقصاء لها، فيما هناك
من ينتقد المتنفذين في الأمر بعدم وجود تفويض مباشر لهم من الشعب لإجراء مثل هذه الخطوات. * التحدي
الأكبر باعتقادي هو الاتفاق على تشكيل حكومة متراضى عليها، لتعمل على معالجة الإخفاقات السياسية، وتضع حدا
لكافة الأزمات التي يمر بها الشعب، وتقتصر مهمتها في تهيئة البلاد لما بعد مرحلة الانتقال، علاوة على التفاتها إلى
القضايا الملحة. * التدخلات الخارجية في الشأن السوداني لابد أن يعاد النظر فيها، لكي لا يكون لذلك تأثير سلبي في
علاقات البلاد مع المجتمع الدولي مستقبلا. * مع انسداد الأفق السياسي رأت مصر أن تحرك الساكن بإحياء
التفاوض بين الفرقاء السودانيين في بادرة اختلفت وجهات النظر حولها، في حين أن هناك انقسام بين
المكونات السياسية المعنية بالتفاوض، وهذا في حد ذاته تحد من نوع آخر، نأمل أن تصل الأطراف إلى تفاهمات قبل أن تصل الأمور إلى طريق مسدود.