د.خالد أحمد الحاج يكتب : لا يستحق ذلك
تحبير
د.خالد أحمد الحاج
لا يستحق ذلك
* تجدد أحداث العنق بإقليم النيل الأزرق خلال الأيام الماضية، وما نتج عنها من فقدان لأرواح بريئة، بجانب من تعرضوا إلى إصابات متفاوتة، قالت الجهات المختصة
إن ذلك يمثل لها تحد صحي إضافي، في ظل صعوبات بالغة التعقيد يمر بها المواطن هناك.
* هذه المسألة ما كان لها أن تحدث إن حكمت جميع
مكونات الإقليم صوت العقل، بدلا من توسيع إطار الخلاف، إقليم النيل الأزرق لا يستحق ذلك أبدا.
* سيناريوهات الأحداث المتسارعة ربما لم تترك لحكومة الإقليم خيارا سوى إعلان حالة الطوارئ لمدة شهر، حسب ما ورد بهذا الخصوص في محاولة منها لمحاصرة الأزمة،
كان الأولى استماع حكومة الإقليم إلى صوت السكان قبل أن تتخذ أي قرار، مخافة أن تتطور الأحداث وتخرج عن السيطرة لا قدر الله.
* على الحكومة أن تقلب قرار مكونات الإقليم المطالبة بإقالة حاكم الإقليم وأن تنظر فيه مليا قبل أن تتخذ بشأنه أي قرار، لماذا طالبت بعض مكونات الإقليم بإقالة
الحاكم في هذا التوقيت بالذات؟ ردة فعل مواطني الإقليم وفقا للأحداث التي وقعت اليوم الأحد ٢٣/أكتوبر ٢٠٢٢م بأمانة الحكومة وغيرها من المناطق يؤكد على عمق الأزمة.
* على حكومة المركز أن تتحرك بسرعة لمعالجة الأزمة حتى لا تستفحل وتخرج عن السيطرة، تحدي استتباب الأمن، وإشاعة السلم الاجتماعي بإقليم النيل الأزرق
مطلب كل أهل السودان المتضامنين مع أهلهم الذين عانوا من ويلات الحرب والنزوح والتهجير القسري من مناطقهم.
* اعتراف الجميع بوجود أزمة هو الذي يسهل أمر حلها، مناطق جنوب كردفان والنيل الأزرق وما بها من ثروات، وما تزخر به من طبيعة خلابة، ومقومات عالية للسياحة أغرى بعض ضعاف النفوس بأن لا يتركوا الإقليم ينعم
بهذه الخيرات، ويقدم تجربة مثالية في الحكم المدني الذي يجسد التعايش السلمي، وسيادة حكم القانون، لذلك يلجأون لإثارة الفتن القبلية والعنصرية، أو يلجأون للإيحاء بأن إنسان هذه المناطق مهمش.
* حقيقة الأمر أن الأزمة الاقتصادية بالبلاد، وانسداد الأفق السياسي قد وضعا البلاد بكاملها أمام موقف صعب، غياب البرنامج الوطني الذي يوحد أهل السودان في بوتقة واحدة لا تمييز فيها بين مكوناته من باب العرق، أو
اللون، أو أي من أشكال التمييز الأخرى هو الذي سعر نار الصراع.
* كان المتوقع أن تتحرك الأحزاب، ومنظمات المجتمع المدني لرتق النسيج الاجتماعي، ومعالجة الجرح بجراحة كاملة بعيدا عن المسكنات التي ما أن يزول أثرها حتى يعود الألم من جديد.
* الأزمة التي يمر بها إقليم النيل الأزرق هي واحدة من أزمات عديدة تسري في جسد الشعب السوداني، بالنظر إلى واقع الولايات، والظروف المعقدة التي تمر بها سيتضح لك عزيزنا القارئ أن الأزمة واحدة لكنها تظهر هنا وهناك بأشكال مختلفة.
* على أئمة المساجد، وقادة المجتمع، ورجال الطرق الصوفية، ورموز النظام الأهلي، المساهمة في تخفيف وطأة الخلاف، بما لديهم من مكانة وسط أطراف الأزمة، من واقع التجارب وخبرات السنين التي يمكن يقوموا بتطويعها لمعالجة الأزمة.