مقالات

  د.خالد أحمد الحاج يكتب لا تهملوا شرق السودان

الخرطوم | العهد أونلاين

 

د.خالد أحمد الحاج يكتب لا تهملوا شرق السودان

 

 

الظروف الحرجة التي بها البلاد كان لابد أن تلقي بظلالها على المشهد السوداني بصورة عامة، وشرق السودان الذي

يعاني الإهمال في العديد من أوجه الحياة ولعقود من الزمان بوجه خاص، لم استغرب أن تصل الأطراف في

شرق السودان إلى طريق مسدود مع المركز، من واقع التعقيدات التي تحكمت في كل شيء، ما جعلني أدق

ناقوس الخطر وأقول بأن الوصول إلى هذه النقطة يعني أن السبيل الحل لم يعد يسيرا كما كنا نتوقع، وهذا ما

يحتم تقليب الأزمة من كافة أبعادها بغية الوصول لحلول عادلة تعيد الأمل لأهلنا في شرق السودان في العيش

الكريم، وفي المشاركة في إدارة شأنهم، وندرك أن أي تشظي قد تكون له عواقب وخيمة، ومن واجب الصحافة

المسؤولة أن تبصر الجهات ذات الصلة بما يمكن أن يحدث، ربما تكون هذه الأزمة مشابهة لأزمات أخرى بأي من ربوع

السودان، وهذه فرصة لبحث أسباب الخلاف الحاد الذي وصلت إليه الأطراف.

ما يجب أن يقال، ويجد حظه من النقاش والتداول البناء أن سياسات الحكم المركزي أو سمه الاتحادي هي السبب

في تنامي الأزمة، بدليل أن مؤشرات التنمية ظلت في تراجع مستمر دون أن يكون هناك مخطط تقويمي

بتفاصيل دقيقة يحدد ما أنجز على مستوى التنمية، وتوزيع الخدمات، بالرغم من أن بشرق السودان العديد من

مشاريع التنمية التي لو استغلت بصورة مثلى أن تجعل الشرق جنة.

جميعكم يدرك أن ولايتي البحر الأحمر والقضارف تمران بأزمة في مياه الشرب منذ عقود من الزمان، ولما كانت

هذه المعضلة أكبر من قدرات الدولة، ظلت الأزمة على حالها، وسط تزمر شعبي، بالرغم من أن مشروع الحل

الجذري بعد قيام سدي وادي سيتيت وعطبرة قد أوشك، إلا أن البطء في التكملة عقد الموقف.

الأزمة التي يجب نقاشها بموضوعية هي مسألة استفادة ولايات شرق السودان من مواردها، وأن كانت للمركز رؤية

في الاستثمار، من الأوفق أن يتم ذلك بالتشاور مع أهل المصلحة، وبذلك تزال الريبة، ويذهب الشك، أما أن يجد

أهل الشرق أنفسهم أمام أي مشروع تنموي مبارك من المركز، دون أن يكونوا جزء من معادلته، ولو كان عائده

مجز، فإن ذلك من شأنه أن يعقد المشهد، ولا يجعلنا نرى غير العقدة التي على المنشار.

طبيعة كل منطقة وظروفها تحتم أن ينظر لقضاياها بزاوية محددة، إن كان لأهل الشرق أي وجهات نظر وآراء حول

مسار الشرق باتفاق جوبا للسلام فلما لا تجلس معهم الجهات ذات الصلة، ويتم النظر في الكيفية التي تعالج بها

النقاط الخلافية، أقول ذلك من باب المسؤولية الوطنية، وما يمليه علي ضميري كصحفي.

إشتياق الكناني

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى