مقالات

د.خالد أحمد الحاج يكتب : علاقة الكاتب بالقراء

تحبير
د.خالد أحمد الحاج
علاقة الكاتب بالقراء

* اعذروني إن لم أوفق في الكتابة عن موضوع اليوم الذي أركز فيه على العلاقة بين الكاتب والقراء، هذا الموضوع الذي أحسبه من الموضوعات ذات الأهمية البالغة.
* هذه العلاقة التي يفترض بها أن تزداد قوة مع الأيام، باعتبار أن الصحافة هي لسان الشعب، والكاتب الصحفي بحكم انبرائه للكتابة، وتلمسه لهموم القراء، أصبح الأقرب إليهم، وهذا التبرير لا ينفي صلة المحررين وغيرهم من الصحفيين بالقراء، فالعلاقة بصورة عامة مترابطة ما بين منسوبي الصحيفة وقرائها.
* بيد أن تحمل الكاتب لمسؤولية الكتابة في مساحة متروك فيها الأسلوب للكاتب، وتخير الموضوع المعين، كل ذلك جعل اهتمام الكاتب ينصب حول ما يجب تحمله الأعمدة من رؤى، والمقالات من أفكار، وحتى بعض التقارير والحوارات والتحقيقات الصحفية واستطلاعات الجمهور التي تلامس هما عاما، وتشكل في كثير من الأحيان رأيا عاما، جعلت من يتصدون لقضايا الجماهير نجوما، مثلهم مثل نجوم السينما والمسرح وكرة القدم ومشاهير المجتمع.
* همزة الوصل بالنسبة لهذه العلاقة هي الكتابة، والكتابة غالباً ما تتوزع بين موضوع، وأسلوب، وطريقة تناول ومعالجة إن دعا الأمر إلى ذلك، ولا تخرج الكتابة عن هذه الأركان.
* متى ما وجد القراء أن الكاتب قد نحى بالكتابة عن همومهم، ووجه قلمه لخدمة قضايا لا تخدم المصلحة العامة التي هم جزء منها، توجهوا إلى غيره من الكتاب الذين يلبون لهم هذه الرغبة.
* المحتوى الصحفي بالنسبة للقراء بمثابة همزة وصلهم تعمق صلتهم بالكاتب، في بعض الأحيان، ونتيجة لظروف معينة تصاب هذه العلاقة ب(الفتور) إن جازت العبارة.
* نتيجة لعدة عوامل منها: احتجاب الكاتب الصحفي لفترات طويلة، أو تركه الصحيفة التي شغل مساحة الرأي الثابتة فيها لسنوات واعتاد عليه القراء فيها، وربما نتيجة لمرض حال دون مزاولة الكاتب لمهنته، أو نتيجة لانشغاله بدراسة، أو التحاقه ببعثة، أو لأن الصحيفة التي يكتب فيها قد أغلقت أبوابها، أو أوصدت الباب في وجهه، كل هذه الأسباب تجعل العلاقة تمر بمرحلة حرجة.
* العلاقات الطيبة للكاتب مع قرائه لها أهمية بالغة في استمرار هذه العلاقة، واتخاذ الأساليب الرصينة في التناول، والعميقة في دلالاتها، كل ذلك يساهم بصورة كبيرة في تعلق القراء بالكاتب.
* بجانب الأسلوب الشيق السلس، ومخاطبة القضايا بما يتوافق وثقافة وطموح القراء، وهذا يتطلب من الكاتب أن يدرس بعمق سلوك وفلسفة القراء، وإدراكه بالفطرة ما يحبونه، وما لا يجد لديهم أدنى اهتمام.
* على الكاتب أن يجعل بريده في المتناول، وعليه ترجمة تطلعات القراء في عموده، ومساحة رأيه اليومية، علاوة على إفراد مساحة للقراء الذين يقصدونه لينشروا عبر صفحته، وأن يشير إلى قرائه متى ما سنح له ذلك، كل ذلك يزيد من تقدير القراء للكاتب.
* متى ما تلمس الكاتب الصحفي الحاجات الفعلية والملحة لدى المجتمع، وساهم في عكسها للحكومة، كلما كان ذلك داعما لرسوخ هذه العلاقة.
* التناول الموضوعي، والتجرد ونكران الذات، والحيدة في التناول، وتحري الصدق كل ذلك يرفع من قدر الكاتب الصحفي، فهو لسان القراء، والرائد الذي لا يكذب أهله أبداً، أو يفترض فيه ذلك.

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى