د.خالد أحمد الحاج يكتب بطولة للتاريخ
د.خالد أحمد الحاج يكتب بطولة للتاريخ
لم يمر على آخر مقال رياضي لي كتبته حول تأهل أسود الأطلس لدور الثمانية عقب فوزهم المستحق على المنتخب الاسباني سوى ساعات، حتى جددوا النصر مرة أخرى بفوز تاريخي على البرتغال التي لم تتوقع قط أن تفشل في الوصول إلى الدور نصف النهائي.
فعلوها الأسود مسجلين أغلى أمنيات العرب والأفارقة على مستوى بطولة كأس العالم، مكنهم فوزهم على البرتغال من بلوغ مربع الكبار.
بعد العروض القوية للمنتخب المغربي الذي لم يتلق حتى الآن أية هزيمة بمونديال قطر ٢٠٢٢م، وأكد بأدائه البطولي المشرف أنه منتخب طموح يعرف كيف يتعامل من المنتخبات التي يقابلها لذا لن نخاف عليه من مواجهة المنتخب الفرنسي.
لم يسجل تاريخ بطولة كأس العالم وصول أي منتخب عربي أو أفريقي لهذه المرحلة منذ نشأة البطولة، وهذه محمدة كبيرة يشكر عليها المنتخب المغربي، وقبل ذلك الشكر الجزيل للحكومة المغربية التي اهتمت بالمنتخب، وعملت على ترقية كرة القدم المغربية، وأجل التحايا للجهاز الفني على حسن الإعداد، والفهم التدريبي المتقدم.
بهذا الظهور اللافت سيكون أمام كافة المنتخبات العربية والأفريقية تحدي كبير في كسر حاجز الرهبة أمام كرة القدم بأوروبا وأمريكا اللاتينية، والإعداد بما يتناسب وقدرات الخصوم.
هذا الظهور المشرف لأسود الأطلس بمونديال قطر سيجعل الكرة الغربية تضع ألف حساب لمنتخبات قارتي آسيا وأفريقيا مستقبلا، من واقع أن السعودية جندلت الأرجنتين في لقاء السحاب، وكررت تونس ذات السيناريو بفوزها الباهر على فرنسا،
وما فعلته السنغال بالبطولة أكد أن الكرة الأفريقية بخير، تأكيدا على ذلك أن الكاميرون تمكنت من إلحاق الهزيمة بالبرازيل المرصعة بالنجوم في ملحمة بطولية.
دعونا نقول لقطر الخير شكرا جزيلا لكم حكومة وشعبا الدولة التي ما فتئت تواصل الليل بالنهار سعيا حثيثا في سبيل إعداد وتجهيز كل ما هو مطلوب من سبل الراحة للضيوف وتجهيز الملاعب والصالات التدريبية والتعبير عن السماحة العربية في المعاملة. وقد تكلل ذلك بنجاح منقطع النظير، نتج عنه هذا الفتح الكبير لمنتخب المغرب.
بهذه التهيئة الجيدة مهدت قطر للكرة العربية والأفريقية أوسع الأبواب لتحلق بعيدا في سماوات المجد، للحقيقة والتاريخ تجهيزات القطريين حكت عن عبقرية فذة، وإرادة جبارة، وطموح لا تحده حدود، ما يجعلنا نقول بأن هذه البطولة ستظل عالقة بالأذهان.
* ستكون الشوارع العربية والأفريقية قاطبة مع أسود الأطلس الأشاوس الذين لم تلن لهم قناة، ولم تفتر لهم عزيمة، ستكون بجانبهم في لقاء العمالقة، من واقع أن كرة القدم لا تعترف بالتاريخ، ولا بالنجوم، عندها العطاء هو سيد الموقف.
التجارب التي عجمت عود أبطالنا المغاربة ستجعل منهم قوة ضاربة وهم يواجهون فرنسا في يوم الملحمة، أختم وأقول (تفاءلوا بالخير تجدوه).