د .حسن التجاني يكتب: ..وهج الكلم..تاركو….تبقين بخير…!!

د .حسن التجاني يكتب: ..وهج الكلم..تاركو….تبقين بخير…!!
لا تقل شركة تاركو (السودانية) للطيران عظمة ولا أهمية عن الناقل الوطني (سودانير) التي نعشقها عشق وحب الوطن اعادها الله الي فضاء العالم كله تحمل شعارها المميز الذي تهافتت عليه شركات الطيران العالمية لشرائه لجماله وتميزه بمعانيه ومضامينه والوانه التي تسر النفس.
* كانت سودانير حتي وقت قريب شامة تجمل سماوات العالم والوطن السودان ..لكنهم قتلوها حين شردوا قيادتها وفكفكوا مفاصلها دون مراعاة لاهميتها القومية ودون رحمة بادارييها صناع وخبراء الطيران في العالم …خيرة الاداريين والطياريين والفنيين والموظفين الذين احبوها كحبهم لفلذات اكبادهم واخلصوا لها اخلاصا جعلها محلقة علي مدار السنوات الطويلة محققة ارباحا خيالية لخزينة الدولة…. وخدمة للوطن والسودانيين .
* أيادي الفساد والحسد امتدت إليها من عديمي الحس الوطني والوطنية فالحقوها (أمات طه) فصارت سودانير ذكري في اذهان الاجيال المتلاحقة فاقعدوها جاثمة علي ارض المطار و(الهناكر) بحجة الحرب الاقتصادية التي فرضتها أمريكا علي السودان لسوء السياسات هنا وهناك وحرمانها من الصيانة وقطع الاسبيرات فجثمت سودانير أرضا ولم تقم لها قيامة مرة اخري حتي اللحظة وعبث بطائراتها جهلة الدعم السريع في مطار الخرطوم بجهلهم وحقدهم فقضوا علي ما تبقي اخضرا منها تبا لهم.
* بغياب سودانير وخروجها من اسواق الطيران كان لابد أن يكون هناك بديلا لها فكانت شركات الطيران الخاصة في تاركو وبدر …ولأن سوق الطيران في خط السودان كان الاربح تزاحمت عليه شركات الطيران العالمية الاخري فضاعفت رحلاتها الي الخرطوم والعكس وحققت ارباحا هي الاخري لا طائل لها.
* لتاركو عندي محبة كبيرة لاني كنت أشعر في داخلها بالأمان والمجتمع السوداني المتجول من كرم وحسن ضيافة وتميز طياريها وطاقم ضيافتها …كيف لا ولغتها وثقافتها الجوية سودانية في فن الطيران مشتركة ويكفي الاحساس بالشعور السوداني الاصيل…بين كل ركابها وطالبي خدماتها .
* بدأت تاركو بداية موفقة بالجودة في ضبط زمن الإقلاع والهبوط في سفرياتها ووصولها لغالبية محطات العالم بطائرات جيدة بخدمات مقنعة لزبائنها من السودانيين وغيرهم .
* فلحت تاركو في تغطية رحلاتها لكل مطارات السودان البعيدة التي كانت ضرورة لوصولها هناك عوضا لسودانير في دارفور وكردفان وكسلا وبورتسودان فابلت بلاءا حسنا وربحت حتي توسعت في خريطتها العالمية فحلقت بعيدا في سماوات العالمية فحققت استراتيجية ممتازة في مفاهيم الوطنية ويكفيها فخرا انها طيران سوداني خالص في طاقم ضيافتها وكباتنها.
* ارتبطت معي تاركو بذكريات طيبة في كل ولايات دارفور وخاصة في شمالها فكنا نسعد بهبوطها واقلاعها في مطار الفاشر ونيالا وكانت تمثل لنا الأمان هناك فهي التي تقلنا منها واليهافي منتهي الروعة مما شجعنا علي العمل بنفس راضية واجتهاد منقطع النظير فابلينا في مهمتنا هناك كما ابلت هي في ذلك .
* كتبت عن تاركو كثيرا في وهج الكلم إبان وجودي هناك وكنت اشيد بدورها الوطني مشجعا اياها بالاستمرارية لأنها تستحق ذلك وهذا دورنا تجاهها كاعلام لاجل الوطن .
* كنت اتخيل دائما وانا داخلها كيف يكون الحال وكيف تكون المعاناة في السفر الي هناك ولا يوجد بديل لسودانير …سفر يستغرق أياما وبلا امان بسبب قطاع الطرق وعصابات النهب التي كانت تتصيد السفريات والركاب لاجل الشفشفة والنهب وهم ذاتهم الذين يحاربوننا اليوم في معركة الكرامة التي سحقتهم فيها قواتنا المسلحة وخلصتنا من شرورهم وان غدا لناظره قريب في دارفور وفي كل ارض سودانية حرة دنستها أقدامهم القذرة.
* أهمية تاركو وقيمتها ظهرت اليوم بعد ان توقفت عن رحلاتها في ارض عزيزة علينا وكم عاني أهلنا في دارفور من هذا التوقف الاضطراري بسبب الحرب التي هدمت كل شئ جميل ومسحت ذكريات اكثر جمالا هناك ولكنها ستعود بإذن الله اكثر القا ونفعا وقريبا جدا .
* لم تغب عنا تاركو كما غابت عنا في دارفور بسبب ما لحق بها من خسائر مالية كان كافيا لايقافها كما وقفت سودانير ولكن عزيمة إدارتها الحكيمة وفهمها وتفهمها لدورها المتعاظم لم تغب عنا في مطارات العالم فما زالت تاركو تحلق بنا من مطارات العالم ومحطاته المتعددة وهذا سر إعجابي بها ان إدارتها لا تعرف الخنوع ولا حتي اقتراف الأسباب الواهية التي تمنعها عن المواصلة والطيران فكان لها ما أرادت وخططت ورسمت وتحدت كل الصعاب .
سطر فوق العادة:
شرفتنا تاركو كطيران سوداني فاننا نقول الطائرة السودانية تاركو وماشين وجايين بتاركو …التحية لإدارة تاركو وكباتن تاركو وضيافة تاركو وعمال وفنيين تاركو الذين جعلوا اسم السودان محلقا في سماوات العالم .
(ان قدر لنا نعود)