د. حجازي ادريس يكتب : الصراعات وتوظيف القبلية يمزق السودان (1/ 2)
د. حجازي ادريس يكتب : الصراعات وتوظيف القبلية يمزق السودان (1/ 2)
1) قبائل السودان بأصولها العربية والافريقية شكلت معيار للتكاتف والتعاضد فى مواجه الغزو العثماني والاستعمار البريطاني الذين غادروا عام 1956م , وتركوا ارض السودان موحدا بحدوده الشمالية والجنوبية
والشرقية والغربية, دون اضاعه لاتفاقية سايكس -بيكو التى مزقت معظم حدود الدول العربية، ولكن بعد الاستقلال لم تفلح الحكومات المتعاقبة فى المحافظة على وحدة السودان، ونفذت اول جريمة فى وحدة الوطن
بصياغة حدود جديدة وفق اتفاقية نيفاشا بفصل الجنوب عن الوطن الام والحق يقال بان د جون قرنق لم يكن هدفة الانفصال بل طالب بإعادة صياغة منهج الحكم فى السودان وقد ذكرت ذلك فى كتابي (كارثية انفصال جنوب السودان) الذى نشر فى عام 2011م
2) دول الغرب التى تسعى لتفتيت السودان تبنى نشر التشخيص الخاطئ للصراعات القبلية فى دارفور وكردفان، متجاهلين الحقيقة بان السبب الأساسي هو التهميش الاقتصادي والتنموي فى جميع اطراف السودان
بما فيهم اكثر من 50 قرية المجاورة للعاصمة المثلثة، يعانون جميعهم من ازمات معيشية تورق المواطنين. وهذه حقائق كانت ماثلة امام الحكومات الحزبية
المتعاقبة ومع ذلك لم تخطوا فى اتجاه تصحيح منهج ادارتها العقيمة للحكم فى السودان الذى احدث الازمات المعيشية وفى مجال الصحة والتعليم وتدنى الخدمات التى تورق المواطن فى دارفور وكردفان وشمال وشرق السودان والقرى المجاورة للعاصمة الخرطوم
3) الحكومات الحزبية المتعاقبة ازمت الازمات فى عهد الصادق المهدى وحكومات الانقاذ بإذكاء الصراعات القبلية وتوظيفها السياسي للحشد القبلي للحصول على اكبر عدد من الاصوات فى الانتخابات وحولت القبائل الى صراعات وتصادمات حزبية ومليشيات مسلحة حزبية الدارفورية
التى وقفت فى مقاعد المشاهدين خلال الهجمات الشرسة والتصفيات العرقية الموثقة من مليشيا المتمردين التى لم يسلم منها اهلنا فى دارفور
4) اهلنا فى دارفور يمثلهم نظار القبائل، وليس الحركات المسلحة الدارفورية التى تتاجر بأزمات المواطنين المعيشية وتدنى الخدمات وخاصة فى مجال الصحة والتعليم ونسجت الحجج الواهية والبستها ثوب الوطنية
الزائفة لمحاربة القوات المسلحة السودانية للحصول على مكاسب سياسية ومناصب سيادية فى الدولة وبعد ان تحقق لهم ذلك ارتفت اصواتهم بالمطالبة بانفصال دارفور
وحتما سوف يحذوا حذوهم الاهل فى كردفان وشرق السودان مطالبين بالانفصال، لتشتعل نيران الصراعات المسلحة بين بين القبائل المستقرة والرحل فى دارفور ليعود السودان سنوات طوال للوراء
(يتبع فى الحلقة القادم
