مقالات

د. احمد المفتي يكتب  : تفويض الجيش

د. احمد المفتي يكتب  : تفويض الجيش

*د. أحمد المفتي، الخبير العالمي والموثق ومدير مركز الخرطوم الدولي لحقوق الانسان يقدم رؤية متكاملة باسم الشعب السوداني بتفويض الجيش لإدارة الفترة الإنتقالية حتى الانتخابات*

 

بسم الله الرحمن الرحيم
منشورات د. أحمد المفتي المحامي والموثق ، مدير مركز الخرطوم الدولي لحقوق الانسان ، مؤسس الحركة الجماهيرية الحقوقية ، رقم 4887 بتاريخ 11 يونيو 2023 ، جوال 0912390910

فرحة الشعب السوداني العارمة ، بخروج قوات الدعم السريع من العاصمة ، ينبغي ان تحرص الجماهير ، علي ان لا يفسدها ، صراع النخب السياسية مجددا علي السلطة !!!

اولا : تعي جماهير الشعب السوداني تماما ، وهي التي دفعت فاتورة المواجهات المسلحة ، وليس النخب السياسية ، ان اخر التجارب السياسية ، قبل اندلاع تلك المواجهات ، كانت هي ” فشل ” النخب السياسية كافة ، في الوصول الي توافق وطني كاف ، علي مؤسسات حكم انتقالي مدني ، لاستلام السلطة من البرهان ، ولا نعتقد انها تتوق الي تكرار مثل تلك التجربة الفاشلة .

ثانيا : ليس ذلك فحسب ، بل ان ذلك ” الفشل ” ، من دون اي تفاصيل ، هو الذي افضي الي تلك المواجهات المسلحة ، ولولا لطف الله ، ثم استبسال القوات المسلحة ، لدخلت البلاد في حرب أهلية ، تقضي علي دولة اسمها السودان .

ثالثا : وبما القوات المسلحة ، هي التي عبرت بالسودان تلك المرحلة العصيبة ، وقد شهد العالم اجمع ، علي ان ما قامت به القوات المسلحة ، يكاد يكون معجزة ، علي الرغم مما تعرضت له ، وهي في أحلك الظروف ، من غمز ولمز وخيانات ، تمتد خيوطها خارج الوطن ، لذلك نقترح ان يسند لها تلقائيا ، امر العبور بالبلاد ، مرحلة الفترة

الانتقالية ، والتي اصبحت الان اكثر صعوبة ، مما كانت عليه قبل المواجهات المسلحة ، ولن يكون ذلك أمرا مستغربا ، للمتشدقين ، بالديمقراطية والحكم المدني ، لانه تكرار لتجربة سوار الذهب الناجحة ، والتي افضت الي حكم مدني كامل الدسم .

رابعا : وفي تقديرنا ، ان ذلك المقترح ، يمثل مطلبا ملحا للسواد الاعظم من جماهير الشعب السوداني ، بغض النظر عن انتماءاتها السياسية ، وهي التي ظلت تدفع فاتورة صراع النخب السياسية علي السلطة ، منذ الاستقلال .

خامسا : ويتطلب ذلك المقترح ، تشكيل الجيش لمجلس سيادة ، وحكومة انتقالية ” قوية جدا جدا ” ، برئاسة رئيس وزراء ” كارب قاشو ” ، وتظهر فيهما وجوه ضباط القوات المسلحة ، الذين ابلوا بلاءا حسنا في المواجهات المسلحة ، وذلك في فترة لا تتجاوز الأسبوعين ، لتقوم بمهمتين اساسيتين ، وهما :

١. احتواء اثار المواجهات المسلحة ، في اقصر فترة ممكنة ، خاصة ، فيما يتعلق بالجوانب الإنسانية ، ورفع المعاناة عن الجماهير ، والتعويض عن الأضرار ، وبناء ما دمرته تلك المواجهات المسلحة ، وعودة حركة الدولة الي

طبيعتها ، فورا ، حتي تنطلق الجماهير فورا لكسب عيشها ، الي حين تنفذ الحكومة الجديدة لمهامها ، ونقترح ابتكار وزارة جديدة في تلك الحكومة ، اسمها ” وزارة التعويضات وإعادة الأعمار ” .

٢. إدارة فترة انتقالية ، يحدد الجيش طولها ، آخذا في الاعتبار ، رؤي القوي السياسية المختلفة ، لتقوم بالمهام اعلاه ، اضافة الي اجراء انتخابات حرة ونزيهة ، في نهاية تلك الفترة الانتقالية ، شريطة أن يسند امر اجراء تلك الانتخابات ، الي لجنة قومية ، تشكل من الاحزاب

السياسية ، وحركات الكفاح المسلح ، حتي لا يطعنون في نتائجها ، وهو الامر الذي يجيدونه ، مخيبين آمال جماهير الشعب ، في حكومة مستقرة ، يستتبعها استقرار سياسي ، يتبعه رفاه عام ، ظلت الجماهير تنتظره منذ الاستقلال ، لان مطلوباته الأساسية متوفرة ، وهي الموارد الطبيعية المهولة .

٣. تحديد مصير قوات الدعم السريع .

٤. إحالة كل الاتهامات ، المتعلقة بالخيانة ، والتآمر وخلافه ، الي أجهزة الدولة القانونية والقضائية المختصة ، وعلي راسها القضاء العسكري ، حتي لا تشغل الحكومة الانتقالية عن مهامها .

سادسا : اما اذا رفض ذلك المقترح ، المعد من خارج صندوق التفكير السياسي ، الذي كان سائدا ، قبل اندلاع المواجهات المسلحة ، فاننا قد سبق ان قدمنا مقترحا ، من داخل ذلك الصندوق ، وهو البناء علي العملية السياسية ،

التي كانت قائمة قبل اندلاع المواجهات المسلحة ، بمعني اعتماد ما كان متوافقا عليه ، ومواصلة الحوار حول المختلف عليه ، وذلك من قبل كل القوي السياسية ، ما عدا من ارتكب جرما في حق الوطن والمواطنين ، وقناعتي ان تلك العملية السياسية لن تفضي الي

مؤسسات حكم انتقالي ، تقوم بالمهام المذكورة اعلاه ، بل الي صراع لا نهائي علي السلطة ، سئمته جماهير الشعب السوداني ، وكرهت من يقومون به ، وتسأل الله صباح مساء ، ان يخلصها منهم .

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى