د.أيمن لطيف يكتب: .. نصف القمر..لنعُد الى كوكب الأرض..
د.أيمن لطيف يكتب: .. نصف القمر..لنعُد الى كوكب الأرض..
نفَّاج:
-لسان حال الهلال:
سأظلُّ رغم الداء والأنواء
كالنسرِ فوق القِمَّةِ الشمَّاء
أرنو الى الشمسِ المُضِيئَةِ هازئاً
بالسُحبِ والأمطارِ والأنواء
لا أعرف الشكوى الذليلة والبُكا
وضراعةِ الأطفالِ والبؤساء…
◽ حق لنا أن نزهو ونفاخر بهلالنا الذي إعتاد على أرتياد المنون، وقهر الصعاب ؛ وتحدي كل الظروف، وجاز لنا أن نفرح بأفضليتنا “الرقمية” على صفوة أبطال القارة -الستة عشر- حتى الآن، ولا أحد يستطيع أن ينكر علينا حق
الإشادة بنادينا الأزرق “متصدِّر روليت مجموعات الأبطال”، والإطناب على “هلال فلوران” الذي حقق العلامة الكاملة وهو يلعب “بلا دوري رسمي” – ولا ملعب ولاجمهور ولا “بلد”..
◽كل هذا من حقنا- فما فعله “الهلال” منذ إنطلاق المنافسة القارية هذا الموسم وحتى اللحظة يُعد عملاً جباراً يرقى الى درجة الإنجاز -قياساً بالظروف القاهرة المعلومة لدى الجميع- ما أجبر حتى “الخصوم” على الإشادة المفرطة بزعيم السودان،
كل هذا- جعلنا طيلة الفترة السابقة نناطح الثريا ونلامس السحاب بأفراحنا الزرقاء، بيد أني شعرت لوهلة أننا “بدأنا نتجاوز حدود الأفراح المرحلية” لنصل الى خيال “إكتمال الهلال” ولعمري فإننا بذا نكون قد جافينا الحقيقة وخرجنا عن دائرة الفرح المشروع الى دوامة الوهم الكاذب، لذا
فإنني “بصفة العاشق الأزرق الحادب” أتوقف اليوم لأرفع لافتة “حمراء” مكتوب عليها “أوقفوا الأفراح وأفيقوا” – فنحن لازلنا على بعد أمتار أو ربما أميال عن درجة الإجادة والإكتمال التي تجعلنا نراهن على هلال “يهز الأرض” تحت أقدام المنافسين؛
◽نعم سادتي زُرقُ الجباه- فالرؤية الموضوعية لفرقتنا الحالية بعيداً عن العاطفة الزرقاء تقول بأننا نسير على الطريق الصحيح غير أننا لم نصل بعد لدرجة القوة والتماسك والتجانس، والإكتمال “الفني” المطلوب،
فالناظر لواقع فريق الهلال داخل الملعب يلحظ كثير من العيوب و “المشاكل” التي تحتاج لعلاج ومراجعات خاصة في خطي الدفاع والوسط- وبما أن لقاءنا القادم أمام أحد أندية الشمال الأفريقي المتمرسة فإن الحذر واجب والنوم على “عسل” النتائج السابقة مرفوضٌ مرفوض،
ولنعلم بأن منطق كرة القدم يفرض علينا أن نضبط موجة أفراحنا المتلاطمة و نعود بأحلامنا إلى “كوكب الأرض” بعد أن كدنا نلامس عنان السماء – لنتعامل مع واقعنا بشيء من الموضوعية التي تقول بأن أكثر مايُعيبنا هو “إفراطنا في مشاعرنا”- فرحاً و حزنا، وما أكتبه اليوم
ليس سوى نداء صادق بأن نبتغي بين ذلك سبيلا، ولنعلم بأن هلالنا الحالي لازال يتلمَّس خُطاه نحو الهدف الأسمى، و أن تماسكنا في المرحلة القادمة وتعاملنا مع الفريق ككل يجب أن يمضي برؤى علمية في عمليتي “التقييم والتقويم”، فأنتقادنا لأي لاعب أو إداري ، أو حتى الجهاز الفني يجب أن يقوم على معرفة ويستند على حيثيات فنية مُحدَّدة “دون تعميمٍ مُخِل” حتى نحافظ على لُحمة الفريق وأستقراره، وحتى إشادتنا يجب أن تتسِم بالمعقولية ولانجعل من أحد أعضاء الفريق “سوبر مان”، أو نصِف فريقنا الحالي بأنه “الدريم تيم” كما طفِق يصوره البعض؛
◽واليوم أقولها – وإن أغضَبَت بعض متطرِّفي العاطفة- بأننا ومع إيماننا بأن الزعيم الأزرق قادر على العودة بنتيجة إيجابية من أرض المولودية- غير أن مانود تأكيده هو أن المباراة “مفتوحة” على كل الإحتمالات بما فيها “الخسارة” لاقدر الله- وبإعتقادي بأن كفة الفرقتين “الهلال والمولودية” تكاد تكون متساوية مع أفضلية الأرض بالنسبة للفريق الجزائري– وإن غابت الجماهير-
◽أكتب ما أكتب وتقييمي -الشخصي- للفريق الأزرق من ناحية فنية أنه لم يبلغ سوى (50-60%) من الجاهزية المطلوبة للمراهنة على قوته في مواجهة أندية الشمال الأفريقي “تحديداً” -وقد أكون مخطئاً- غير أن هذا ما أراه- وهذا الرأي لايعني مطلقاً أن تميل الكفة -كل الميل- لصالح الفريق الجزائري- بل يعني بأننا يجب أن نُغطِّي على نواقصنا الفنية – بالإنضباط التكتيكي “الصارم”
والروح القتالية و اللعب بسياسة إستنزاف قوة الخصم ومحاولة الإنقضاض عليه بالهجوم المرتد السريع، مع أهمية عدم الركون لدفاع المنطقة الكامل “أي اللعب بتوازن”- وهذه أمور فنية أحسب بأنها يمكن أن تقودنا الى نتيجة إيجابية “أدناها التعادل”، ليكون هو المفتاح للعبور للمرحلة المقبلة بعد إضافة نقاط الأرض في اللقاءين المتبقيين بأرضنا “الإفتراضية”- بحول الله وقوته،،
◽ما سطرته اليوم يوضع في خانة “الوقاية” و “التنبيه” لنتعامل بواقعية أكثر مع أحلامنا المشروعة وأمانينا المُشرعة، حتى نواصل المشوار بقوة أكبر وعزيمة زرقاء لاتهزها عاصفة ولاتكسرها رياح، وليكُن يقيننا بأننا سنصل – وإن طال الصبُر.
● *ضوء الختام:*
◽قدر كبير السودان أن يحمل راية الوطن ويُصارع المُحال “لأنه الهلال”، وقدرنا أن نقف خلف نادي الشعب – لأنه معشوق الملايين و حامل لواء أرض النيلين، فليمضِ زعيم السودان وشعاره: نحنُ قومٌ لاتوسُّط بيننا- لنا “الصدرُ” دون العالمين أو القبرُ..
و…
لابُد أن يكتمل الهلالُ بدراً – بإذن من زيّن به السماء، وجعله للعالمين نوراً وضياء..
اللّهُم أرحم أرواحاً كانت لنا كالماء للجسد، اللهُم مغفرةً لهم- ولنا صبرٌ جميل.
*Dr.Ayman.A.latif*