مقالات

د.أيمن لطيف يكتب: ..بالقلم الأسمر..إستسلام كيكل..ورا البسمات كتمنا دموع……

د.أيمن لطيف يكتب: ..بالقلم الأسمر..إستسلام كيكل..ورا البسمات كتمنا دموع……

 

 

 

مدخل..
قال تعالى : ۞ وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَٱجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى ٱللَّهِ ۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ۞
(الأنفال -61)

نعم.. كنا -ولازلنا- دعاة سلام ، وسنظل؛ فليس هناك عاقل يتمنى إستمرار الحرب أو يدعو لها ، سيَّما إذا مالاحت في الأفق أي بارقة أمل لإيقاف النزيف والدمار الذي حل بالبلاد والعباد ،،

-غير أننا نرى -وبلا مواربة- أن السلام بشكل عام إما أن يكون سلام عِزَّة وشموخ وإباء وهو السلام الذي يجلبه النُبلاء “الأقوياء” الذين يُقاتلون من أجل الحق ويُسالمون لأجل الحق،

أو سلام ذِلَّة ورضوخ و أنحناء وهو الذي يجلبه الجبناء أو “المتخاذلون” أو المهزومون وهو أقرب الى الإستسلام منه الى السلام،،

-غير أن هنالك نوع ثالث “يمزج” مزجاً ممسوخاً بين الأول والثاني، وهذا النوع “الثالث” يجلبه في الغالب “المصلحجية” الذين يقدمون مصلحتهم ومنفعتهم الخاصة على مصلحة “الوطن”؛

وهذا ماحدث لأكثر من مرة إذبان حُكم “الإنقاذ” فيما عُرِف بإتفاقيات السلام-من أبوجا الى نيفاشا- ومابينهما أمورٌ متشابهات- تلك الإتفافيات التي وُقِّعت مراراً وتكراراً مع الحركة الشعبية “لتحرير السودان”- بقيادة “المتمرد”

الراحل جون قرنق ديمبيور الذي تحوَّل بين عشيةٍ وضحاها من متمرد الى “مناضل”، وكذا وُقِّعت تلك الإتفاقيات مع كل من حمل السلاح، أو من إنضم أو تعاون أو تماهى مع الحركة الشعبية من أبناء الشمال السوداني، تلك الإتفاقيات التي بُنيت بالأساس على قاعدة واحدة و

هي (تقاسم السلطة والثروة)- أو مايمكن تسميته ب “توزيع الكيكة”، وليت ذلك التوزيع تم لصالح المواطن المكلوم .. أبداً.. فقد كانت الكيكة تُقسَّم بمفهوم “المحاصصات” ولعبة الكراسي وتوزيع الحقائب الوزارية

على “التائبين” والعائدين من التمرُّد ، أي أن مصلحة الوطن والمواطن لم تكن هي الهم الأول لأي من الأطراف في السواد الأعظم من تلك الإتفاقيات،

-والآن《ربما》 يُعيد التأريخ نفسه بثوبٍ جديد وشكل مُغاير ، ونحن نشهد تحولات جذرية على الأرض في حرب قواتنا المسلحة ضد مليشيا الإغتصاب والدمار؛ حيث قام قائد مليشيا الدعم السريع بمحور الجزيرة أبوعاقلة كيكل

قبل أيام ب”التسليم” أو الإستسلام، أو الإنضمام للجيش ؛ سمِّها ماشئت فما يهم في النهاية أنه “رمى طوبة التمرد” وتخلى عن مليشيا آل دقلو “الإرهابية”،

وبالمجمل فإنها خطوة إيجابية، بل خطوة عظيمة بإتجاه كسر “ماتبقى” من شوكة التمرد بل ربما القضاء عليه -تماماً- وهو ما نأمل به ونرجوه، ونُمنِّي أنفسنا بإستسلام بقية المتمردين وتسليمهم لقواتنا المسلحة -تباعاً-

-ولعل “إستسلام” كيكل قد أصاب مليشيا الدعم السريع “في القلب” مباشرة حيث أنه جعل تواجدهم في وسط السودان “بالمفهوم الإجتماعي والإقتصادي” العام- جعل ذلك التواجد مهدَّد بخطر الإبادة لأن الجزيرة هي بوابة

الخرطوم والخرطوم هي “قلب المعركة” فإذا ماتم تحرير ولاية الجزيرة بالكامل وإعادتها “للون الأخضر” يبقى القضاء على التمرد في العاصمة المثلثة مسألة وقت ليس الا، ومن ثم تتجه كل القوة المجابِهة للمليشيا نحو “الإجتثاث الكامل” لبقايا التمرد في غرب البلاد،،

-كل تلك أمور طيبة ومفرحة، جعلتنا نتنسم عبق الإنتصار و “نبتسم” عند سماعنا خبر “إستسلام” قائد المليشيا بولاية الجزيرة أبوعاقلة كيكل.. غير أن تلك الإبتسامات ، تختبيء من خلفها دموع.. وتلك الدموع هي دموع الأسى والألم والغضب العارم على ما أصاب (الجزيرة) وما حل بشعبها على يد تلك المليشيا التي كان قائدها ورمزها الأول هو إبن البطانة “كيكل”،

-وهنا تبرز المعادلة الصعبة، حيث أن دماء أبناء الجزيرة التي سالت- ولازالت- ونساء الجزيرة اللاتي أغتصبن وتيتمن و رُمِّلن، ورجالها الذين نزحوا بأُسرِهِم وهجروا ديارهم وتركوا زرعهم وضرعهم نهباً لتلك المليشيا و

“كلابها الضالة”… كل تلك المآسي تجعلنا نقف عند إستسلام “كيكل” لنتسائل : هل التسليم يجُبُّ ماقبله؟! وهل يفلت كل من “تمرد” وقتل ونهب وأغتصب؛ هل يفلت من العقاب بمجرد أن يرفع الراية “البيضاء”؟!!!

-هي أسئلة حرجة- يمكن أن يرى البعض بأنها يجب أن تؤجل؛ غير أننا نقول بأن جميع قضايا الوطن التي تم تأجيلها “ماتت وقُبِرت” وتم تقييدها ضد مجهول، لذا فإننا نطرق على الحديد “وهو مازال ساخناً” علَّنا نجد الجواب

الشافي لقلوب أحرقها الذُل وقتلها الخوف و كساها الحزن على مدى أشهُر من التقتيل والتنكيل.. ولايهمنا -في نهاية المطاف- سوى أن ينال كل قاتل أو سارق أو مغتصب- جزاءه الأوفى نكالاً بما أقترفت يداه، حتى يكون عبرةً لمن يعتبر، وحتى لايتجرَّأ “إبن مُقنَّعة” على حمل السلاح

مرةً أخرى في وجه الوطن وقتل الأبرياء من المدنيين العُزَّل ونهبهم وإذلال الرجال و “أغتصاب الحرائر”- ثم يعود مستسلماً “مُكرهاً لابطل”، فنجعل منه (بطلاً) -لايفلت من العقاب فقط- بل يُحمل على الأعناق وتُمحى “جرائمه” كأن لم تكن..

*نهاية المداد:*
-ربما يكون مبدأ (العفو العام) الذي أعلنه القائد العام للقوات المسلحة مؤخراً – للتعامل مع “المستسلمين” من أتباع مليشيا الدعم السريع- مبدأ مُجدي ومُفيد -عسكرياً- وربما يُفضي الى التسريع بنهاية الحرب المستعرة حتى

الآن؛ غير أن هذا المبدأ يجب أن يُطبق “فيما يلي الحقوق العسكرية فقط”، أما الحقوق الجنائية المتعلقة بقضايا “المدنيين” الذين تضرروا من هذه المليشيا و أتباعها فلا نعتقد بأن كائناً من كان يمتلك حق “العفو أو التنازل عنها”.. وهذا مانعنيه بكل ماسبق..

#ونلتقي إن كان بالقلم بقية#
Dr.Ayman.latif

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى