د.أيمن لطـيف تكتب : (سيــــداو)… الجزء الثاني..
بالقلـم الأسمــر
د.أيمن لطـيف تكتب : (سيــــداو)… الجزء الثاني..
CEDAW•••
إتفاقية الدمار الشامل..
ظاهرها فيه الرحمة؛ وباطنها كل العذاب..
# ( 2 من 5 ):
◾ (وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى)
مابين طبيعة الخلق ونظرية “الجندر”
_______
* نفَّـــاج:
#الفيلسوفة الروائية سيمون دي بوفوار إحدى رائدات نظرية (الجندر) –
Gender theory
تقول في كتابها “الجنس الآخر”- وهي تدَّعي بأنها تدافع عن المرأة- تقول:
«لايولد المرء إمرأة، بل يُجعَل كذلك».. !!
وهذا هو أساس (مساواتهم المُطلقة) بين الرجل والمرأة –
واللبيبُ بالإشارة يفهم#
◼️نواصل ما أنقطع من حديث حول (إتفاقية الدمار الشامل) التي كان مجلس الوزراء السوداني قد صادق عليها- إذبان فترة الحكومة الإنتقالية- مع (إتهامات) بوضع لبِنات تلك الموافقة على أيام النظام البائد؛ الى أن جاءت الموافقة في منتصف عام (21) مع إبداء (تحفُّظات) على بعض موادها-
وبواقع الحال فإن تلك التحفُّظات الخجولة لم ترتق لدرجة الإمتناع أو «الرفض القاطع» لأن المقصد منها لم يكن سوى إتخاذ خطوة بإتجاه الإقرار والإعتراف بهذه الإتفاقية ثم التدرُّج في إيصال الفكرة للمجتمع حتى لحظة التطبيق الفعلي لتلك الإتفاقية «اللقيطة»؛؛
~وهنا فاننا لن نقف كثيراً عند التوقيع أو المصادقة على هذه الصنيعة الغربية التي تنُص “حرفياً” على إعلاء بنود الإتفاقية على كل التشريعات السماوية وإلغاء كل القوانين المخالِفة لها حتى وإن كانت مستمدة من «القرآن» أو السنة المحمدية –
~لن نخوض في هذه السقطة السياسية «المجتمعية» الآن- و من المسؤول عنها-
لأننا نعمل على بث الفكر والتنوير ببنود هذه الإتفاقية والأُسس التي قامت عليها، ومخالفتها للشرع والعقل والمنطق والطبيعة- وكل عادات الفطرة السليمة في مجتمعاتنا المسلمة -بل وكل المجتمعات المتديِّنة-
ومن بعد ذلك سنرى كيف يمكن تطبيق بنود هذه الإتفاقية على شعب (مسلم) !!
◼️فيما سبق ذكرنا بأن الخالق سبحانه وتعالى كرَّم الإنسان (ذكراً كان أو أُنثى) وساوىٰ بين البشر- غض النظر عن الجنس أو اللون أو النوع- الا فيما أختص به الرجال دوناً عن النساء- والعكس بالعكس وذلك وفقاً لطبيعة خلق كل منهما..
(أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ)*..
▪️ولعل ما يستوقفنا في نظرية (الجندر) -أساس سيداو- هو مخالفتها لتلك الطبيعة وسعيها لإلغاء تلك الخصوصية ومحو تلك الفوارق الطبيعية وأستحداثها أنماطاً أخرى تخالف الفطرة السليمة والعقل المتزن ؛ لذا فإننا نُعيد القول بأن تفضيل الرجل على المرأة «درجة» لم يكن على حساب آدميتها أو كرامتها وانما جاء مسبَّباً بطبيعة خلق «الذكر والأنثى»؛
و (ليس الذَّكر كالأُنثى)*
وهذه حقيقة واقعية وعِلمية- يفهمها كل ذي عقل حتى وإن لم يكُن مُسلما؛؛
◼️وقبل المُضي في إثبات الفوارق بين الجنسين نُؤكِّد على أن إتفاقية (سيداو) قائمة على نظرية (الجندر)- أي النوع- مع إلغاءها للجنس (الذكر والأنثى) –
ونظرية (الجندر) هي نظرية موضوعة و «مصنوعة» لعلمنة العالم والقضاء على كل مظاهر التديُّن والفطرة السليمة –
وقد ظهرت هذه النظرية «الشاذة» في سبعينيات القرن الماضي- وهي وإن كانت في ظاهرها تدَّعِي حفظ (حقوق المرأة) – الا انها في حقيقتها تقضي على خصوصية المرأة كأُنثى وتساويها بالرجل «مساواة مطلقة» حتى يُصبح السلوك وكل أنماط الحياة متطابقة تماماً- ليُصبح الإنسان عندهم كما الحيوان- بل أضلُّ سبيلا-
~ فنظرية الجندر لم تقف عند حد المناداة بحقوق المرأة بل إنها سعت لإلغاء كل الفروقات الطبيعية القائمة على جنس الإنسان «أي أنه لافرق مطلقاً بين الذَّكر والأُنثى»- لدرجة أنها مضت لإستحداث أنماط أُسرية جديدة لاتقوم على (رجل
وإمرأة)-كما جرت الطبيعة منذ بدء الخليقة- فقد إستحدثت تلك الدراسات القائمة على “الجندر”- إثنى عشر نوعاً من الأُسر بما في ذلك (أُسر الشذوذ الجنسي) مايعني إباحة- بل الدعوة العلنية- لإنشاء أسرة الجنس الواحد (رجل ورجل)؛ أو (إمرأة وإمرأة)- وهذا أحد حقوق المرأة وفق نظريتهم «البهائمية» تلك- وهي الأساس الذي بُنيت عليه (سيداو)؛
◼️ومن أهم ماتهدف إليه «النظرية الجندرية»- التي تدعو لإلغاء مفهوم الجنس البشري – هو إلغاء قوامة الرجل على المرأة وتغيير نمط الحياة داخل الأسرة مابين زوج (أب) وزوجة (أم) لتُصبِح الأمومة «خيار» تتساوى فيه المرأة المتزوجة مع (غير المتزوجة)- مثل الوظيفة الإجتماعية- حيث بلغ بهم الأمر الى إعتبار أن الأمومة (خُرافة)Motherhood is a myth
كما قالت بذلك عالمة الإجتماع (أوكلي) التي مضت لتؤكِّد أنه لايوجد شيء يسمى غريزة الأمومة وانما هي «خُرافة» ومجرد ثقافة غرسها المجتمع في النساء،
وبناءاً على ذلك وتحت دعوى «الصحة الإنجابية» -وهي كلمة حق أُريد بها باطل- وصل الأمر بدعاة النظرية الجندرية الى منح المرأة حق (الإجهاض) –
أي «قتل النفس التي حرَّم اللَّهُ الا بالحق»-
حيث يحق للمرأة التخلُّص من جنينها في أي وقت اذا لم تكن ترغب به لأي سبب من الأسباب-
وهذا حق من حقوقها التي يجب أن يكفله لها القانون- كما يرى أهل النظرية “الجندرية”؛
~وليس في الأمر عجب- طالما أن دعاة هذه النظرية أباحوا تكوين أسرة (الجنس الواحد)؛ ومضُوا يتبعهم الجاهلون -«كالأنعام»- في سن قوانين لتنظيم «الزنا» وإباحته وعدم تجريم من ترتكبه (مادام ذلك تم برغبتها ورضاها)؛؛
◼️كل ماسبق ذكره ليس سوى بعض من ملامح (نظرية الجندر) التي تُطابق فكرتها كل بنود (سيداو)؛
هذا ونحن لم نأت بعد لإستعراض بنود تلك الإتفاقية اللقيطة التي تُلغي (طبيعة الجنس البشري) لتستبدله بالنوع (الشهواني) اللاعقلاني؛؛
◼️ومن خلال المقال القادم سنمضي لنؤكِّد جهل أصحاب تلك النظريات من دعاة (الفاحشة والإنحلال والرذيلة) تحت راية المساواة المطلقة بين الرجل والمرأة –
وسنستعرض بعض الدراسات الغربية التي تؤكِّد بأن الفروقات التركيبية
والفسيولوجية والسيكلوجية
Anatomical, physiological and psychological differences
– وغيرها- بين الرجل والمرأة تُحتِّم أدواراً ووظائف وتصرُّفات و(حقوق وواجبات) مختلفة بين الجنسين؛؛
و.. نواصل بمشيئة الله…
〰️ نهـاية المـداد:
~ {وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ}
[النحل: 72]،
#اللهم أرحم- وأغفر- لمن كان آخر كلامها من الدُنيا:
(لا إله الا الـلَّٰــه)*..
و..
نلتقي إن كان في “القلم” بقية..
Dr.Ayman.A.Latif