دموع وتوأم بلا أبوين.. قصص إنسانية صعبة جراء حرب أوكرانيا

وصفت النائبة بالبرلمان الأوكراني إينا سوفسون الوضع الإنساني في بلادها بـ”المعقد جدا”، بعد دخول الحرب يومها الـ12 على التوالي.

وقالت سوفسون في حديث خاص لموقع “سكاي نيوز عربية” إنه “في بوتشا وهوستوميل وإيربين وماريوبول وميليتوبول وبيرديانسك وخيرسون وخاركيف، فالوضع معقد للغاية، إذ لا يسمح الروس بممرات إنسانية لإجلاء الناس بشكل حقيقي وسرعان ما يعاودون القتال، وكذلك تفتقد الإمدادات بالأدوية والطعام والشراب”.

يأتي ذلك في الوقت الذي أعلن الجيش الروسي فتح ممرات إنسانية وتعليق إطلاق نار في مناطق محددة لإجلاء المدنيين من مدن أوكرانية عدة تشهد معارك عنيفة.

وفشلت المحاولة الثانية لإجلاء سكان من مدينة ماريوبول الساحلية جنوبي أوكرانيا، المحاصرة منذ أسبوع، بسبب استمرار القصف الروسي وفق رواية مستشار وزارة الداخلية الأوكرانية أنطون هيراشينكو.

وأشارت سوفسون، وهي أيضا نائب رئيس حزب هولوس الليبرالي الموالي لأوروبا، إلى أن هناك العديد من القصص الإنسانية الصعبة التي خلّفتها الحرب، ومنها ولادة توأم في مدينة خاركيف أثناء القصف الذي تتعرض له المدينة، قبل أن يتوفى آباؤهم عقب استهداف القوات لهم، بعد أقل من يوم على ولادتهم.

وأضافت: “هذه جريمة مروعة ارتكبها الروس، ويتحملها الرئيس بوتن شخصيا.. وفق معلوماتي فإن الأطفال في أمان الآن وبعض الناس مستعدون بالفعل للاعتناء بهم”.

وذكرت الأمم المتحدة أن أكثر من ألف مدني قُتِلوا في الحرب في الفترة الواقعة من 24 فبراير إلى 4 مارس.

ومع ذلك، تعتقد المفوضية السامية لحقوق الإنسان أن الأرقام الحقيقية أكبر من ذلك بكثير، لا سيما في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة.

كما حذّرت الأمم المتحدة من أن عدد الفارّين من العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا تجاوز 1.5 مليون شخص، وهو ما يخلق “أزمة لجوء تُعد الأسرع تفاقما” في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.

وشددت النائبة الأوكرانية على أن “الشعب والحكومة الأوكرانية يعملان معا للتصدي للتصعيد العسكري الأخير، لكننا بحاجة إلى مزيد من المساعدات”.

وأوضحت أن عددا من نواب البرلمان الأوكراني يعكفون حاليا على تنسيق المساعدات الإنسانية للمواطنين في المدن، كما أن بعضا منهم انضم لصفوف الجيش للقتال ضد القوات الروسية.

حظر الطيران

وعن موقف بلادها بعد الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، قالت سوفسون: “مقتنعة بأن الأوكرانيين أظهروا أننا مستعدون للقتال من أجل بلدنا ومن أجل حريتنا وخيارنا الأوروبي أيضا”.

وطالبت الغرب بدعم كييف بفرض حظر الطيران لوقف القصف الروسي، متابِعة: “هذه الحماية ستنقذ آلاف الأرواح، إذا كانت الاستجابة بطيئة وغير حاسمة لفرض حظر الطيران، فنحن بحاجة إلى الحصول على طائرات مقاتلة على الأقل في أسرع وقت ممكن”.

ولفتت النائبة الأوكرانية إلى أن “الشعب الأوكراني لم يعد يشعر بالأمان في الوقت الراهن، جراء سماع دوي إطلاق النار والقصف الصاروخي باستمرار”.

المفاوضات مع روسيا

وبشأن المفاوضات مع روسيا لإنهاء الحرب، قالت سوفسون: “إننا خلال هذه المفاوضات لن نتنازل عن مصالحنا وسلامتنا الإقليمية وسيادتنا، كما أن حريتنا غير قابلة للتفاوض”.

وذكرت وكالة “إنترفاكس” الروسية، الإثنين، أنّ الجولة الثالثة من المفاوضات الأوكرانية الروسية ستجرى في منطقة بريست الحدودية مع بولندا، بحلول الساعة الثالثة بتوقيت موسكو.

وتوقعت أن يتم المزيد من المفاوضات مع الناتو فيما يتعلق بمنطقة حظر الطيران بكييف، متابعة: “هذا ما تحتاجه أوكرانيا بشكل حاسم الآن”.