دكتور عبدالسلام محمد خير يكتب: والآن .. (ثقافة الإستدراك) تتجلى

دكتور عبدالسلام محمد خير يكتب: والآن .. (ثقافة الإستدراك) تتجلى
هناك ميول للإستبشار بالقادم موصولا بخبر(عاصمة البلاد نظيفة).. وآخر عن رئيس وزراء تتمادى كفاءته مهنياً ودولياً فتشعل الجدل .. وخبر يكاد يفلت في زحام (أحداث اليوم) برغم ما حفل من مآثر القوم لصالح تواصل الأجيال وهيبة الدولة، لتتجلى روح ملهمة للأداء
العام في مواجهة مهام السلام – بلا تفريط .. كم من إرهاصات معززة للنصر تلوح عبر الشاشات فنهتف بيننا وأنفسنا (ليتنا تضامنا فأسعفنا الحال) .. الآن مثال بين أيدينا ماثل..ولاية سارعت بكلمة وفاء مستحقة لمن أسدى خيرا لبلده وأهله طوال أيام الحرب، ومضى .. لزم داره بكامل تجربته، إضافة لمكنوزات البلد من الخبرات النادرة، جداً.
مشهد الخبر فيه رد إعتبار لمن بذلوا، لا سيما والأمور عصيبة.. قطعاً سيحزو حزوهم غيرهم، ويزدادون.. وسيقبل خلفه بحماس وثقة.. هذه خاطرة تتجلى عبر خبر .. بالإمكان أن يلهم الاجواء خبر يوحي ببادرة وفاء.. يتعاظم شأن الخبر أكثر هنا، فهو وفاء لمن تقدموا صفوف الفداء لوطن يتعرض لحرب .. الحضور مهيب.. لفت نظري في إحتفال حاشد بحاضرة الولاية الشمالية
الأسبوع الماضي، لوحة خلفية (إحتفال بإستقبال والي الشمالية ووداع وتكريم الوالي السابق).. هكذا..(مسؤول سابق) يذكر بالخير، بل يجري تكريمه وسط الحشود، شعبا وجيشا، ورايات للنصر خفاقة.
وظهر الوالي الجديد، اللواء ركن، م. عبدالرحمن عبد الحميد، مستبشراً.. أول ما فعل أشاد بالجهد الذى بذله الوالي السابق، الأستاذ عابدين عوض الله ، منوها لإنجازاته رغم الظروف الصعبة التي تولى خلالها المنصب..وأكد أنه سيبني على ما حققه، بتضامن جهود كافة القطاعات، إستثماراً لموارد الولاية لصالح المواطن عماد معركة الكرامة وملحمة إستقرار الولاية.. ممثلو الولاية رحبوا بالوالي الجديد وأكدوا مساندتهم له لرفع
شان الولاية، وأشادوا بجهود الوالي السابق للحفاظ على حدود الولاية آمنة، فضلاً عن الإنجازات الإدارية والمالية والزراعية والتعليمية، واستضافة الوافدين في دور أبناء الولاية.. الوالي السابق المحتفى به يختم المقام بقول فصل (سأكون الساعد الأيمن للوالي الجديد).
الوالي(السابق) مهني إداري متمرس، عمل مديرا تنفيذيا لمحلية (دلقو)الشامخة، منها تم إختياره والياً والحرب تستعر..(بكل إرتياح وقبول تلقى خبر التغيير)- مسؤول إعلام الولاية، ناجي فاروق، أضافني في سياق الخبر، الذى هو أكثر من خبر.. هناك رد إعتبار لتقاليد مهنية منتجة تتجاوز إهدار المعنويات، وتزيد الخدمة العامة تماسكاً وإ حساناً، ومن شأنها تعزيز هيبة الدولة وتكامل الموارد وتواصل الأجيال.. حزمة وصفات استراتيجية، مبذولة بسخاء لرئيس وزراء جديد في مرحلة فاصلة قوام إجتيازها (الكفاءة) وموروث قيم أهل البلد.
*0 ..إستدراك فى بلاط الدبلوماسية والتكامل:*
في هذه الأثناء المستبشرة بالقادم تجلت فرصة لأعتذار ملهم يفضى لفكرة جهيرة، كما هو المرتجى أصلا من إشاعة ثقافة الإستدراك في أجواء منتجة.. صحفي مرموق إحتج بشدة لظهور صورة سفير لم ترد سيرته في المقال السابق.. فالصورة التي حملت إسم الأستاذ أبوبكرعثمان ليست صورته!..المحتج أمامه جملة من الصور النادرة تستحق بها الصحيفة الثناء بل التحفيز، لكنه إختار أن يكشف أن الصورة لصديقه السفير طارق
أبو صالح علي – له التحية.. هذه سانحة للإستدراك الجزيل إنسابت كمثال لنشكر د.عبد العظيم عوض، الصحافي المذيع، نائب مدير الإذاعة، الدبلوماسي – ملحق إعلامي بالقاهرة، فلقد ذكرنا بلهجته الحادبة عصر مجلس الصحافة وتجليات أحكامه اللماحة..ولربما أهاجت شجونه (سابقة) من قبيل(يخلق من الشبه) كان طرفها (الرئيس)شخصيا!..كلفت رئيس التحرير ومحرر السهرة ما كلفت!.
هذه سانحة لنشكر دكتور عبدالعظيم عوض قارئاً.. لقد هيأ المقام لنعود لسيرة سفراء منسوبين إلى (عقود عرفت بالسحر الدبلوماسي) كما ورد بمقال سابق فنقف مع سيرة السفير أبوبكر عثمان محمد صالح، الذى رحل لجوار ربه العام الماضي بالقاهرة، 6 يونيو 2024، ليلة الجمعة الأولى من العشر الأوائل من شهر الحج الأعظم، عليه رحمة الله.. ممن بادروا بالتذكرة بمناقبه الصحفي الموثق
محمد الشيخ حسين.. ولد بحلفا وعاش صباه الباكر في أم روابة.. قاده تفوقه الدراسي المبكر لحنتوب الثانوية ضمن دفعة من أفذاذ أهل السودان.. سفير متألق، فوزير رئاسة مجلس الوزراء ، فأمين عام لمجلس التكامل.. كيف يكون الدبلوماسي سياسياً متمرساً ؟..هذا ما فعله هو، ووثق له في كتابه (في بلاط الدبلوماسية والسلطة).
صحفي وفي يذكرنا، إن كنا نسينا، أن السفير والوزير أبو بكر يتجلى التعامل معه ممزوجاً بفضائل البساطة والتسامح والتفاني في خدمة الآخرين.. يدهشك!..فالذاكرة عنده حاضرة، حتى لا ننسى، فإذا نسينا نصبح كل مرة أمام بداية جديدة..هلا تحاشينا علة أن نبدأ من جديد؟.
فكأننا نؤاسي أنفسنا فيمن فقدت البلاد بما إمتلك من لوازم نجاتها من علل التكرار.. رجل دولة فعل فأحسن ومضي.. يشهد له كتابه (في بلاط الدبلوماسية والسلطة).. باقة من شهادات لحقبة سياسية مهمة.. ذكريات نبيلة، تجربة فذة، إنحياز لقيم فاضلة من صميم حياة أهل السودان..رحم الله السفير الوزير الانسان أبوبكر عثمان.
*0..ومن خارج السلك الدبلوماسي تعقيب:*
إعلامي متصل بالعمل الخارجي كتب منوهاً على رجاحة ما ورد في مقال سابق بعنوان (دبلوماسية الشدائد) ..انه يذكر بأسماء جهيرة على سبيل المثال منهم السفير الفاتح عروة والسفير عثمان السيد وقد رحلا، قبل أن يجف حبره، الى مقر الخلود، عليهما رحمة الله، تاركين سيرة معطاءة تناقلت الوسائط طرفا عجولاً منها يوم الرحيل منوهة، من جديد، لأهمية التوثيق لرموز العمل الدبلوماسي الذين تركوا بصمات جلية.. إنها تذكرة وفاء بادر بها الإعلامي الفذ الأستاذ محمد أبشر عوض السيد، بحكم عمله بالتلفزيون، مديراً للأخبار وللعلاقات الخارجية، مع تعاقب المديرين.. أورد طائفة من سيرة (دبلوماسيين إعلاميين) تعرف عليهم من خلال مشاركتهم
في برنامج بالإنجليزية عنوانه أفق الحوار (Dialogue Horizon)..إنهم ممن أدوا أداء مميزاً وأصلحوا من العلاقات المتوترة وعملوا على إزالة حالة الجفاء وشبه القطيعة مع دول مهمة للسودان.. ضرب مثلا منوهاً (هناك رموز دبلوماسية تحتاج القاء الضوء عليها، منهم السفير عبدالمحمود عبدالحليم وما اضطلع به في أروقة الأمم المتحدة)- إفادة أخرى من الأستاذ محمد أبشر، أحد رموز(دبلوماسية الإعلام) ممن أثروا مؤسساتهم ولهم مشاركات إقليمية متميزة..سيرته الذاتية تفيض..تكفي مبرراً لإستدعائه من بيته لمهام تزدهي بخبرته، مادامت (أيدولوجية الكفاءة) قد علا شأنها.
هل من توثيق دبلوماسي مواكب، فيه رد إعتبار لمن أعطوا وما استبقوا شيئا؟.. تذهب الذاكرة نحو مؤلفات أوفت في حق الدبلوماسية والسفراء..منها هذا الكتاب الذى علا بريقه برحيل مؤلفه السفير الوزير أبوبكر عثمان، عليه رحمة الله (في بلاط الدبلوماسية والسلطة).
*د.عبدالسلام محمد خير*