حسين خوجلي يكتب: بدون عنوان
تتلمذنا في الأهلية الثانوية على ثلاثة علماء في
اللغة، وكانوا يجانب علمهم شعراء فحول أولهم كان اللغوي الشاعر محمد عبد القادر كرف أحد تلاميذ شيخ الطيب السراج، وقد كان الرجل حجةً في النحو
والصرف والبلاغة وشوارد الأشعار، وثانيهم كان الدكتور بابكر دشين تلميذ الدكتور عبد الله الطيب وصديقه، وكان عمدة في أصول اللغة وشاعراً لا يشقُ له غبار ،وثالثهم الشاعر محي الدين فارس الذي حبب لنا شعر التفعيلة بإلقائه المفاض وأخيلته المسافرة.كان لكل واحد منهم ما يميزه عن الآخرين وما يضيفه لنا.
واذكر أن كرف كان يصر أن نحفظ في كل حصة خمسة أبيات من جيد الشعر، وكان له لطيفة في آخر الدرس اسمها تسويق التراث للناس. فقد كان يختار أو يكلف أحدنا أن يلتقط حكاية من التراث العربي
والإسلامي ويطالبنا باستخراج المغازي والمعاني فيها بما يطابق الواقع وأن نختار للقصة إسماً وعنوانا.
ومما وجدته في دفترٍ قديم حكاية تلك الإعرابية مع صغير الذئب الذي وجدته هائماً في
الصحراء فضمته إلى خيمتها بحنان وإشفاق
فقال الشاهد:
وجدت أعرابية جرو ذئب فأشفقت عليه وكان لهذه الأعرابية شاة وحيدة، فأخذت الجرو وقالت لنفسها نربيه بين شاتنا و