حوارات

حاجة حليمة “المرأة الشمس

يوم المرأة العالمي تكريم للبائعات وصاحبات المهن الهامشية..

 

حاجة حليمة “المرأة الشمس”
العهد اونلاين في زيارة الي مدرسة الهجليجة للبنين شمال امدرمان التحية للأمهات اللائي كافحن برزق حلال من أجل تربية أبنائهن..
*يوم المرأة العالمي تكريم للبائعات وصاحبات المهن الهامشية..

حوار – نعمات عطا
لم تخلد للراحة أو الإحتفال حتى في عيد المرأة الذي مر قبل قليل ، هكذا اعتادت “الحاجة حليمة” العمل في كل أوقات المناسبات..لم تثنيها تغيرات الطقس ومزاج المناخ المتغلب.. لا تكترث كثيراً إلى إرتفاع أو انخفاض درجات الحرارة، تخدم في الصيف الحارق والشتاء القارس.. مثلها كثيرات جار عليهن الزمن ويعملن في ظروف قاهرة في بيع الشاي، الكسرى، التساي، الايس كريم، التنظيف والغسيل لتوفير احتياجات الأسرة، يكسبن قوتهن من عرق العمب ويجمعن بأيديهن الجافة المشققة حفنة مال حلال يسيرن بها حياتهن القاحلة.. بمناسبة يوم المرأة العالمي التقت “اليوم التالي” بواحدة من النساء المكافحات كشفت عن تجربتها وهي تجلس تحت الشمس بين أواني الفطور واطباق الحلوى المعروضة للبيع..

*أولاً.. تهانينا باليوم العالمي للمرأة، وقبل كل شي نريد أن نتعرف عليك؟
-أنا أمكم الحاجة “حليمة آدم إبراهيم”.. اسكن مدينة أم درمان – الريف الجنوبي بمنطقة “هجليجة” التابعة الصالحة..

*أين تعملين الآن؟
-اعمل فراشة بمدرسة الصالحة، إلى جانب بيع الفطور والحلوى من أجل زيادة الدخل وتغطية المصاريف التي ارتفعت تكاليفها بشكل مرهق خلال هذه الفترة..

*ألم تكن لك تجربة في مجالات عمل أخرى؟
-نحن اصلاً من منطقة “كورما” بمدينة الفاشر، ومنذ النشأة الأولى وأنا متعودة على العمل، واشتغلت في مهن كثيرة ومتعددة، اشتغلت قبل وبعد الزواج، ولم أتوقف حتى اليوم وأنا أم لعدد من الأولاد والبنات..

*ما هي المهن التي عملت بها؟
-أنا اصلاً إمرأة من قمت مناضلة، وجربت العمل في عدد من المهن الحرفية رغم أنني نلت حظاً من التعليم حيث درست الابتدائي والعام، ولكن ظروف الحياة وجبروتها
دفعتني للعمل مبكراً حيث اشتغلت قبل الزواج بمشغل الصناعات اليدوية بمنطقة مليط ، كنت يتعلم فيه البنات الخياطة والتفصيل وغيرها من الأشغال، وبعد المشغل عملت في التدريس ما قبل المدرسي “رياض الأطفال” بمنطقة الفاشر. وبعد زواجي عملت فترة 10 سنوات إضافية ، وهذه الفترة ربطتني علاقة قوية بالأطفال قبل اندلاع الحرب..

*وماذا فعلت بعد الحرب؟
-قالت الحاجة حليمة : بعد الحرب التي اندلعت بالمنطقة عام 2003 م
الفاشر 2003 بس الحروب تركنا مدينة الفاشر وجئنا مع أسرتي إلى الخرطوم..

*كيف بدأت حياتك في المدينة الجديدة التي تختلف عن الفاشر؟
-قررت في الحياة الجديدة في العاصمة الخرطوم البحث عن عمل اشغل به وقت فراغي خاصة وإنني لم اعتاد الجلوس مكتوفة الأيدي دون عمل، والمعروف أن النساء بطبعهن في ولايات دارفور عموماً يعملن في الزراعة وغيرها من المجالات الشاقة، المهمة بهذه الانطباع عملت بائعة أيس كريم في المدارس، ولكن هذا النوع من العمل مرتبط بشكل وثيق بالموسم، وبعد الإجازة يصبح صاحبه عاطل، فقررت ترك الايس كريم ودخول السوق وهناك عملت بائعة فطور، والحمد السوق كان رابحاً نسبة للتعامل الإنساني مع جميع الزبائن..وبعد ذلك قررنا الرحيل من غرب مدينة أم درمان إلى الصالحة..

*وهل غيرتي مهنتك؟
-نعم غيرت مهنتي ولكن الكفاح لا زال مستمر، فبعد ذهبنا إلى الصالحة
وجدت بغرب المنزل الجديد سوق قررت ان افتح دكان فترة شهر طبعا الدكان محتاج إلى بضائع ورأس مال وغيره لذلك تركت الدكان لتلك الأسباب السابقة، بعدها فكرت في بيع ملابس نسائية وعطور بالقصد المريح

*حاجة حليمة كيف قضيتي فترة توقف بجائحة كورونا الصعبة؟
-ابتسمت وقالت : بصراحة كانت فترة صعبة للغاية، ولكن قناعتي أن كل يوم محسوب على عمر البنى آدم لذلك لابد من العمل، ورغم تقدم عمري الذي وصل 65 عاماً إلا أنني لا أحب أن “العطلة” لذلك عملت في بيع الفول والتسالي وعدت للايس كريم للأطفال، وفي كل فترة عمل جديد هناك مكسب جديد..

*وبعد ذلك هل عدت إلى المدرسة؟
-نعم للعمل فراشة في مدرسة هجيليجة الآن وابيع الفطور الحلوى في عز النهار وتحت أشعة الشمس الحارقة، واستيقظ مبكراً قبل صلاة الصبح ابحث عن الخبز ” الرغيف” الذي يعتبر أكبر هاجس..

*الجميع يتحدثون عن “ماما حليمة” .. ماهو السر في رأيك؟
-اشتهرت بلقب “ماما حليمة” لأنني استاذة، ومازال طلابي يلاحقونني حتى الآن، أنا هنا أم الجميع، واحب مساعدة الجميع، وكل شخص يتعامل بأسلوب جميل يحبه الأخرين..

*بحكم أنك إنسانة تربوية قوية ومثال للمرأة المناضلة.. إلى أي مرحلة تعليمية وصل إليها أبنائك؟
-كان زوجي له زوجة ثانية، رحلت من الدنيا وتركت اثنين “ولد وبنت” ، الولد اليوم معيد في جامعة السودان، اما البنت أكملت المرحلة الثانوية وتزوجت، أما أبنائي أنا ثلاثة الولد تخرج من كلية العلوم الرياضية، وأبنتي الكبرى تخرجت جامعة النيلين قانون ومتزوجة ، والصغرى تخرجت من جامعة الزعيم الأزهري زراعة، كما تربت معنا إبنت شقيقي تخرجت هي الأخرى من كلية الفلسفة جامعة الخرطوم..
والحمد لله نجح جميع أبنائي وصلوا بر الأمان، ومع ذلك تعودت على العمل ولن اتركه رغم أن عمر عملي “فراشة” حوالي 13 عاماً

*ماما حليمة نحن على مرافئ الختام ماذا تقولي في اليوم العالمي للمرأة؟

أقول للمرأة اعملي واجتهدي ولكل مجتهد نصيب.. أهنئ الجميع في بلادي، وخاصة النساء الذين يعملون في المهن الهامشية شاي، فول، تسالي، آيس كريم، فراشات وأعتقد ان هذا اليوم هو تكريم لهن ..
والتحية إلى الأمهات اللاتي كافحن برزق حلال من أجل تربية أبنائهن وساهمن في تقديم كوادر للمجتمع وعملن على تحسين الوضع المعيشي.. كما أوصى الاهتمام بتعليم النساء لانهن الركيزة للبيت والحياة
شكر لصحيفة العهد اونلاين على الزيارة، ونعتذر عن الجلوس تحت أشعة الشمس

إشتياق الكناني

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى