مقالات

 جمال الحاج يكتب : حلم الكرة العربية

 جمال الحاج يكتب : حلم الكرة العربية

 

في واحدة من ملاحم المستديرة المشهودة، وفي بطولة للتاريخ، حروفها من ماء الذهب، فعل المنتخب السعودي أو “الأخضر” كما يحلو لنا تسميته كل شيء يمكن أن يسعد الشارع الرياضي العربي من فاس بالمغرب مرورا بالقاهرة والخرطوم وصولا إلى بغداد ودمشق ومسقط والدوحة، أبدع وأمتع منتخب الأحلام، وأكد بما لا يدع مجال للشك أن كرة القدم لا تبتسم إلا لمن يجتهد داخل المستطيل الأخضر.

منذ صافرة البداية شعرنا ونحن نتابع عبر الشاشات أن المنتخب السعودي عازم على قلب الطاولة على ميسي ورفاقه،
لأول مرة أرى الشارع العربي متوحدا رياضيا خلف منتخب عربي يلعب باسم الكرة العربية، نتيجة باهرة أحرزت، وأداء رجولي لم يكن مستغربا على منتخب رضع الكبرياء والصمود.

لم تكن الفرحة قاصرة على الإخوة الأشقاء بالمملكة بل عمت كافة الدول العربية التي سعدت أيما سعادة بهذا الانتصار الباهر الذي أثلج الصدور لأنه جاء بالعرق والجهد والإصرار، إن دل على شيء إنما يدل على أن جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز والقيادة الرشيدة بالمملكة قد فعلوا كل شيء لأجل أن يكون ظهور الأخضر في المونديال العالمي بقطر لافتا بنكهة القهوة العربية وكرم أمتنا الفياض.

مجالس الأنس العربية على امتداد الخليج العربي، ومناطق الشام والعراق، وشمال وشرق أفريقيا لا حديث رياضي لها سوى عن الأخضر المشع، فوق هذا وذاك فإن الرهان على تقدم الأخضر في هذه البطولة أصبح هو الشغل الشاغل، ويكفي أن الشبكة العنكبوتية قد أثبتت ذلك عبر أوسع شبكة رقمية

على مستوى اليابسة (قوقل) حيث توقع الآلاف أن يحدث المنتخب السعودي في هذه البطولة جملة من المفاجآت الداوية.
عليه فإن الأنظار والمساندة الجماهيرية اليوم بقطر ستكون لها الكلمة العليا، وبمقدور منتخب الأحلام أن يقضي على آمال بولندا التي تدرك أنها قد وضعت في مطب.

من المشاهد التي لا تنسى هنا بالمملكة أن المغتربين من غالب البلدان العربية قد عبروا عن سعادتهم بهذا الانتصار العريض بطرق مختلف، وهذا التعبير بحسب ما أرى تعبير صادق نابع من الأعماق، وفيه بعض من رد الجميل لدولة قدمت الدعم والمساندة لكافة الدول العربية والإسلامية ولم تبق شيء، وفوق هذا وذاك شرعت أبوابها مستقبلة في بشاشة وطيب نفس وخاطر كل من قصدها منذ زمان بعيد.

وبهذا أقول إنه من الممكن لكرة القدم أن تقوي اللحمة، وتجعل من مشروع الوحدة العربية والإسلامية واقعا ملموسا إن استفدنا من هذه الدروس، هذا الظهور اللافت لمنتخب الأحلام نتج عن رعاية واهتمام وتقدير علمي دقيق من جلالة خادم الحرمين الشريفين وقيادات المملكة العربية السعودية، ويكفي أن

نجوم العالم أمثال كرستيانو رونالدو وآخرين باتوا يفضلون الدوريات العربية والدوري السعودي بوجه خاص، فكرة القدم السعودية أضحت لا تجارى، والدخول في توليفة أي نادي سعودي بات من المستحيلات لمن يمتلك المهارة الكافية، والخبرة المطلوبة، والثقة بالنفس، شكرا لكل من ساند الأخضر الزاهي، وخير ما أختم به هذه السطور أن القادم أحلى.

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى