جعفر باعو يكتب : تهريب الذهب

من الواقع

جعفر باعو
تهريب الذهب
*في العام الماضي وقبل اعلان الحظر الصحي بسبب جائحة كورونا كان سعر الدولار مقابل الجنيه لايتجاوز المائة جنية وربما اقل بقليل، وخلال الاثني عشر الماضية تضاعف سعر الدولار وغيره من العملات الاجنبية مقابل الجنيه السوداني الذي بداء “يشم” العافية خلال الايام المنصرمة.
*راعي الضان في الخلا يعلم ان المحافظة على قوة العملة المحلية مقابل الاجنبية لايتم الاعبر الانتاج، وغيره لن يقوي الجنيه في الصمود امام الدولار وغيره من العملات الاجنبية.
*السودان ومنذ سنوات عديدة ينتج الذهب في المواقع المختلفة حتى انه صنف من اكثر الدول انتاجا للذهب في الوطن العربي وافريقيا بصورة عامة ولكن على الرغم من ذلك ظل الدولار يرتفع والجنيه يهبط، والجميع يتسال عن انتاج الذهب واين يستقر به المقام “حلالا كان او حرام”.
*من الملاحظات الغريبة جدا ان شرطة الجمارك نجحت خلال الفترة الماضية من ضبط العديد من عمليات تهريب الذهب عبر مطار الخرطوم وعلى طيران بدر تحديداً، ولاندري السبب بين عمليات التهريب وهذه الشركة التى تمتلك اسطولا محترم من الطائرات.
*قبل فترة ليست بالقصيرة رشح في الوسائط عن ضبط شحنة مهربة من الذهب عبر هذا الطيران،واصدرت حينها السلطات المختصة بالمطار قرار بتكوين لجنة تحقيق للتقصي حول كيفية ادخال الذهب بكميات الي داخل الطائرة, ولانعلم الي ماذا خلصت اللجنة؟

• وبعد تلك الحادثة تم ضبط العديد من الركاب الذين يريدون الهروب بهذا الانتاج الي خارج السودان فيما قدرت الشركة السودانية للموارد المعدنية انتاج الذهب في السودان بنحو 48 طنا في العام ويري مراقبين ان افة المعدن الاصفر بالبلاد هو التهريب  والمفارقة  الكبيرة ان مطار الخرطوم  يصنف كاحد اوسع الابواب للتهريب.
• واليوم الاربعاء تمكنت ادارة الجمارك بالتعاون مع ادارة امن الطيران بالمطار من ضبط سبائك ذهب تزن اربعة عشر كيلو وسبعمائة اربعة واربعين جرام في طريقها للتهريب خارج البلاد بحوزة راكب.
  *حسناً منذ تشكيل لجنة التحقيق المذكورة في مقدمة هذا المقال ولم نري او نسمع عن قرارات صارمة اتجاه عمليات التهريب هذه التى تهدم الاقتصاد القومي وتضعف من قيمة الجنيه امام الدولار، والسؤال الذي يدور في اذهان الجميع كيف يتم تسهيل عمليات التهريب هذه ؟ ومن الذي يقف خلفها؟وهل تنجح كل ورديات شرطة الجمارك وامن الطيران في ضبط جميع عمليات التهريب عبر هذا المنفذ الهام؟ انها اسئلة عديدة ومشروعة لحسم هذه الفوضي التى تتم عبر مطار الخرطوم وتسعي الي خلخلت الاقتصاد القومي واضعافه بتهريب هذه السلعة المهمة جدا في معادلة سعر الصرف.