الأخبارالإقتصاديةالسودان

(بث الشائعات) .. التأثير على معاش الناس و الاقتصاد

(بث الشائعات) .. التأثير على معاش الناس و الاقتصاد

تقرير: العهد اونلاين

أكد خبراء اقتصاديون و إعلاميون، أن بث الشائعات يؤثر سلباً على معاش الناس ويفاقم غلاء الأسعار، ويضر بالاقتصاد الوطني، والاستقرار السياسي والامني والاجتماعي بالبلاد.
وطالب الخبراء الحكومة السودانية بتمليك المعلومات الصحيحة لوسائل الإعلام ودحض الشائعات في بدايتها للحد من انتشارها وتاثيرها سلباً على معاش الناس وزيادة اسعار السلع والخدمات، بجانب سن قانون يتيح الحصول على المعلومات الصحيحة لوسائل الإعلام.
وتشهد هذه الأيام بث شائعات عديدة في مواقع التواصل الاجتماعي، بجانب نشر بعض المعلومات غير الصحيحة ببعض الصحف الورقية، كما شجعت حالة الهشاشة التى يعانى منها الاقتصاد السوداني، علي زيادة تأثير الشائعات علي الأوضاع الاقتصادية وزيادة اسعار السلع والخدمات وزيادة معاناة المواطنين من جراء ارتفاع السلع.

هشاشة الإقتصاد السوداني

ويري دكتور محمد خير حسن محمد خير عميد كلية الاقتصاد الأسبق بجامعة أمدرمان الإسلامية، أن الاقتصاد السوداني هش جدآ، وسرعان ما يتأثر بإطلاق الشائعات سواء من جهات معينة لها أجندة من وراء بث الشائعات، أو بتصريحات غير مسؤولة من مسؤولي حكومي ، يمكن أن تفعل الكثير بأن تؤثر على معاش الناس وزيادة اسعار السلع والخدمات وزيادة معاناة المواطنين، بجانب التأثير على مؤشرات الاقتصاد الكلي.

جهات معارضة

واضاف محمد خير: هنالك جهات معارضة للنظام الحاكم الآن، وتعمل على بث الشائعات من أجل الكيد السياسي ، ولكنها لا تضر بالنظام الحاكم الآن فقط، إنما تضر بالاقتصاد الوطني وتدمره وتؤثر على معاش الناس، وتعمق الأزمة السودانية فالكلمة كالرصاصة .

شائعة الوديعة الدولارية

وأكد دكتور محمد خير، أن من أخطر الشائعات التي تم بثها خلال الأيام الماضية، إشاعة حصول الحكومة السودانية علي وديعة دولارية تم إبداعها ببنك السودان المركزي، لتنعكس هذه الإشاعة علي التعاملات بسوق النقد الأجنبي، بينما اتضح بعد ذلك عدم وجود وديعة دولارية، بالإضافة إلى شائعات زيادة الجمارك والكهرباء، الوقود وغيرها والتى استجاب لها التجار بزيادة أسعار السلع والخدمات وزادت معاناة المواطنين بزيادة أسعار السلع.

علاج الشائعات

ويري دكتور محمد خير حسن، أن علاج الشائعات والتخفيف من آثارها على معاش الناس وزيادة اسعار السلع والخدمات والاقتصاد السوداني، يكمن في تمليك المعلومات الصحيحة من قبل الأجهزة الحكومية المختصة وبسرعة ، للحد من انتشار الشائعات وبثها وتقليل أثرها على معاش الناس واضاف: إذا تم تمليك المعلومات الصحيحة في وقتها لن تنتشر الشائعات أو يكون لها تأثير على معاش الناس والاقتصاد السوداني.

تدمير الإقتصاد

وفي السياق ذاته عضد دكتور محمد الناير الخبير الاقتصادي، من القول بأن بث الشائعات يؤثر على معاش الناس وزيادة اسعار السلع والخدمات ويدمر الإقتصاد السوداني، في ظل سرعة انتشار الشائعات وبثها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وبطء الحكومة السودانية في دحض الشائعات وتمليك الحقائق لوسائل الإعلام.
وأشار دكتور الناير إلي أن الشائعات أثرت على التعاملات بسوق النقد الأجنبي، لتقفز اسعار الدولار الي 750 جنيه بالسوق الموازي للدولار، في وقت تروج بعض الشائعات إلي وصول الاسعار الي 830 جنيه بينما الحقيقة تمت معاملات محدودة بالسوق الموازي بواقع 750جنيه قبيل تدخل بنك السودان المركزي في سوق النقد الأجنبي بضخ النقد الأجنبي للبنوك لمقابلة الطلب على الاستيراد والعلاج والدراسة بالخارج.

مسؤولية تدهور سعر الصرف

وحمل دكتور الناير بنك السودان المركزي مسؤولية تدهور سعر الصرف وارتفاعه بالسوق الموازي .
وتسأل دكتور محمد الناير : إذا كان بنك السودان المركزي قادر على التدخل في سوق النقد الأجنبي ، وقادر على ضخ النقد الأجنبي للبنوك لمقابلة الطلب .. لماذا تأخر كل هذا الوقت حتي ارتفعت أسعار الصرف الي هذه المستويات القياسية المضرة بالاقتصاد ومعاش الناس….؟

شائعات كثيرة ومؤثرة

ويؤكد محمد نور كركساوي الخبير الاقتصادي وعضو اللجنة الاقتصادية للحرية والتغيير (تيار الوسط)، أن الشائعات في الوقت الحالي كثيرة ومتنوعة وبالذات بمواقع التواصل الاجتماعي التى تنتشر فيها الشائعات بكثافة.
و يري كركساوي، أن بث الشائعات له آثار سالبة ومدمرة للاقتصاد ومؤثرة جداً علي معاش الناس، وزيادة اسعار السلع والخدمات، خاصة الشائعات عن الحصول على ودائع دولارية من السعودية والإمارات وزيادة اسعار الكهرباء والجمارك وغيرها من الشائعات.
وطالب كركساوي بضرورة تمليك المعلومات الصحيحة لوسائل الإعلام ودحض الشائعات في مهدها حتى لا تضطر بالاقتصاد الوطني ومعاش الناس.

الشفافية في تمليك المعلومات

وفي السياق ذاته يري المهندس عثمان ميرغني رئيس تحرير صحيفة التيار، أن الشكوي من بث الشائعات قديمة ومتجددة وتعاني منها معظم دول العالم سواء في امريكا او اوربا أو دول الخليج العربي ، لاسيما وأن الشائعات لها آثار مدمرة سواء علي المستوي الاقتصادي أو السياسي والامني والاجتماعي، أو خلق رأي عام مضاد.
وأشار ميرغني إلي اشاعة أراضي الفشقة السودانية، والتى أثرت على العلاقات بين السودان والامارات.
وأكد ميرغني، أن دحض الشائعات يكمن في أعمال الشفافية في تمليك المعلومات الصحيحة لوسائل الإعلام، وبالسرعة المطلوبة، وسن قوانين تسمح بالحصول على المعلومات ، وإيجاد آليات حكومية واضحة يسهل التعامل معها في الحصول على المعلومات مثل آلية ( الناطقين الرسميين باسم الوزارات والوحدات الحكومية) والقوات النظامية

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى