النساء أكثر تعرضا له من الرجال.. كيف تتغلبين على “اكتئاب نهاية الصيف”؟
بيروت – ما إن ينتهي الصيف، فصل الإجازة السعيدة والنشاط والحيوية، حتى يصاب بعض الأفراد بالاكتئاب واضطراب المزاج، وهذا عادة ما يحدث مع تقلب المواسم وتغيير المناخ، لكن الاضطرابات العاطفية الموسمية والتي تعرف اختصارا بـ”ساد” (SAD)؛ تصاب بها أغلبية النساء، وتبدأ العوارض بالظهور في فصل الخريف وتستمر حتى أواخر الشتاء، ما يؤدي لاستنزاف طاقتهن وإصابتهن بالإحباط.
وبحسب موقع “درمسينا” (drmessina) المتخصص في العلاج السلوكي المعرفي والنفسي فإنه مع انتهاء فصل الصيف يبدأ الشعور بالإحباط والحزن لمجيء فصل الخريف، وهذا يدعى “الاضطراب العاطفي الموسمي، لذلك يجب الحصول على مساعدة الأطباء النفسيين والمتخصصين في العلاج السلوكي والنفسي وهناك بعض الطرق المفيدة للتخلص من هذه المشاعر.
أهم هذه الطرق المفيدة:
اللجوء إلى التغيير: من الطبيعي أن يكون فصل الصيف هو فصل الإشراقة والحيوية وقضاء الإجازة الجميلة، لكن يجب عليكِ بذل قصارى جهدك لتقبل التغيير من فصل إلى آخر ورؤية الزوايا الإيجابية في فصلي الخريف والشتاء والاستمتاع مع عائلتكِ والتركيز على اللون الأزرق لأنه سيكون مرشدك.
الحصول على رحلة: يجب الاستعاضة عن رحلة الصيف المرتبطة دائما بالإجازات، فيمكن القيام برحلة أيضا وترتيبها وجعلها ماتعة جدا في فصل الخريف أو الشتاء، ويمكن الاستفادة من الطقس البارد لممارسة النشاطات الشتوية الماتعة.
التعرض لأشعة الشمس: هناك ضرورة للتعرض لأشعة الشمس حتى في فصلي الخريف والشتاء للحصول على فيتامين “د” كونه مهم جدا لتحسين الحالة المزاجية والاسترخاء. ولا داعي للتوتر، ويمكن القيام بنشاطات مثل ممارسة الرياضة في الخارج لاكتساب أشعة الشمس وإبعاد حالة الحزن والعصبية عنكِ.
كوني نظامية وغير فوضوية: الانتقال إلى موسم جديد والشعور بالإرهاق والتعب من عودة المسؤوليات ومنها العودة إلى العمل والمدرسة والروتين اليومي. كوني نظامية وغير فوضوية، فلا بد من تخصيص وقت للعودة إلى هذا النظام بهدوء وتأن والابتعاد عن القلق والتوتر.
التغيير ليس بالأمر السيئ: لستِ الوحيدة التي تعاني في هذا العالم، بل هنالك كثيرون من يعانون مثلك، وهم قادرون على مواجهة هذا التغيير بجرأة وابتسامة وتفاؤل، كوني إيجابية وابتعدي عن الانطواء وتحدثي مع الآخرين للشعور بالارتياح.
هذا ما عليكِ فعله
ولتحسين الصحة النفسية والمزاجية لا بد من ممارسة الرياضة يوميا والمشي في الهواء الطلق وتغيير النظام الغذائي، بحسب نصيحة اختصاصية علم الاجتماع النفسي فاطمة عرفات، والتي تقول للجزيرة نت “النساء هن الأكثر عرضة للدخول في “اكتئاب نهاية الصيف” وحتى “الاضطراب العاطفي الموسمي”، فتبدأ عوارض القلق والحزن من البقاء داخل المنزل بسبب البرد والشعور بالخمول وعدم النشاط بسبب الأمطار والغيوم وانخفاض ضوء الشمس، فتتأثر الحالة المزاجية ويصبح المزاج متعكرا”.
وتوضح عرفات أن هذا الاكتئاب يرتبط ارتباطا مباشرا بالطقس، لهذا تنصح من تعيش في منطقة باردة في الشتاء وحارة في الصيف، بقضاء بعض الأوقات في غرفة مظلمة وتجنب درجات الحرارة العالية خلال فصل الصيف، للاعتياد على موسم الشتاء فيما بعد.
وتؤكد عرفات بأن الدراسات الطبية وفق موقع “هيلث لاين” (healthline) الطبي؛ تشير إلى زيادة هورمون الميلاتونين يؤدي إلى الشعور بالنعاس والاكتئاب، لذلك من الضروري الخروج إلى الهواء الطلق وممارسة التمارين الرياضية، كما أن الجسم يفرز هورمونات في أوقات معينة تعطي الشعور بالإحباط والحزن وتحديدا في بداية فصل الخريف. فتبدأ الأعراض؛ ومنها فقدان النشاط والحماس والشعور بالمزاج السيئ وعدم الرغبة بالقيام بأي شيء.
ولتحسين الصحة النفسية والمزاجية لا بد من ممارسة الرياضة يوميا والمشي في الهواء الطلق وتغيير النظام الغذائي، وفق عرفات.
النساء أكثر عرضة للاكتئاب
وتتفق مع عرفات الاختصاصية في المعالجة النفسية ريان البدوي نجار والتي تؤكد للجزيرة نت على أن النساء أكثر عرضة للاكتئاب من الرجال، وتعدد أهم الأعراض المرافقة لهذه الحالات:
- الشعور السلبي والذي يرافقه القلق الدائم.
- الشعور بالإرهاق وعدم الرغبة بالقيام بأي مجهود.
- العصبية الفورية.
- فقدان الشهية أو بالعكس؛ الرغبة بتناول الكربوهيدرات.
- الرغبة في النوم أو الأرق.
- عدم القدرة على التفكير الصحيح واتخاذ القرار السليم.
- الرغبة في العزلة والابتعاد عن العلاقات الاجتماعية.
مخاطر اكتئاب نهاية فصل الصيف
وتشير نجار إلى بعض مخاطر اكتئاب نهاية فصل الصيف، لافتة إلى أن كون النساء أكثر عرضة للاكتئاب من الرجال يعود للاضطرابات الجسدية بسبب الدورة الشهرية والهرمونات.
كما أن من تعاني أصلا من اضطرابات نفسية أو من فرط نشاط أو قلق أو توتر معرضة أكثر لهذه الاضطرابات.
ويلعب عامل الوراثة دورا مهما في ظهور “اكتئاب نهاية الصيف”، وكذلك عامل المنطقة الجغرافية المعرضة أكثر للضوء وللبرد.
نصائح للتعامل مع هذا “الاكتئاب” بطريقة صحيحة
وتقدم نجار عدة نصائح يمكن للنساء اعتمادها للتخفيف من حدة هذه الاضطرابات العاطفية الموسمية، ومن أهمها:
- يجب الاستيقاظ في نفس الوقت من كل يوم.
- ممارسة التمارين الرياضية حتى لو كان الجو ممطرا أو باردا.
- الحرص على المشي خارجا لمدة قصيرة لتنشق الهواء الطلق.
- التعرض للإضاءة الطبيعية خلال النهار مع فتح النوافذ والجلوس بالقرب منها.
- تناول الغذاء الصحي وفيتامين “دي” والأسماك الغنية بـ”أوميغا 3″.
وبالتأكيد يجب أن يتم العلاج النفسي والسلوكي بإشراف طبيب ومختص للتغلب على الأفكار السوداوية والسلبية التي تؤثر على حالة المريضة، أو المريض، كما تقول نجار للجزيرة نت.