الأخبارتحقيقات

الصين تضغط على رواد ألعاب الفيديو للسيطرة على الشباب

الصين تضغط على رواد ألعاب الفيديو للسيطرة على الشباب

نقلت وكالة الأنباء الفرنسية أنباء وصفتها بأنها محاولة من الصين للسيطرة على رواد ومطوري ألعاب الفيديو بالبلاد.

وقالت الوكالة، أمس الاول الأربعاء، إن الصين بذلك تحاول استعادة السيطرة على شبابها وفرض القيم في مواجهة ما سمته “الانحطاط الأخلاقي” الآتي من الخارج لا سيما من الغرب، وذلك بالتدخل في مجالات تضمن الموسيقى وألعاب الفيديو وصولا إلى تلفزيون الواقع وحتى الدروس الخصوصية.

وتفاعلا مع اتجاه السلطات، تعهد مئات من رواد ومطوري ألعاب الفيديو حظر المحتوى “الضار سياسيا” أو الذي يقع تحت طائلة الترويج لـ “تقديس المال”.

لكن السلطة تواجه صعوبة في إقناع الشباب برؤيتها لضمان مستقبل البلاد، فرغم سماحها للأزواج بإنجاب 3 أطفال، قوبل رفع سقف الولادات الذي أُعلن في مايو/أيار بسخرية من جانب الأزواج الذين يكابدون لتوفير كلفة الإيجار والتعليم.

ويرفض آخرون بشكل قاطع الانخراط في التنافسية التي يشهدها سوق العمل، ويختارون العيش ضمن “الحد الأدنى” دون مبالاة، وهو أسلوب حياة بلا قيود تندد به الصحافة الرسمية.

أما عشاق ألعاب الفيديو، فقد وجد البعض حلًا للحد من ساعات اللعب التزاما بالتوجيهات الرسمية، وذلك من خلال استعارة أسماء مستخدمين من كبار السنّ.

وفي تعاقب سريع مواز، حد النظام الشيوعي بشكل كبير الأشهر الأخيرة من الوقت الذي يمكن للقصر تخصيصه لألعاب الفيديو، كما حد بشكل كبير من دروس التقوية.

وتم إدراج التدابير المتخذة تحت عنوان الحفاظ على الصحة العامة و”محاربة إجهاد الشاشة وقصر النظر” وكذلك المساواة بين الأطفال من مختلف الشرائح الاجتماعية.

لكنها ترمي أيضا إلى جعل الشباب أكثر انسجاما مع القيم الاشتراكية والقومية التقليدية التي يدافع عنها الرئيس شي جين بينغ منذ توليه السلطة قبل 9 سنوات.

ومن جانبها تعتبر كارا ويليس اختصاصية الإعلام بجامعة تكساس “إيه آند إم” Texas A&M أن “هذه سياسة متعمدة تهدف إلى تعزيز السيطرة الأيديولوجية على السكان”.

على سبيل المثال، أصبح من غير القانوني دفع أتعاب مدرس للغة الإنجليزية عبر الإنترنت من الولايات المتحدة، مما يعني غلق نافذة على العالم الخارجي.

بدورهم، دعا صناع المحتوى إلى البعد عن “المبتذل” الذي يبث على الشاشة الصغيرة والشبكات الاجتماعية، والتركيز بدلاً من ذلك على القيم “الوطنية”.

الرئيس في المدرسة

ومع تصاعد التوتر مع الغرب، يبدو أن بكين تفضل نموذجا أكثر خشونة للرجل الصيني يجسده “الذئب المقاتل”، بطل الأفلام الصينية القوي. وقد افترضت بعض وسائل الإعلام أن الجاني هو التأثير الأجنبي.

وتُرجع صحيفة “غلوبال تايمز” Global Times اليومية القومية السبب، وراء الافتقار المفترض للرجولة لدى نجوم شرق آسيا، إلى مؤامرة دبرتها وكالة المخابرات المركزية الأميركية تعود إلى فترة ما بعد الحرب، تهدف إلى اختراق قطاع الترفيه باليابان للترويج للفنانين الذين وصفتهم الصحيفة بـ “المخنثين” وإضعاف صورة الرجال اليابانيين.

وهو نموذج تعمل الوكالة على نشره بعد ذلك في كوريا الجنوبية والصين، وفق الصحيفة.

من جهته، يقول ألتمان بينغ المتخصص بالتمثيل النوعي في وسائل الإعلام بجامعة نيوكاسل بإنجلترا إن السلطة الصينية “تخشى على الازدهار المستقبلي للبلاد بسبب طبيعة الأجيال الشابة”.

ويشعر الحزب الشيوعي الحاكم بالتهديد من عالم الترفيه “الذي يقدم بديلاً لتوجهه الأيديولوجي” وفق ستيف تسانغ من مدرسة الدراسات الشرقية والإفريقية (سواس) بلندن.

ومن المؤكد أن التحكم بالمعلومات والترفيه ليس بالأمر الجديد في الصين الشيوعية، فقد سبق أن طالت الرقابة من كانوا يرتدون الأقراط والوشم ويرددون كلمات أغاني الراب.

لكن هذه المرة، وجدت الحكومة قدوة مختلفة للشباب، الرئيس شي شخصيا الذي أصبح فكره يُدرس في المنهج منذ المدرسة الابتدائية.

الحد الأدنى

ويلاحظ بينغ أن “جيل الإنترنت يجد دائما طريقة للهروب من سيطرة الوالدين والسلطة”.

لكن سو (21 عاما) التي تهوى تلفزيون الواقع، تقر بأن بالقواعد الجديدة “قد تفيد بعض المراهقين غير الناضجين”.

ورغم ذلك، تضيف الشابة التي تفضل عدم الكشف عن اسمها الكامل لوكالة الأنباء الفرنسية “أنا راشدة ويمكنني أن أقرر بنفسي.. هذا النوع من القواعد المفروضة على الجميع لا يعزز التنوع”.

المصدر : الفرنسية

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى