مقالات

الركابي حسن يعقوب يكتب: للإعلام والإعلاميين.. سموا الأشياء بأسمائها

 الركابي حسن يعقوب يكتب: للإعلام والإعلاميين.. سموا الأشياء بأسمائها

 

دعوة الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة العميد الركن عاصم عوض وسائل الإعلام والمنظمات الحقوقية لتوثيق جرائم ميليشيا الدعم السريع الإرهابية في الفاشر، هي خطوة ذكية ومهمة جداً ويجب أن تجد الإستجابة الكاملة والفورية من قبل الإعلام بوسائله وصوره المختلفة، ومن المنظمات والجهات القانونية وكل المؤسسات المهتمة والعاملة في مجال حقوق الإنسان.

والهدف من ذلك معلوم وواضح ولا يحتاج إلى شرح وتفصيل فما قامت وتقوم به ميليشيا الدعم السريع الإرهابية من جرائم وحشية وانتهاكات جسيمة واعدامات لمواطنين عزل أبرياء على خلفيات ودوافع عرقية في الفاشر هي في أدناها جرائم ضد الإنسانية وفي أعلاها هي إبادة جماعية يستحق مرتكبوها العقاب وتصنيف ميليشيا الدعم السريع كمنظمة إرهابية مارست أعمالاً إرهابية – وما تزال – ضد المدنيين على نطاق واسع وعلى مدى سنوات الحرب في العاصمة الخرطوم وفي الجزيرة وسنار والنيل الأبيض وكردفان ودارفور.

فالاعلام الذكي هو الذي يحرص على رصد وتوثيق الأحداث كبيرها وصغيرها لحظة بلحظة، وهو بذلك يمثل ذاكرة للحفظ يتيسر ويتسنى بها إثبات هذه الأحداث في سجل التاريخ ليكون شاهداََ صادقاً عليها يحول دون أي محاولة للتزييف وقلب الحقائق كما حدث من قبل لأحداث وقعت في الماضي تم تزييفها لم تعرف الأجيال اللاحقة حقيقتها إلا بعد أن وقعت هذه الأحداث وأعادت نفسها مرة أخرى.

وحتى تكتمل الصورة ويتحقق الهدف من توثيق جرائم ميليشيا الدعم السريع الإرهابية على الصعيد الإعلامي، فإن على كل أهل الإعلام بالعموم، والإعلام الرسمي على وجه الخصوص أن ينتبهوا إلى ضرورة أن يسموا الأشياء بأسمائها، وخاصة ميليشيا الدعم السريع الإرهابية، يجب على الجميع استخدام هذا المسمى (ميليشيا الدعم السريع الإرهابية) والكف عن إستخدام مسمى (ميليشيا آل دقلو)، وذلك من أجل دمغ ووصم هذه الميليشيا الإرهابية بكل الجرائم التي ارتكبتها، ولربط هذه الجرائم بها ربطاََ محكماََ خاصة عند مخاطبة الرأي العام العالمي لأن (ميليشيا الدعم السريع) هو المسمى الشائع والمعروف عالمياََ وربما الكثيرون حول العالم لا يعرفون مسمى ميليشيا آل دقلو وقد يعتقدون أنها ميليشيا أخرى غير ميليشيا الدعم السريع.

وداخلياََ بالنسبة للرأي العام فإن ذلك مهم للغاية ليظل هذا الإسم محفوراََ في الذاكرة الشعبية تتناقله الأجيال جيلاََ بعد جيل وليظل مثبتاََ في سجل التاريخ مرتبطاََ بأسوأ حدث مر على تاريخ السودان الحديث والقديم أخذاََ للعبر والعظات..

وبالنسبة للجهات الحقوقية والقانونية فالصورة أكثر وضوحاََ، فإن تحديد الجاني بإسمه وتوجيه التهم إليه أحد ضرورات وشروط التقاضي الناجح وأساس متين لبناء دعاوى مُحكمة مضمونة النتائج ومنتجة ومثمرة..

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى