الدكتور مصطفى محمد محمد صالح يكتب : استراتيجيه أمه عظيمة
خواطر فكرية بقلم : الدكتور مصطفى محمد محمد صالح
استراتيجيه أمه عظيمة
اولا تمهيد : معلوم ان لكل أمه من الأمم، رؤيه و فلسفه في الحياه، تعبر عن آمالها واحلامها ،وتطلعاتها المستقبلية ، منبثق من وجه نظرها في الحياه، ولكي تترجم وتنزل هذه الرؤيه في أرض الواقع، فعليه أن تحدد دورها و الكيفية العملية التي تقوم بها من أجل تحقيقها ،وهذا ما يعرف بالرسالة، وتنبثق من الرؤيه والرسالة ألاهداف الاستراتيجية، والتي من خلالها تحدد مشروعها للنهضة. عليه فإن الأسئلة المطروحة للبحث والفكر والدراسة هي : ما القضيه المصيرية للامه الاسلاميه؟ ومن الذي يحددها؟ هل العقل والمنطق أم الشرع؟ وما الإجراءات الواجب اتخاذه اتجاهها؟ . ثانيا تعريف الامه : بأنها مجموعه من الناس، تربطهم عقيده واحده، ينبثق من هذه العقيدة ، نظام متكامل لشؤون الحياه. عليه يمكن القول بأن تعريف كلمة الامه ينطبق على الأمة الاسلاميه لأن لديها عقيده صحيحه عن الكون والإنسان والحياه وهي لا اله الا الله محمد رسول الله؛ وتم إثبات صحه هذه العقيده، عن طريق دليل عقلي قطعي . ثالثا تعريف القضيه المصيرية : تعبر عن رؤيه كليه للامال والتطلعات المستقبلية للامه، واحلامها التي تسعى بجد واجتهاد لتحقيقها ومستعده أن تبذل من أجلها الغالي والنفيس ويتوقف عليها بقاءها حيه ذات رساله لكي تسير في الاتجاه الصحيح نحو النهضة والارتقاء . رابعا اهميه تحديد القضيه المصيرية للامه : تنبع أهميه وجود قضيه مصيرية للامه من أنها تشكل الإطار العام لرؤيتها في الحياه، وهي قضيه محورية تمثل البوصلة التي تواجه كل طاقات وإمكانيات الأمه نحو غاياتها الاساسيه. خامسا تحديد قضيه الامه الاسلاميه : جاء في السيره النبويه المطهرة، أن كفار قريش، استخدموا العديد من الوسائل والأساليب لمواجهة الدعوه ولعل من أبرزها وأهم : أنهم عرضوا علي الرسول صلى الله عليه وسلم، الملك أو المال أو المكانة أو التداوي ، في مقابل التخلى عن دعوته فقال قولته الشهيرة: والله لو وضعوا الشمس في يميني، والقمر في يساري، علي أن تخلي عن هذا الأمر، ماتخليت عنه، حتى يظهره الله ،أو أهلك دونه . بهذه الكلمات القويه و الواضحه، حدد الرسول صلى الله عليه وسلم قضيته الاساسيه في الحياه هي : حمل ميدا الإسلام العظيم والعمل الجاد والمخلص مع الثله المستنيره ، علي إيجاده وتطبيقه في أرض الواقع من خلال قيام دوله ومجتمع إسلامي، ولقد اتخذ الرسول صلى الله عليه وسلم اجراءا مهما، بل خطيرا من أجل الدعوه والعمل علي تمكين المبدأ هو إجراء الموت أو الحياه وهذا الاجراء لايتخذ إلا في قضيه كبرى. والامر الاخر هو :لو اعطوه ماطلع عليه الليل والنهار لن يتخلى عن قضيته الاساسيه وبهذا الشكل حدد الرسول صلى الله عليه وسلم قضيته الاساسيه ،والتي هي فى نفس الوقت قضيه الامه والتي تتمثل في : وجود كيان تنفيذي يطبق نظام الإسلام في الداخل، ويحمل عن طريق الدعوه والجهاد للخارج .وما دون ذلك من قضايا و مشاكل تواجه الامه سواء كانت اقتصاديه أو اجتماعيه أو تعليميه ..اوغيرها.و هي قضايا جزئية تعالج بصوره تلقائية بحل القضيه الأساسية . رابعا واقع الامه الاسلاميه اليوم : وبعد سقوط دوله الخلافه في تركيا سنه 1924م، غاب مبدأ الإسلام العظيم عن الواقع السياسي والدولي . وأصبحت الامه الاسلاميه ممزقة في شكل كيانات سياسيه ضعيفة، تقوم علي أساس فكره القوميه و الوطنيه وتطبق فيها الأفكار العلمانية والرأسمالية خاصه في نظام الحكم والاقتصاد. ولقد إزدادت وضع الامه الاسلاميه تعقيدا وإصابتها العديد من النكبات، ولعل من أبرزها احتلال فلسطين والأوضاع المأساوية في كل من أرض العراق وسوريا ليبيا واليمن الآن. وأصبحت الصوره الكليه للامه أكثر قتامه وضبابية
خامسا طريق النهضة : وبالرغم من كل ما ذكر عن واقع الامه الاسلاميه التي فقدت صورتها الذاتيه وتأثرت بمجموعة من العوامل والمؤاثرت الخارجية السلبية التي تعوق مسيرته في طريق النهضة والارتقاء فالامل مازال كبير جدا في عودة أحكام الإسلام لواقع الامه في الدوله والمجتمع وهناك مؤشرات وبشريات تعزز هذا الامل: 1/ أن الإسلام هو الدين الذي ارتضاه الخالق المدبر للبشر حيث يقول في محكم التنزيل في سوره آل عمران ايه ( 85)” أن الدين عند الله الإسلام ومن يبتغي غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ” “ويقول أيضا في سوره المائدة، ايه (3) اليوم أكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ” صدق الله العظيم . 2/ أن الإسلام منهج متكامل لشؤون الحياه حيث لا توجد مشكله إلا ولها حل في الإسلام ولا يوجد واقع ولا له حكمه في الاسلام . 3 / عجز وافلاس مفاهيم الحضارة الغربية القائمة علي أساس عقيده فصل الدين عن الحياه، أو فصل الدين عن الدولة، بمعني آخر أن الإنسان هو الذي يضع نظامه في الحياه، لم تستطيع ان تقدم حلولا للقضايا البشرية، بل كانت سبب مباشرا في شقاء وتعاسه البشر ومانشاهد اليوم من انتحار والأمراض النفسية المتفشية في دول العالم الغربي ،والتي يعيش أفراده في بحبوحه من العيش والمادية خير دليل على فساد هذه الحضاره. سادسا : من بشريات نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لهذه الامه الاسلاميه أنه قال :”تكون النبوة فيكم ماشاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله، ثم تكون خلافة علي منهاج النبوة فتكون ماشاءالله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكا عاضا فيكون ماشاءالله أن يكون، ثم يرفعها، إذا ما شاء الله أن يرفعها، ثم تكون ملكا جبرية فتكون ماشاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا ما شاء الله أن يرفعها، ثم تكون خلافة علي منهاج النبوة ثم سكت “. وفي نسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان يعز الإسلام والمسلمين ويرفع راية الدين ويرحم علماء المسلمين.