الأخبارالإقتصاديةالعالميةتقارير

(الحرب الروسية الأوكرانية) .. زيادة فاتورة الواردات ومعاناة السودانيين

(الحرب الروسية الأوكرانية) .. زيادة فاتورة الواردات ومعاناة السودانيينhttp://اوكرانية

تقرير: العهد اونلاين

ظهرت التأثيرات الاقتصادية للحرب الروسية الأوكرانية بوضوح علي الاقتصاد العالمي، بارتفاع اسعار السلع الغذائية خاصة القمح والدقيق والزيوت، واسعار النفط والغاز والذهب، بالاسواق العالمية والمحلية، وتأثرت حركة الطيران المدني، وحركة الملاحة البحرية واذدادت تكلفة نقل البضائع والتأمين عليها، كما بدأت حرب العملات الأجنبية تظهر، بعد التلويح الأمريكي بإخراج روسيا من نظام اسويفت الدولي الذي تتعامل به البنوك كنظام عالمي في التعاملات البنكية والتحاويل المالية وفرض عقوبات على البنك المركزي الروسي وبعض البنوك الروسية بغرض تعميق جراح وخسائر الاقتصاد الروسي الذي سيتأثر أيضاً بفاتورة الحرب العالية والعقوبات الاقتصادية التى فرضتها الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي والضغط على بقية دول العالم تطبيق العقوبات الاقتصادية.
ويري خبراء اقتصاديون، ان حظر روسيا من التعامل عبر نظام اسويفت الدولي سيؤثر سلباً على كل دول العالم بما فيها امريكا التى ستتأثر، بلجوء دول البريكس (روسيا والصين والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا) إلى نظام مصرفي بديل للاسويفت، بجانب استمرار روسيا في نظامها المصرفي البديل الذي بدأت تطبيقه منذ العام 2014م، بينما يؤكد الخبراء أن الاقتصاد السوداني سيتأثر سلباً بالحرب الروسية الأوكرانية بزيادة فاتورة الواردات خاصة وأن السودان يستورد ما قيمته نحو 750 مليون دولار من روسيا، في مقدمتها القمح والبترول والمعدات الزراعية ومداخلات الإنتاج الزراعي والصناعي وبعض التكنولوجيا والطيران ، فضلا عن أن تسليح الجيش السوداني يعتمد على السلاح الروسي والطيران الروسي، كما يستورد السودان من اوكرانيا السيخ وحديد التسليح مما ينعكس سلباً على قطاع المقاولات والانشاءات.

زيادة فاتورة الواردات

ويري دكتور محمد سرالختم الخبير الاقتصادي، أن الحرب الروسية الأوكرانية ستؤثر على الاقتصاد السوداني سلباً بزيادة فاتورة الواردات ومعاناة السودانيين من زيادة أسعار السلع والخدمات خاصة اسعار القمح والدقيق والخبز للمواطنين، وارتفاع أسعار الوقود والغاز خاصة بعد رفع الحكومة السودانية للدعم عن المحروقات والتى أصبحت تشهد زيادة مستمرة منذ رفع الدعم وتحديد اسعار المحروقات بالسعر العالمي والذي بدأ يشهد ارتفاعا ملحوظا منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية، لتتجاوز اسعار النفط عالميا حاجز المائة دولار للبرميل بجانب ارتفاع أسعار القمح والدقيق والغاز، وارتفاع أسعار حديد التسليح الذي يتم استيراده من اوكرانيا.

التحوط للأسوأ

وطالب دكتور محمد سرالختم، الحكومة بالتحوط للأسوأ، نتيجة تأثيرات الحرب الروسية الأوكرانية، علي زيادة فاتورة الواردات وزيادة الطلب على الدولار وارتفاع أسعار، وحدوث ندرة في عرض السلع والخدمات، وبناء احتياطيات من السلع الاستهلاكية لتفادي حدوث ندرة واحتكار وانفلات في أسعار السلع والخدمات للمواطن الذي يعجز الآن عن شراء احتياجاته، بجانب البعد عن التعامل( بلغة رزق اليوم باليوم) ، والتخطيط لبناء مخزون استراتيجي من السلع الاستهلاكية والتى ترتفع اسعارها عالمياً بسبب الحرب الروسية الاوكرانية، وبناء موقف من الحرب يخدم مصالح الشعب السوداني.

ارتفاع النفط والغاز

وفي السياق نفسه أكد دكتور هيثم محمد فتحي الباحث الاقتصادي، أن الحرب الروسية الأوكرانية، أسهمت بالفعل في ارتفاع أسعار النفط والغاز، فضلا عن المعادن الرئيسة المستخدمة في كل شيء تقريبا، من صناعة السيارات و الإلكترونيات إلى أدوات المطبخ والبناء.
وتوقع أن تؤدي إلى استقطاب اقتصادي يحدث تغييرات جذرية في هياكل التجارة الدولية، كما ستتأثر أسواق النفط والغاز بقوة في المدى القصير من استفحال الأزمة، فحرب بين روسيا وأوكرانيا والدور الأمريكي في الخلفية مساند لأوكرانيا ستؤدي إلى ارتفاع هائل في أسعار النفط والغاز على مستوى العالم عامة وأوروبا على وجه التحديد، فروسيا تزود أوروبا بنحو 30 % من احتياجاتها النفطية
و34% من استهلاكها من الغاز.

تاثير عزل روسيا

وأكد دكتور هيثم ان عزل روسيا اقتصاديا سيضر بدول أوروبية أبرزها ألمانيا نظرا إلى طبيعة العلاقات الاقتصادية القوية بين الدولتين، وتضرر الاقتصاد الألماني ستكون له انعكاسات على الصين، أحد كبار المستوردين والمصدرين والمستثمرين في ألمانيا، وطبعا الصين حجر الزاوية في الاقتصاد الدولي في الوقت الراهن.

تاثر الإقتصاد السوداني

وحول تأثير الحرب الروسية الأوكرانية علي والاقتصاد السوداني ويري دكتور هيثم: أن روسيا أكبر منتج للقمح في العالم، بينما تعد أوكرانيا الرابع عالميا والمصدر الي حديد التسليح للسودان، من هنا يمكن ان يتعرض الاقتصاد السوداني للخطر، وكذلك التأثير في سوق الذهب، والبورصات العالمية الكبرى ويعتبر الاقتصاد السوداني ليس بمنأى عن هذه التداعيات، ويمكن ان يكون التأثير بنسب ضعيفة من خلال ارتفاع أسعار النفط والغاز والقمح، كما ان لا توجد تحالفات للسودان تجعله منطلقاً لأعمال عدائية ضد الأطراف المشاركة في الحرب بين روسيا وأوكرانيا.

بناء احتياطي من النقد الأجنبي

ودعا دكتور هشام الحكومة الي التحوط ببناء مزيد من الاحتياطي من النقد الأجنبي لأن ارتفاع الأسعار عالمياً سيكون له تأثير مباشر في مستوى ارتفاع الاسعار في السودان ، باعتبار أن كل إنتاجنا يعتمد علي المحروقات بكافة انواعها مما يزيد من نسب التضخم المالي، مما سيؤثر في القدرة الشرائية وعلى ميزانية العام الحالي.

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى