Uncategorized

البيان النسوي

البيان النسوي

(1)
ديباجة
نحن النساء ..
نعرف كحقيقة أن النساء في السودان لسن كتلة متجانسة،
نحن ننتمي لمجموعات إثنية وطبقية وثقافية ودينية وقدرة جسدية متنوعة وأن تنوعنا يجب أن يكون مصدراً لقوتنا.
تجمعنا آمالنا في العدالة والمساواة والحرية والعيش الكريم، ونضالنا النسوي لتحقيق هذه الآمال.
ندرك أن اختلافاتنا وتنوعنا يعرضنا لمستويات متباينة من القهر بسبب تقاطع الانظمة الذكورية مع أنظمة القهر الأخرى مثل التمييز العرقي والطبقي والقوى الجسدية.
نحلم بسودان خالي من التمييز، وطناً للنساء بما فيهن اللاجئات والمهاجرات، يحتفي بتنوع مجتمعاته، تنعم فيه النساء بالأمن والاستقرار والرفاه.
توحدنا أشواقنا للسودان الذي نريد، ومطالبنا التي لم تتراجع عبر العقود و تضامننا مع كل من يرزحون تحت الظلم نساءاً ورجالاً .
نحن النساء ..
نؤمن أن تجاربنا الشخصية اليومية هي بالأساس قضايا سياسية.
نعرف كحقيقة أن التمييز وعدم المساواة يبدأ من منظومة الأسرة وما يحكمها من علاقات غير متكافئة تحتل فيها النساء المراتب الدنيا.
كما أن جل أعمال الرعاية يقع على عاتق النساء، يقمن بها بلا اعتراف بالمساهمة الاقتصادية للرعاية في الأسرة وعلى مستوى الدولة والسياسات الاقتصادية .
وأن احتلال النساء للفضاء العام سواء ان كن قوى عاملة أو صانعات قرار لم يغير من الصورة النمطية أن العمل المنزلي مسؤولية وواجب النساء فقط.
ندرك أن ربات المنازل لسن عاطلات عن العمل ولولاهن لما قامت قائمة لمجتمعاتنا واقتصادنا.
كما نعي تماماً أن ترفع الرجال ومؤسسات الدولة عن أعمال الرعاية وتركها للنساء قد ضاعف من مسئولياتهن ووضع العراقيل أمام الكثيرات، معطلاً قدرتهن على الانتاج والابداع في مختلف مجالاتهن بما في ذلك قيادة التغيير السياسي.
نحن النساء، ندرك أننا لسنا أحراراً، لسنا مواطنات كاملات الأهلية.
إن علاقات القوى المختلة داخل الأسرة قد عرضت النساء لويلات من المظالم والقهر، جعلتهن رهينات لسلطة الأولياء من الذكور، قننت للعنف ضد النساء والفتيات، وعملت على افقارهن من خلال حرمانهن من الحصول على الموارد وفرص التعليم والتدريب.
تستباح أرواحنا وأجسادنا في مساحاتنا الخاصة بمباركة السلطة السياسية والمجتمعية.
نحن النساء ..
عانينا من ويلات الحروب والنزاعات المسلحة، تحولت أجسادنا لساحات معارك ينتصر فيها المنتهك وينهزم فيها أقاربنا من الرجال والعشيرة، وإن نجونا من القتل فقد فقدنا المأوى والمأكل، ودفعنا للبحث عن سبل لكسب العيش في بيئات وظروف لا تتناسب مع ما أعتدنا عليه،
عايشنا مآلات الحرب لسنوات، لذلك نحن معنيات بكيفية تحقيق العدالة والمصالحة، نحن معنيات بتعريف الأمن والسلم وإجراءاته، نحن معنيات بانتزاع حقوقنا في التعويض وجبر الضرر.
نحن النساء ..
باختلافاتنا، نعيش في حالة حرب دائمة، لسنا بأمان أو سلم وإن كنا نقطن في مناطق ينعدم فيها النزاع المسلح، إذ نعايش يومياً عنف النظام الذكوري المتمثل في سلطة الأسرة وسلطة الدولة، دون عقاب أو حساب.
نحن النساء ..
يمتد نضالنا لأجل المساواة والحياة الكريمة عبر السنوات.
ندرك أن الدفاع عن حقوق النساء هو في الأساس مطالبة بحقوق الإنسان المتعارف عليها في القوانين الدولية والشرائع الدينية. وأنه لولا شجاعة الرائدات والتزامهن بالخط الثوري، ولولا اقدامهن على تحدي القيم التمييزية البائدة، لما تمكنا اليوم من السير على خطاهن والعمل على تحقيق المساواة التامة وإلغاء كافة أشكال التمييز النوعي والطبقي والثقافي والديني والقدرة الجسدية.
نحتفي بالإرث النضالي الذي تركته الرائدات ونطمح في أن نترك إرثاً تفخر به الأجيال القادمة وتتمتع بثماره، أن نكون نموذجاً لصناعة التغيير وأن تصبح الممارسات والأفكار التمييزية ضرباً من ضروب التاريخ، وأن يكن النساء في قادم الزمان متمكنات يتمتعن بالمساواة في الأسرة وأمام القانون، في أماكن العمل وعلى كافة مستويات الدولة.
نحن النساء ..
نعلم أن كل لحظة تمثل الوقت المناسب للتغيير، فالتغيير ليس حدثاً معزولاً ولكنه عملية تراكمية متعددة المستويات، تتطلب الإرادة السياسية والضغط الشعبي، وسراط التغيير ليس مستقيماً بل تتكلله الانتصارات الصغيرة والخسارات والإخفاقات.
نحن النساء ندرك أننا لن ننهزم، وأن الهزيمة تحدث فقط عندما نكف عن النضال.

(2)
مطالبات البيان النسوي
لذلك، نحن النساء الموقعات على هذا البيان، تعاهدنا على العمل لتحقيق المطالب الآتية:
محور السياسات والتشريعات
• ضرورة مشاركة النساء في كافة مستويات الحكم بالمناصفة على الأقل، وتعديل قانون الانتخابات للسماح للنساء بالترشح بالإنابة عن مجتمعاتهن وليس فقط ضمن القوائم النسوية.
• ضمان مشاركة النساء الفاعلة في مباحثات السلام، واعداد الترتيبات الأمنية وآليات العدالة الانتقالية والمصالحة المجتمعية.
• إزالة كافة العقبات التي تحد من المشاركة السياسية الفاعلة للنساء، بما في ذلك ضمان المساواة داخل الأسرة وانهاء التقسيم النوعي للعمل وتوفير مؤسسات الرعاية المدعومة من الدولة، وحماية النساء من العنف القائم على النوع والعنف الجنسي في الفضاء الخاص والعام بما في ذلك سياسات الحماية من العنف في المؤسسات السياسية.
• إلغاء كافة القوانين والسياسات التمييزية بما في ذلك قانون الأحوال الشخصية، القانون الجنائي، قانون العمل وسن تشريعات وسياسات تجرم التمييز القائم على النوع. ونخص بالذكر:
● إلغاء سلطة ولاية الذكور أقاربهم على النساء وكافة تمظهرات المفهوم في القوانين والمعاملات والسياسات.
● مساواة النساء أمام المحاكم والاعتراف بالشهادة الكاملة في القضايا الجنائية.
● منح النساء الحق في استخراج الأوراق الثبوتية لأطفالهن وبالأخص منح الأمهات حق منح إسمهن لأبنائهن في حالة الأب مجهول الهوية أو فشل إثبات النسب.
● منح النساء الحق في التبني.
● منح النساء الحق في امتلاك الأراضي.
● منح النساء الحق في امتهان كل الحرف والمهن وضمان حصولهن على فرص التدريب الملائمة لذلك.
● تغيير تعريف الزواج وإنشاء الاسرة على مبادئ المساواة في الحقوق والواجبات
● منح النساء الحق في الطلاق وإلغاء الطلاق المنفرد من الرجال.
● ضمان حصول النساء على جزء من الثروة المتحصلة أثناء الزواج حتى في حالة الفراق، اعترافاً مساهمتها الاقتصادية المتمثلة في مهام الرعاية.
● مساواة النساء في الميراث.
• سن تشريعات وسياسات حماية النساء من العنف في الفضاء العام والخاص وضمان معاقبة الجناة وانهاء الافلات من العقاب في جرائم العنف القائم على النوع والعنف الجنسي. ونخص بذلك
● تجريم زواج القاصرات
● تجريم الزواج القسري
● تجريم العنف المنزلي سواءاً كان جسدياً أو لفظياً أو نفسياً
● تجريم الاغتصاب الزوجي
● تجريم حرمان الفتيات والنساء من التعليم وتوفير التعليم المجاني حتى المرحلة الثانوية.
● تجريم الحرمان من حرية الحركة.
● تجريم التحرش الجنسي في الشارع العام وفي أماكن العمل وإعادة تعريف مكان العمل ليشمل كل القطاعات المنظمة وغير المنظمة.
● تعديل قوانين الإثبات بما لا يسمح للجناة الإفلات من العقاب ووضع عبء الاثبات على الجناة وليس الناجيات
● توفير الملاجئ للنساء المعنفات والخدمات الطبية والنفسية والقانونية للناجيات مجاناً.
• التوقيع والمصادقة وتوطين المعاهدات الدولية والاقليمية المتعلقة بالمساواة النوعية مثل اتفاقية القضاء على كافة أشكال التمييز ضد المرأة (سيداو) والميثاق الأفريقي لحقوق الإنسان والشعوب بشأن حقوق المرأة في إفريقيا (بروتوكول مابوتو)، واعتمادها كإطار تشريعي لتطوير التشريعات وسن السياسات.
• ضمان عدم تحيز القضاء ضد النساء والفتيات وتأهيل منفذي القانون للتعامل مع الناجيات من العنف القائم على النوع بحيادية وعدم تمييز.
محور السلام والعدالة الانتقالية
• تحقيق الارادة السياسية للقضاء على العنف الجنسي كأداة للحرب، وتدريب القوات العسكرية على التعامل مع النساء في أماكن النزاع وسن قوانين تحاسب مرتكبي جرائم العنف الجنسي وانهاء الافلات من العقاب لمنسوبي الاجهزة الامنية.
• ضمان إشراك النساء في تحديد كيفية تحقيق العدالة الانتقالية لضحايا النزاعات المسلحة.
• ضمان سلامة أمن الشهود في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية وجرائم العنف الجنسي في أماكن النزاع التي تم ارتكابها في النزاعات في مختلف أرجاء البلاد بما في ذلك النزاعات القبلية وهجمات المليشيات غير المعرفة خلال الفترة الانتقالية.
• محاسبة كل الجناة مرتكبي جرائم العنف الجنسي في مناطق النزاعات جنائياً وتحديد المسئولين سياسياً عن جرائم العنف الجنسي ومحاكمتهم عبر الآليات الدولية والإقليمية.
• ضمان إشراك النساء في عملية المصالحة الوطنية والمجتمعية.
• ضمان إشراك النساء في ترتيبات نزع السلاح وإنهاء مظاهر العسكرة واعادة الدمج والترتيبات الأمنية التي تلي عملية السلام.
• منح النساء الحق في الحصول على التعويضات المادية ضمن برامج العودة الطوعية، وذلك بتوفير المساكن وسبل كسب العيش التي فقدت نتيجة للنزاعات.
• الاعتراف بالأثر النفسي للحروب على النساء وتوفير برامج الدعم النفسي والاجتماعي للناجيات من الحروب وتخليد نضالات ومعاناة النساء عبر النصب التذكارية.
• الاستثمار في تمكين النساء ضمن برامج التنمية المستدامة في مجتمعات ما بعد النزاعات.
محور الحقوق الاقتصادية والاجتماعية:
• وضع سياسات اقتصادية تستجيب للنوع الاجتماعي.
• الاعتراف بالقيمة الاقتصادية لأعمال الرعاية غير مدفوعة الأجر، وتوفير مؤسسات الرعاية المدعومة من الدولة
• توفير مرافق وخدمات الصحة الانجابية مجاناً في كافة أحياء وقرى السودان
• توفير بيئة عمل صديقة للنساء.
• ضمان عدم التمييز في سوق العمل في القطاع العام والخاص.
• ضمان المساواة في حصول النساء على الموارد الاقتصادية وفرص التعليم والعمل.
• ضمان حق النساء في الريف في تملك الأراضي الزراعية والقطعان والاتجار العادل بالمحاصيل النقدية وغيرها من الموارد الطبيعية.
• توفير الضمان الاجتماعي والتأمين الصحي لكافة النساء العاملات في القطاع المنظم وغير المنظم.
• ضمان حق النساء في تكوين الجماعات العمالية والمهنية واشراكهن في كافة الاتحادات والنقابات الحرفية والمهنية.
• تطوير مناهج تعليمية تدعم المساواة النوعية وتحتفي بالتنوع العرقي والإثني والثقافي والديني.
نحن الموقعات أدناه
نتعهد بأن نعمل على بناء حركة نسوية شاملة، تمثل النساء في السودان باختلافاتهن، قائمة على أخلاقيات التضامن والرعاية النسوية، تناهض التمييز النوعي والعنصرية والطبقية والاستعلاء الثقافي والديني وكراهية اللاجئات والمهاجرات والتطرف الديني و مظاهر العسكرة.
نتعهد بأن ننتهج المقاومة السلمية والعمل السياسي لأجل التغيير عبر مختلف آليات التشبيك والمناصرة والضغط.
نحن النساء اللائي قدن إسقاط نظام البشير في ثورة ديسمبر المجيدة، ابتدرنا المقاومة قبل ذلك بعقود.

الموكب_النسوي

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى