(البرهان والإسلاميين).. ما وراء التصعيد ومالاته علي الوضع الراهن بالبلاد…؟
بدأ واضحا توتر العلاقات بين الفريق أول عبدالفتاح البرهان القائد العام للقوات المسلحة والإسلاميين وخاصة الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني، بعد خطاب البرهان الشهير بمنطقة ( حطاب العسكرية) والتى أطلق فيها تحذيرات للإسلاميين من مغية التستر خلف الجيش، كما
أرسل رسائل لكل القوي السياسية بأنه (أي البرهان)، سيقف علي مسافة واحدة من جميع القوى السياسية، بجانب تأكيده على الحفاظ على أمن واستقرار البلاد.
وتباينت ردود الأفعال بشأن تحذيرات البرهان للإسلاميين، هل هي بمثابة نهاية للتحالف بين المكون العسكري والإسلاميين وبداية تحالف جديد مع قوي الحرية والتغيير المجلس المركزي، وما وراء التصعيد ومالات
توتر العلاقات بين الفريق أول عبدالفتاح البرهان والإسلاميين علي المشهد السياسي السوداني.
ويري محللون سياسيون، أن حديث البرهان بقاعدة (حطاب العسكرية) حمل أكثر مما يجب ، ولم يكن موجها للإسلاميين وحدهم، وانما لكل القوي السياسية بما فيها الحزب الشيوعي وقوي الحرية والتغيير
المجلس المركزي، بينما تري قوي سياسية أن هنالك ضغوط خارجية على البرهان دفعته الي إطلاق هذه التحذيرات للإسلاميين والتوجيه بإعادة قياداتهم من المشافي الي السجون، فيما تري قوي سياسية
أخري أن البرهان ليست له علاقة بالاسلاميين بدليل اعتقالهم بالسجون لسنوات دون محاكمات، ولشروعه في التطبيع مع إسرائيل، بجانب إلغائه لحد الردة من الحدود الشريعة.
علاقة البرهان بالاسلاميين
واعتبر مولانا سيف الدين أرباب المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين بالسودان، حديث الفريق أول عبدالفتاح البرهان بقاعدة خطاب وتحذيراته للإسلاميين بأنها مجرد (هضربة)، وفرفرة مزبوح، ولا علاقة للإسلاميين
بها، فالبرهان ليس له علاقة بالاسلاميين أو كان منضوباً أو ملتزما، بل هو مجرد ضابط جيش تعامل معه الإسلاميين باحترام ومن باب احترامهم للجيش السوداني وقيادته وقداسة دور الجيش في حماية البلاد وامنها واستقرارها الذي يسعي الإسلاميين لتحقيقه.
واضاف: الدليل على عدم وجود علاقة بين الفريق أول عبدالفتاح البرهان القائد العام للقوات المسلحة والإسلاميين هو ادخالهم إلي السجون لسنوات دون محاكمة، والتطبيع مع إسرائيل بقرار أحادي، بجانب إلغاء حد الردة أحد الحدود الشريعة الستة.
انتزاع السيادة الوطنية
وأكد المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين بالسودان ، إن البرهان لم يعد حاكما الآن للسودان، بل أصبح السودان محتلا من الغرب وامريكا، وعاد إلى مرحلة ما قبل الاستقلال وأصبح منزوع السيادة الوطنية وقراره بيد الخارج وليست بيد البرهان.
واضاف المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين بالسودان: الهضربة وما يقوم به البرهان الآن عبارة عن فرفرة مزبوح يحاول أن يقنع من يقومون بتحريكه من الخلف بأنه رجل الساعة والمرحلة والبطل مقابل أن يترك في حاله دون مساءلة قانونية هو و محمد حمدان حميدتي قائد الدعم
السريع، عن جريمة فض الاعتصام وقتل المتظاهرين ، واردف: ( المشهد الآن واضح وضوح الشمس ، فالبرهان ومن خلفه الرباعية الدولية والآلية الثلاثية وأربعة طويلة توصلوا الي تسوية تمت الآن، ويسعون فقط الي
تسويق التسوية السياسية علي أنها غير ثنائية بإضافة مرفوضين من حزب المؤتمر الشعبي وانصار السنة والحزب الاتحادي الديموقراطي الاصل الذي يتمزق الآن، وهذا ما يريد إخراجه البرهان الآن ، ليصبح
السودان محتلا من الغرب وامريكا التى يتجول سفيرها بالخرطوم والولايات ويلتقي بمن يشاء في انتهاك صريح للسبادة الوطنية والقوانين الدولية والأعراف الدبلوماسية).
وحدة الصف
ودعا المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين بالسودان، القوي السياسية الي وحدة الصف الوطني للدفاع عن السودان، ومقاومة الاحتلال والاستعمار الجديد للبلاد، وهزيمة المخطط المعلن بتقسيم السودان الي خمس دويلات، والذي بدأ بإعلان الشرق تقرير مصيره، وجنوب كردفان ودارفور والنيل الأزرق.
الوقوف على مسافة واحدة
لكن دكتور ابراهيم آدم المحلل السياسي، يري أن حديث البرهان في قاعدة (حطاب العسكرية) حمل أكثر مما يجب. واضاف: خطاب البرهان كان موجها لكل القوي السياسية بما فيها قوي الحرية والتغيير المجلس
المركزي والحزب الشيوعي ، وليست الإسلاميين فقط، بأنه سيقف علي مسافة واحدة من الجميع، ولن ينحاز إلي حزب معين، وهذا هو دور الجيش بأن يكون محايدا وليست منحازا لطرف أو ضد طرف.
تأثر المشهد السياسي
وفي تعليقه علي تأثير حديث البرهان بمنطقة ( حطاب العسكرية ) علي المشهد السياسي السوداني قال دكتور ابراهيم آدم: الحل في تشكيل
حكومة مدنية لإدارة الفترة الانتقالية وإجراء الانتخابات، ليختار الشعب من يحكمه ، وعلي القوي السياسية والإسلاميين الاستعداد الي الانتخابات.