الإعلامي د/غالب محمد طه : توثيقي لمنطقة حفر الباطن قراءة جمالية ومستقبلية
مدخل:-
إعلامي سوداني،يحكي عن تجربته مع أول كتاب يقوم بالتوثيق داخله عن منطقة سعودية،إنه كتاب (حفر الباطن..جوهرة الصحراء وعاصمة الربيع)،أوراق الكتاب تتحدث عن إقامة في منطقة حفر الباطن،ثم ارتباط ومحبة لها ولما مجتمعها،وتفاعلاتها معاهم كوافدين،عمل توثيقي وقراءة لها من كل اتجاهات الحياة،يمكن القول بأن هذا الفعل التوثيقي والقرائي إشارة فاعلة عن ثقافات وحياة،اقتصاديات واجتماعيات،مستقبليات وضاءة عن جزء عظيم من المملكة العربية السعودية مع الرؤية 2030،هنا نحاول أن نقرأ معاً،من خلال حوارات قيمة هذا الكتاب،على طريقة لماذا وأخواتها،
تقول مسيرته الأكاديمية،د/ غالب محمد طه،يحمل درجة الدكتوراه فى الإعلام (تخصص العلاقات العامة والإعلان من جامعة أم درمان الإسلامية بالسودان)، بتقدير ممتاز،وبأطروحة
(توظيف استراتيجيات العلاقات العامة فى نشر ثقافة التقييس فى السودان) في العام 2018م،وقبل ذلك نال درجة الماجستير في الإعلام،بأطروحة (دور وسائل الإعلام فى تعزيز الصورة الذهنية للمؤسسة)،في عام 2016م،وكان قد تحصل على درجة
البكالريوس في جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا/كلية علوم الاتصال عام 2003م،له مؤلفات منها:-
• استراتيجيات العلاقات العامة وتكنلوجيا المعلومات
• 2030 رؤية أمة توظيف وسائل الإعلام الحديثة في تعزيز الصورة الذهنية للمملكة العربية السعودية.
• الأساليب التسويقة الحديثة من الخمار الأسود إلى النيورماركتنغ(مشترك مع د. منى عبدالرحمن)..
كذلك عدد من المقالات المنشورة في المجلات والصحف،وكذلك له تحت الطبع كتاب (الإعلان الرقمي وتحولاته في عصر التكنولوجيا)،فماذا كانت كلماته حول كتابه وتساؤلاتنا..
+ لماذا هذا التوثيق لحفر الباطن؟
حفر الباطن مدينة تاريخية غنية بالتراث الثقافي، وتستحق أن تُبرز وتُعرف بشكل أوسع، كان هدفي من هذا التوثيق هو تسليط الضوء على جمال المدينة ومميزاتها التأريخية والثقافية. قبل أن تُصبح حفر الباطن مدينةً حديثة، كانت تُعتبر محطة حيوية لقوافل التجار والحجاج القادمين من العراق إلى مكة المكرمة، كانوا يتوقفون فيها للتزوّد بالماء من الآبار التي حفرها الصحابي الجليل أبو موسى الأشعري،وقد سُمّيت المدينة نسبةً إلى هذه الآبار التي يصل عددها إلى حوالي سبعين بئراً،تأريخ حفر الباطن يمتد لأكثر من 1000 عام، وقد كانت المدينة مسرحًا للعديد من الأحداث التأريخية ومأوى للعديد من الأقوام عبر العصور. ارتباط المدينة بسيدنا أبو موسى الأشعري، أحد الصحابة البارزين، زاد من أهمية توثيق تاريخها ونقل قصصها إلى العالم.
+ متى بدأت الفكرة؟ ج: بدأت الفكرة عندما زرت حفر الباطن لأول مرة منذ سنتين،تأثرت بما رأيته وشعرت بأن هناك قصة يجب أن تُروى عن هذه المدينة. كنت دائمًا قبل خروجي من السودان أردد: ( وَقُلْ رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبَارَكًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ [المؤمنون:29) لي ولأسرتي،وشعرت بعدها بأن حفر الباطن كانت المنزلة المباركة التي أُهديت لي، وبدأت منذ ذلك الحين في جمع المعلومات والقصص والأفكار حولها. المدينة، بتاريخها وثقافتها الغنية، كانت تستحق أن يتم توثيقها ومشاركتها مع العالم.
+ وهل في القلب صوت قال لك: حفر الباطن غيمة؟
نعم، كانت هناك دائمًا رغبة داخلية في توثيق وتجسيد جمال هذه المدينة،حفر الباطن كانت ولا تزال مصدر إلهام لي، وأردت أن أشارك هذا الإلهام مع الآخرين،شعرت بأن هذه المدينة تحمل في طياتها الكثير من القصص التي تستحق أن تُروى وتُشارك،كانت هناك لحظات شعرت فيها بأن المدينة تحدثني بلغة خاصة، لغة الجمال والأصالة.
+ أين حفر الباطن في وجدانك، وأنت مواطن سوداني؟
رغم أنني من السودان، إلا أنني شعرت بترابط قوي مع حفر الباطن. المدن تحمل روحاً وقصصاً، وحفر الباطن لامست قلبي بقصصها وتراثها الغني، أشعر بأن هناك تشابهاً بين ثقافة حفر الباطن والثقافة السودانية من حيث التقاليد والقيم، وهذا ما جعلني أشعر بالانتماء إليها،ولكل مدن المملكة علاوة على ذلك، توجد روابط تاريخية وثقافية بين البلدين الشقيقين تعزز من هذا الشعور بالترابط.
+ كيف هي في أحلامك لها؟
أحلم بأن تُعرف حفر الباطن على نطاق أوسع وتُقدّر لما تمتلكه من جمال وتاريخ،أرى مستقبلاً مشرقاً للمدينة كمركز ثقافي وسياحي مهم في المملكة. أطمح أن أرى حفر الباطن وهي تستقطب الزوار من جميع أنحاء العالم، ليستمتعوا بتاريخها وثقافتها وجمالها الطبيعي،أرى المدينة تحتضن مهرجانات ثقافية وفنية، وفعاليات دولية تجذب السياح والمستثمرين.
+ لماذا هي هكذا (قيمة ثقافية كاملة متعددة الاتجاهات)؟
لأن حفر الباطن تجمع بين العديد من الثقافات والتقاليد، تأريخها العريق وتنوعها الثقافي يجعلانها مدينة ذات طابع فريد ومميز، إنها تمثل ملتقى للحضارات والثقافات المختلفة، مما يضفي عليها غنى ثقافياً لا مثيل له،توجد في المدينة مواقع أثرية وتراثية عديدة، وكل موقع يحمل قصة تعبر عن فترات زمنية مختلفة.
+ من أي أصوات الجمال تضع أجنحتها في رؤية 2030؟
أرى أن حفر الباطن تمتلك كل المقومات لتكون جزءاً مهماً من رؤية 2030 بفضل تنوعها الثقافي والتأريخي، يمكن أن تصبح مركزًا للابتكار والإبداع وتساهم بشكل كبير في تحقيق أهداف الرؤية، يمكن أن تلعب دوراً كبيراً في مجالات السياحة والثقافة والتراث، مما يسهم في تعزيز الاقتصاد المحلي وتحقيق التنمية المستدامة،يمكن أن تستفيد المدينة من مبادرات الحكومة لتطوير أكثر للبنية التحتية وتحسين الخدمات لجذب المزيد من الزوار والمستثمرين.
+ كيف هي المجتمعات الوافدة في محافظة حفر الباطن، من حيث تفاعلاتها اجتماعياً وإنسانياً مع أهلها؟
المجتمعات الوافدة في حفر الباطن تلعب دوراً مهماً في تعزيز النسيج الاجتماعي للمدينة. هناك تفاعل إيجابي وبناء بين الوافدين وأهل المدينة، مما يساهم في خلق بيئة اجتماعية متجانسة ومزدهرة، الوافدون يجلبون معهم تجارب وثقافات متنوعة، مما يعزز من التفاهم والتعايش المشترك. هناك العديد من المبادرات والأنشطة الاجتماعية التي تعزز هذا التفاعل، مما يجعل المدينة مكانًا متميزًا للعيش والعمل. المبادرات تشمل فعاليات ثقافية ورياضية واجتماعية تشجع على التفاعل والتعارف.
+ ما هي اتجاهات قراءة مستقبل حفر الباطن، لتكون ملتقى سياحي عالمي؟
أرى أن حفر الباطن لديها الإمكانيات لتصبح ملتقى سياحي عالمي بفضل موقعها الجغرافي وتاريخها الغني،التركيز على تطوير البنية التحتية السياحية، والترويج للمعالم الثقافية والتاريخية، وتعزيز الفعاليات الثقافية يمكن أن يجعل المدينة وجهة سياحية مميزة، بالإضافة إلى ذلك، يمكن تحسين الخدمات السياحية وتوفير تجارب فريدة للزوار، مما يسهم في جعل المدينة وجهة سياحية بارزة على مستوى العالم، يمكن أن تعمل المدينة على تطوير مسارات سياحية تشمل زيارة المواقع التاريخية والطبيعية وتقديم تجارب محلية أصيلة.
+ كيف ترى قيمة التواصل المجتمعي هنا، وهل من إشارة لذلك؟ التواصل المجتمعي في حفر الباطن قوي ومتماسك، هناك الكثير من المبادرات المجتمعية والفعاليات التي تعزز التواصل بين سكان المدينة، يمكن رؤية ذلك في المهرجانات المحلية والأنشطة الاجتماعية التي تجمع الناس من مختلف الأعمار والخلفيات،هذا التواصل يعزز من روح الانتماء والتضامن بين السكان، ويجعل المدينة مكانًا مزدهرًا وحيويًا،الأمثلة تشمل مهرجان الربيع السنوي الذي يجمع الآلاف من سكان المدينة والزوار في أجواء احتفالية.
+ الثقافة دائماً قائدة وراجحة، كيف هي في حفر الباطن من حيث تراثيات مجيدة ورابط جميل بينها وبين زماننا هذا؟
الثقافة في حفر الباطن حية ونابضة بالحياة. المدينة تحتفظ بتراثها العريق وتعمل على ربطه بالحاضر من خلال الفعاليات الثقافية والفنية، التراثيات المجيدة تحتل مكانة كبيرة في وجدان أهل المدينة وتسهم في تعزيز هويتهم الثقافية. من خلال المزج بين التراث والتطور، يمكن أن تستمر حفر الباطن في الحفاظ على تاريخها الغني بينما تسير نحو مستقبل مشرق، المبادرات الثقافية تشمل إقامة معارض فنية وحرفية تعكس تأريخ المدينة وتطورها.
+ هل لديك أي خطط مستقبلية لتوسيع هذا التوثيق أو مشاريع جديدة تتعلق بحفر الباطن؟
نعم، أنا طامح إلى استكشاف المزيد من الجوانب التأريخية والثقافية في المملكة العربية السعودية،أؤمن أن المملكة هي أرض مباركة تحمل في طياتها الكثير من القصص والكنوز التأريخية التي تستحق أن تُروى للعالم أجمع، أطمح إلى أن تتاح لي الفرصة لتوسيع هذا التوثيق ليشمل جوانب جديدة من تاريخ وثقافة المملكة، وأن أساهم في تقديم صورة شاملة عن التراث الغني الذي تمتلكه، هناك الكثير من القصص والتجارب التي تستحق أن تُكتشف وتُشارك، وأمل أن أكون جزءًا من هذه الرحلة لاكتشافها ونقلها إلى العالم.
+ ما هي رسالتك الأخيرة للقراء عن حفر الباطن؟
رسالتي للقراء هي أن حفر الباطن ليست مجرد مدينة عادية، بل هي كنز من التراث والثقافة يستحق أن يُكتشف ويُحتفى به. أدعو الجميع لاستكشاف تأريخها الغني وتقدير جمالها وثراء ثقافتها، والتعرف على الدور التأريخي الذي لعبته كحلقة وصل بين الحجاج والتجار عبر العصور، لنكن جميعًا جزءًا من رحلة تقدير هذا الإرث الثقافي العظيم، ولنعمل سويًا على الحفاظ عليه وتعزيزه للأجيال القادمة.
+ كيف تأمل أن يؤثر هذا الكتاب (حفر الباطن: جوهرة الصحراء)،على القراء؟آمل أن يكون الكتاب مصدر إلهام للقراء للتعرف على حفر الباطن كوجهة ثقافية وتاريخية، وأن يُحفزهم على استكشاف المدينة بأنفسهم واكتشاف ثرواتها الثقافية والتأريخية،أريد أن يشعروا بالفخر تجاه هذا الإرث وأن يتحمسوا لمشاركة قصصه مع الآخرين..
ونقول:-
نعلم أن كل السودانيين أينما كانوا أو ذهبوا،كان الدفق منهم صادقا وعظيما،لهم رؤية واضافة وأبواب جميلة يدخلون بها إلى الأماكن والمجتمعات فيكونوا قوسين من محبة وارتباط،ولنا في هذا الارتباط مع حفر الباطن الساحرة نموذج يضيء عبر الزمان..