Uncategorized

استقرار أمني بكسلا

استقرار أمني بكسلا

بفضل جهود الطيب محمد الشيخ ومطالبات بالإبقاء عليه والياً لكسلا إن لم يكن حاكماً للإقليم الشرقي

خمسة من الولاة قادوا دفة الحكم في كسلا بعد التغيير اثنان من العسكريين وثلاثة من المدنيين وسادسهم هدأت الأوضاع على يديه

مكونات كسلا اشتد عودها وقوي ساعدها وتوحدت ضرباتها فقصمت ظهر كل متجبر ومعتدٍ علي أي جزء من أجزاء ولايات الشرق وبإجماع أن الجميع في الهم شرق دون التمترس تحت مفهوم القبلية

الطيب محمد الشيخ ظل يردد في كل خطاباته ولقاءاته: أتينا إلى ولاية كسلا بأمر التكليف خداماً للمواطن ولسنا ضد أحد
كسلا: إنتصار تقلاوي

برزت على السطح في السنوات الثلاث الأخيرة كأقل فترة زمنية لحسابات الواقع في ولايات الشرق الثلاث القضارف، كسلا البحر، الاحمر.. أحداث ووقائع لم تكن في الحسبان اتخذت من الطابع القبلي سندًا للتبرير عن أفعال أقل ما توصف به أنها مخجلة ومخزية إلى حد لا يرقى أن تتجاوز حد الصفح والتسامي فوق الصغائر خاصة بين مكونات اشتد عودها وقوي ساعدها وتوحدت ضرباتها فقصمت ظهر كل متجبر ومعتدٍ على أي جزء من أجزاء ولايات الشرق وبإجماع أن الجميع في الهم شرق دون الاحتكام والتمترس تحت مفهوم القبلية.
هذه الأحداث اتخذت طابع السرعة في وقوعها أو التنبؤ بوقوعها وفي ذات الوقت إدراك الجميع والمقصود هنا مكون شرق السودان. وإذا اتخذنا ولاية كسلا أنموذجاً نرى بأن هنا أيادي خفية تعمل في ليال يفتقد فيها البدر لتنسج خيوط المؤامرات لتحيل صباحات الناس الى شيء يخالف واقع الحال.
وظل الحال هكذا متنقلاً بين ولاية وأخرى وأحياء متجاورة شابها طابع العصبية مما أقعد الناس عن همهم وسيطر مفهوم حفظ الأمن وفرض هيبة الدولة وظل الشاغل الأول وأصوات عدم التراضي هنا وهناك في عدم التدخل لاحتواء الأزمات التي أودت بحياة نفر كريم بكتهم أسرهم وكل من عز عليهم وفي القلب مرارات يسوقها فكر الجاهلية الأول بأن الحرب سجال بيننا وبينكم ولا حياة لنا إن لم نأخذ بالثأر.
وفي خضم هذا اللهب وشرارات من أسموهم الطرف الثالث التي ترمي جمالات كالقصر لتحرق رابط الوطن والمكان والدين والجوار والأخوة والتصاهر وآخرها كونوا عباد الله إخوانا ودم المسلم على المسلم حرام كحرمة ماله وعرضه.
ولاية كسلا والتي شهدت أحداثاً مؤسفة على ذات النسق فدارت حولها استفسارات البحث عن إجابات لماذا كل هذا الذي كان وتأتي الإجابة بسؤال من المستفيد والذي أيقظ شبح الدمار لتراق دماء، فإذا سئل فيها الجاني لم فعلت لا يدري والمجنى عليه الجاني ايضا لا يدري فيم أريق دمه.
وهنا بدأت خطوات تحريك أهل الحكمة والرأي الذين اتصلت بهم جهود مجموعات أخرى من شتى بقاع الوطن ارتأت في نفسها بأن تقود مبادرات لم الشمل وإصلاح ذات البين لأهل الشرق فاتخذت في ذلك المرجعية الأساسية على هدي الكتاب والسنة (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما).
(لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدق أو معروف أو إصلاح بين الناس)، فكان ذلك وان أرهقت النفوس خطى المسير إلا أنها لم تقعد الهمم.
والناظر إلى ولاية كسلا هذه الأيام يلحظ فيها الاستقرار والهدوء والطمأنينة بين الناس لا يعيبها الا ما يعبب حال مدن السودان الأخرى ولا غرابة في ذاك ضيق في الحياة وشظف العيش وكدر الحاجة، وهذا لا يقارن بشيء ولا حاجة له ولا منفعة إذا زالت نعمة الأمن. فمن بات في سربه آمناً والمعنى واضح.. فالعاقل يتعظ بغيره وذاك المؤمن الكيس الفطن.
دفع التغيير الذي طال واقع المجتمع السوداني لأن تتغير خارطة المشهد السياسي الذي يضع بين طيات أجندته صورًا ماثلة لواقع الحياة الاجتماعية والاقتصادية والأمنية مما أدى إلى حدوث ربكة في المشهد وإدارة الشأن العام بحثاً عن مخرجات مطلوبات التغيير وتحقيقها ليهنأ المواطن الذي قاد ثورة ممسكاً بلجام معقود بناصيته الحرية والسلام والعدالة. ودون الخوض في دهاليز هذه المسميات التي تشعبت طرقها حتى كادت أن تفلت من الزمام وتتيه الأمنيات بين شد وجذب وتكون أشد تفلتاً من إبل الصحراء.
خمسة من الولاة قادوا دفة الحكم في كسلا بعد التغيير، اثنان من العسكريين وثلاثة من المدنيين وسادسهم الذي صاحب أمر تكليفه ما صاحب الولاية من أحداث لم تطل كسلا وحدها بل امتدت الآثار الى غيرها من مناطق. ويبقى الأهم في الأمر ذلك التتابع الجم من قبل كل الواجهات سياسية كانت أم مدنية أم عسكرية أم أهلية في كيف أن يحفظ للإنسان أمنه ودمه وكرامته رغم الذي كان وصولاً إلى مرحلة تولي الأستاذ الطيب محمد الشيخ إمام أمور إدارة الشأن بولاية كسلا مكلفاً من وزارة الحكم المحلي خلفاً لآخر أيضًا كان مكلفاً من ذات الجهة
ويرى مراقبون وأصحاب شأن أن فترة تولي إبن الشيخ لأمور الولاية التي تحسب على الأصابع شهدت فيها الولاية استقراراً أمنيًا واضحًا بفضل رحابة صدره وحرصه على تقريب وجهات النظر بين كل الأطراف والوقوف على مسافة واحدة فيما بينهم وعدم تفضيل طرف على حساب الآخر. والرجل الذي ظل يردد في كل خطاباته ولقاءاته: آتينا إلى ولاية كسلا بأمر التكليف خداماً للمواطن ولسنا ضد أحد، ونسعى جاهدين لأن نقدم للمواطن ما يستحق بعد عناء طويل وصبر في ظل ثورة ديسمبر المجيدة. وظلت لجنة أمن الولاية في حالة انعقاد دائم ومتصل من أجل حلحلة كل التعقيدات الأمنية التي تواجه الولاية خاصة التي يمكن أن تتخذ ذريعة لإثارة النعرات القبيلة علاوة على التواصل مع مكونات قوى الحرية والتغيير التي تشكل الحاضنة السياسية بالولاية
وذهبت الآراء إلى أن الملف الأمني نال الأولوية وفي المقابل عدم إيفاء ملف الخدمات ما يستحق من القدر المنتظر ويعود ذلك إلى عدم الاستقرار في الأوضاع الاقتصادية والتذبذب في سعر الصرف والتعاملات في النقد الاجنبي.
وعليه فإن الوضع الجديد حول إدارة شأن البلاد باعتماد نظام حكم الأقاليم والذي يعني بأن تتخذ من إحدى الولايات عاصمة للإقليم على أن تكون الولايات الأخرى تحت مسمى المديريات سيكون هو القائم. لذا نادت بعض الأصوات بأن يكون أو يظل أمين عام حكومة ولاية كسلا الوالي المكلف الأستاذ الطيب محمد في منصبه في كسلا إن لم يتم تعيينه والياً للإقليم ومنذ أن وطئت قدما الطيب محمد الشيخ أمين عام حكومة كسلا الوالي المكلف ولاية كسلا لعب دوراً مع الإدارة الأهلية في تماسك الجبهة الداخلية لكسلا وتحقيق الأمن والسلام في ربوع الولاية، وهو جهد لا يقاس بثمن نظرنا إلى إيجابياته للمجتمع ولكن في الوقت ذاته هناك مآخذ كبيرة على رجالات هذه الإدارات أبرزها الصرعات بينهم والتي طفحت على السطح مؤخرًا مما يفقدهم دورهم الحقيقي واحترام المجتمع لهم وبالتأكيد هذا لا يقلل من شأن بعض منهم فهناك أيضاً نظار وعمد وقفوا على مر الأنظمة على مسافة واحدة من المكونات السياسية والحكومة وعدم انحيازهم إلى أحد من الأطراف حفاظاً على مكانتهم بوصفهم رجال إدارة أهلية. إن الإدارة الأهلية بحاجة ماسة إلى الإصلاح الحقيقي لتمارس دورها خاصة أن السودان مقبل على عهد جديد قائم على الديمقراطية والشفافية وهو ما يتيح لرجال الإدارات الأهلية القيام بأدوار إيجابية عدة خصوصاً من ناحية تحقيق السلام وإنهاء حالة الصراعات والتفرغ لبناء كسلا اقتصادياً واجتماعياً، فاجتهد الوالي بحل جذور المشاكل وتقريب وجهات النظر وهذا ينبع من أهميتها بدوره الإيجابي لاسيما أن البلاد تستشرف سلاماً يلوُح في الأفق من شأنه الدفع بالتعايش السلمي بين مكونات شرق السودان تفصيلآ لدور الإدارة الأهلية والمساهمة في تقوية النسيج القبلي لأهل الشرق بالعرف القبلي التليد.
مجهودات كبيرة قام بها والي كسلا مع الإدارات الأهلية
ولا ننسى دور المواطن للتعاون على حفظ الأمن وتحقيق الاستقرار حتى لا تتضرر مصالح المواطنين ومن ثم الانطلاف الى افاق أرحب وإزالة كل ما يعترض المسيرة القادمة.
فجهود حكومة ولاية كسلا ولجنة أمن الولاية كبيرة من أجل تحقيق مصالح المواطنين خاصة الأمن والعمل على رتق النسيج الاجتماعي وإتاحة الحريات للمواطنين في توصيل أصواتهم واحتجاجاتهم والاستماع إلى شكاواهم والإشكاليات التي تعترض حياة الناس.
مبشراً بأن يكون والياً لكسلا إن لم يكن حاكماً للإقليم الشرقي.

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى