أفريقياالأخبار

إثر تهديد جبهة تيغراي بالزحف نحو أديس أبابا.. إثيوبيا تعلن حالة الطوارئ وأميركا تدعو مواطنيها للمغادرة

إثر تهديد جبهة تيغراي بالزحف نحو أديس أبابا.. إثيوبيا تعلن حالة الطوارئ وأميركا تدعو مواطنيها للمغادرة

صدر نداء سلطات العاصمة بالاستعداد للدفاع عن المدينة بعد أن قالت جبهة تحرير شعب تيغراي إنها سيطرت على عدة بلدات في الأيام الأخيرة، وإنها تفكر في الزحف على أديس أبابا، التي تبعد نحو 400 كيلومتر عن مواقعها المتقدمة شمالي البلاد

أعلنت الحكومة الإثيوبية اليوم حالة الطوارئ في عموم البلاد عقب تهديد جبهة تحرير شعب تيغراي بالزحف نحو العاصمة أديس أبابا، ودعت سلطات العاصمة الإثيوبية سكان المدينة للاستعداد بالأسلحة للدفاع عن الأحياء التي يقيمون فيها، فيما دعت أميركا مواطنيها في إثيوبيا إلى الاستعداد لمغادرة البلاد.

وجاء إعلان مجلس الوزراء الإثيوبي حالة طوارئ في كل أنحاء البلاد بعدما سيطرت جبهة تحرير شعب تيغراي على مدينتين رئيسيتين في إقليم أمهرة شمالي البلاد في محاولة للتقدم نحو العاصمة على ما يبدو، كما أفادت وسائل إعلام رسمية.

وذكرت قناة “فانا” التابعة للحكومة أن “حالة الطوارئ تهدف إلى حماية المدنيين من الفظائع التي ترتكبها جماعة جبهة تحرير شعب تيغراي الإرهابية في أجزاء عدة من البلاد”. وأضافت القناة الحكومية أنه من المتوقع أن يوافق النواب على إعلان حالة الطوارئ في غضون 24 ساعة، وقال مراسل الجزيرة في أديس أبابا حسن رزاق إن حالة الطوارئ ستمتد لنصف شهر على الأقل.

وقال مراسل الجزيرة إن وزير العدل الإثيوبي غيديون تيموثيوس، الذي تلا بيان إعلان حالة الطوارئ في البلاد ككل، أرجع اتخاذ هذا الإجراء بالنظر إلى ما تمر به البلاد من “تهديد أمني من لدن مجموعة إرهابية (في إشارة إلى جبهة تيغراي)، ومن يساعدونها من أجانب”.

لجنة طوارئ

وقد شكلت السلطات الإثيوبية لجنة طوارئ خاصة يترأسها وزير الدفاع أبراهام بلاي، ويشرف عليها رئيس الوزراء آبي أحمد، وتتمتع اللجنة بصلاحيات تشكل الضبط والإحضار والتفتيش دون إذن قضائي.

شكلت السلطات الإثيوبية لجنة طوارئ خاصة يترأسها وزير الدفاع أبراهام بلاي، ويشرف عليها رئيس الوزراء آبي أحمد، وتتمتع اللجنة بصلاحيات تشكل الضبط والإحضار والتفتيش دون إذن قضائي.

وتسمح حالة الطوارئ بإقامة حواجز في الطرق، ووقف خدمات النقل وفرض حظر التجوال وسيطرة الجيش على مناطق معينة، حسبما قال مجلس الوزراء. وبموجب إجراءات حالة الطوارئ، يمكن اعتقال أي شخص يشتبه في أنه له علاقات بجماعات إرهابية بدون مذكرة اعتقال.

وجاء إعلان فرض الطوارئ بعد يومين من طلب رئيس الوزراء أبي أحمد من المواطنين حمل السلاح للدفاع عن أنفسهم في مواجهة تهديد جبهة تحرير شعب تيغراي، والتي قالت يومي السبت والأحد الماضيين إنها سيطرت على مدينتي ديسي وكومبولتشا الإستراتيجيتين، وتقعان على بعد قرابة 400 كلم شمال العاصمة أديس أبابا، وقد نفى متحدث باسم الحكومة الإثيوبية سقوط مدينتي ديسي وكومبولتشا.

سكان العاصمة

وكانت السلطات في العاصمة أصدرت توجيهات للسكان في وقت سابق من اليوم الثلاثاء لتسجيل أسلحتهم والاستعداد للدفاع عن الأحياء التي يقطنونها، وقالت إدارة العاصمة إن السلطات تجري تفتيشا من بيت إلى بيت في العاصمة، وتلقي القبض على من وصفتهم بمثيري الاضطرابات.

وقالت قناة “فانا” الحكومية إن حكومات أربع من عشرة مناطق في البلاد دعت الإثيوبيين إلى التعبئة استعدادا للقتال ضد قوات جبهة تحرير شعب تيغراي.

وكانت آخر مرة فرضت فيها إثيوبيا الطوارئ في فبراير/شباط 2018 لمدة ستة أشهر قبل انتقال السلطة إلى أبي أحمد، وفُرض آنذاك حظر للتجول ووُضعت قيود على تحركات الناس فيما اعتُقل الآلاف.

بالمقابل، قال المتحدث باسم جبهة تيغراي “جيتاتشيو رضا” اليوم إن قوات الجبهة وحلفاءها سيؤسسون حكومة مؤقتة في حالة النجاح في الإطاحة بحكومة أبي أحمد، وأوضح المتحدث “في حالة سقوط الحكومة سيتم وضع ترتيبات مؤقتة”، مضيفا أنه ستكون هناك حاجة أيضا لحوار وطني، لكن لن يُدعى أبي ووزراؤه للمشاركة فيه.

السفارة الأميركية

وفي سياق متصل، قال الموقع الإلكتروني للسفارة الأميركية في إثيوبيا إن الوضع الأمني متدهور مع تصعيد النزاع المسلح في أقاليم أمهرة وعفر وتغراي، وأضافت السفارة أنه تم حظر تنقل موظفيها خارج حدود العاصمة، ودعت السفارة الأميركيين الموجودين في إثيوبيا الى اتخاذ الاستعدادات لمغادرة البلاد.

وحذر المبعوث الأميركي الخاص إلى القرن الأفريقي جيفري فيلتمان اليوم جبهة تحرير شعب تيغراي من التقدم نحو أديس أبابا أو محاصرتها، وحضها على إجراء محادثات بدلا من ذلك، وأضاف فيلتمان أن واشنطن منزعجة من تدهور الوضع الإنساني شمالي إثيوبيا، وطالب جميع أطراف الصراع بإيجاد حلول للتهدئة والسماح بدخول المساعدات.

واعتبر منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أن الحشد القائم من السلطات الإثيوبية سيجر البلاد إلى حرب أهلية، وأضاف أن الاتحاد يشعر بالقلق الشديد من إعلان حالة الطوارئ.

تجدر الإشارة إلى أن شرارة الصراع بين القوات الحكومية وجبهة تيغراي تفجرت في الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني 2020 عندما استولت قوات موالية للجبهة، تضم بعض الجنود، على قواعد عسكرية في الإقليم الشمالي. وردا على ذلك أرسل رئيس الوزراء مزيدا من القوات للمنطقة. وظلت جبهة تحرير شعب تيغراي تهيمن على الحياة السياسية في إثيوبيا لقرابة ثلاثة عقود، لكنها فقدت الكثير من نفوذها عندما تولى أبي أحمد لرئاسة الوزراء في 2018.

المصدر : وكالات

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى