مع انتشار منصات البث وتنوعها، ومحاولة صناع الأفلام ودور العرض تدارك خسارات العامين الماضيين بسبب تبعات الإغلاق الذي تلا جائحة كورونا، باتت استوديوهات كثيرة تسعى إلى إنتاج أفلام جديدة وممتعة تصلح للمشاهدة العائلية، مراهنة على نسب مشاهدتها والعائد المادي الناتج عنها، خاصة أمام رغبة الأسر في الترفيه عن أطفالهم في هذا الوقت الصعب الذي يشهده العالم.
وعليه، فقد كان متوقعا أن يأتي عام 2022 متخما بالأفلام العائلية والرسوم المتحركة أكثر من العامين الماضيين، وهذه أهم الأفلام التي نرشحها لكم لمشاهدتها مع أولادكم هذا العام.
أجزاء جديدة لسلاسل قديمة
أصبح إصدار أجزاء جديدة لأفلام شهيرة ركنا أساسيا بالأفلام التي تُنتج سنويا؛ إذ يضمن صناعها جَني الأرباح اعتمادا على نجاح وجماهيرية الأجزاء السابقة، ومن أفلام تلك الفئة التي ننصحكم بمشاهدتها:
فيلم الرسوم المتحركة “فندق ترانسيلفانيا: ترانسفورمينيا” (Hotel Transylvania: Transformania) الذي كان من المقرر عرضه في أكتوبر/تشرين الأول الماضي -تزامنا مع مناسبة الهالوين- قبل أن تبيع “سوني بيكتشرز” (Sony Pictures) حقوق توزيعه إلى “أمازون برايم” (Amazon Prime) مقابل 100 مليون دولار ليُعرض عبر منصتها مباشرة.
العمل هو الجزء الرابع بالسلسلة والأول بدون مشاركة بطل الأجزاء السابقة آدم ساندلر، إذ حَلّ محله في الأداء الصوتي الممثل برايان هال. وتتمحور الأحداث حول اختراع يُحَوِّل دراكولا وبقية رفاقه إلى بشر، في حين يتحوَّل جوني إلى وحش، وما إن يفقد دراكولا كل قدراته ويجد جوني نفسه وحشا -بدلا من شخص محب للحياة- يجن جنونهما، ومن ثمّ تبدأ المغامرة والسعي إلى إيجاد طريقة بديلة تُعيدهم إلى سابق عهدهم قبل أن يصبح هذا التحول دائما.
الترشيح الثاني من نصيب فيلم “مينيونز: صعود غرو” (Minions: The Rise of Gru) الذي تأجل عرضه لمدة عامين، والذي سيصبح أخيرا متاحا يوليو/تموز القادم. وهو الجزء الثاني بالسلسلة الفرعية بعد فيلم “مينيونز” (Minions) الذي حصد أرباحا بلغت 1.2 مليار دولار بالرغم من أن ميزانيته لم تتجاوز 79 مليونا، والخامس ضمن السلسلة الأصلية “أنا الحقير” (Despicable Me).
تدور أحداث هذا الجزء في أوائل السبعينيات من القرن الماضي، حين كان “غرو” يبلغ 12 عاما ويتطلع لأن يصبح شريرا حين يكبر كي ينضم إلى عصابة يحلم بأن يكون أحد أفرادها، ومع أنه يضع خطة لتحقيق ذلك، إلا أن الأمور لا تسير كما يتوقع وإنما تزداد سوءا.
قصة واحدة.. تجربتان مختلفتان
لطالما كان “بينوكيو” أحد أكثر أفلام الرسوم المتحركة أهمية في تاريخ السينما بالنظر إلى إنتاجه عام 1940، إذ إننا نشهد هذا العام إعادة تقديمه في نسختين جديدتين. الأولى من إنتاج ديزني، ومن المفترض أن تُقدّم من خلال نسخة حية (لايف-أكشن) بطولة توم هانكس ولوك إيفانز وجوزيف غوردون ليفيت.
أما النسخة الثانية فمن إنتاج “نتفليكس” (Netflix)، وهي نسخة أكثر قتامة ستُقدّم بتقنية إيقاف الحركة ويُخرجها المكسيكي جييرمو ديل تورو المعروف بأفلامه الاستثنائية ذات الطابع الغرائبي. أما الأداء الصوتي فسيقوم به طاقم مميز على رأسه كيت بلانشيت، وتيلدا سوينتون، وديفيد برادلي، وإيوان ماكريغور، وكريستوف والتز.
أشرار ولكن ظرفاء
من أفلام الرسوم المتحركة الجديدة، فيلم “الأشرار” (The Bad Guys) الذي يستعرض حبكة تجمع بين الكوميديا والمغامرة أبطالها حيوانات يعيشون جنبا إلى جنب البشر، وعُرفوا دوما بالانتماء إلى الجانب الشرير من الحكاية، من بينهم ذئب وقِرش وأفعى وعنكبوت.
تخطط العصابة لسرقة كبرى لكن يُقبَض عليهم، وأمام رغبتهم في تجنّب قضاء العقوبة في السجن، يقررون الخروج عن المألوف والتخلّي عن حياة الجريمة متحولين إلى مواطنين نموذجين. ولكن ما لم يحسبوا حسابه أن يبدأ السيد “وولف” (الذئب) الاستمتاع بنمط حياته الجديد وينوي الاستمرار فيه إلى الأبد، قبل أن تتعقد الأمور أكثر بظهور شرير جديد.
ممنوع من العرض
أحد أفلام الرسوم المتحركة المنتظرة هذا العام فيلم “ديزني” (Disney) و”بيكسار” (Pixar) الجديد “الباندا الأحمر الكبير” (Turning Red). ومع أنه كان من المقرر عرضه في دور العرض، إلا أن ديزني تنوي طرحه على منصة “ديزني بلس” (Disney Plus) يوم 11 مارس/آذار المقبل مباشرة خوفا من تداعيات انتشار متحور “أوميكرون”. وهو الخبر الذي أحبط كثيرين، وإن كان ذلك لن يحول دون الاستمتاع بمشاهدته منزليا فور طرحه.
يحكي العمل قصة فتاة تبلغ من العمر 13 عاما تجد صعوبة في التفاعل مع زملائها في المدرسة الإعدادية، ثم فجأة تنقلب حياتها رأسا على عقب حين تجد نفسها كلما شعرت بالارتباك تحوّلت إلى باندا حمراء عملاقة، وهو ما يترتب عليه اكتشافات لم تكن تتوقعها أبدا تخص عائلتها ونسبها الغامض.
الأكثر انتظارا من الكبار
الفيلم الأخير بالقائمة هو “سنة ضوئية” (Lightyear) الذي ينتظره الكبار والصغار على حد سواء، وفيه تُستعرض قصة بطل الفضاء الحقيقي الذي سبق وقُدّم ضمن ألعاب السلسلة الشهيرة “قصة لعبة” (Toy Story) باسم “باظ يطير”.
يُذكر أن الجمهور والنقاد يترقّبون هذا العمل، خاصة أنه مغامرة أساسها الخيال العلمي وهي الفئة التي لم تخضها بيكسار بهذا القدر من قبل، مما يعني أن الاستوديو وضع نفسه أمام تحد هائل. ووفقا لتصريحات صناع العمل، فقد وضع الاستوديو معيارا تقنيا جديدا لتقديم العمل في صورة يراهنون على أنها ستدهش الجميع.