أعطني قضية،أعطك فنونا حقيقية.. مثالاً للضوء والحرية والنضال
(أعطني قضية،أعطك فنونا حقيقية)،إذا قلنا بذلك،نكون قد وضعنا الفنون في تجلياتها،والقضية في مساراتها،فالفنون تشكل متحركا ومحركا للقضية،والقضية في أصلها قيمة للفنون،وتعريف كلمة (الفنان)،بالشكل النفسي،الوجداني،الروحي،
يرتكز على توصيفه بأنه فنان قضية،ومن هنا،فالربط بين الفنون والقضية ربط بالحياة للقضية والحركة للفنون،فكلاهما مرتبطان ببعضها البعض كتماثل إنساني..
نضف لذلك،تعريفا لكلمة الفنان،بإضافة كلمة (العربي)،لنضع دائرة الفن والقضية مع الكلمة،ليخرج لنا المفترض من قيمة تحريكية إبداعية مرتبطة بالفن العربي،إستنادا على أن (العربي)،ككلمة تعني فلسفة حياة،وقيم تحكمها تلك الكلمة،وهنالك قيم جمالية إنسانية تصنع من ذلك،القضايا العربية متعددة،ومختلفة،ومتباينة في كل الوطن
العربي،تختلف بإختلاف أسبابها وجذورها،وما يحيط بها،لكن الإتفاق الروحي مرتكزا على قضية واحدة،محركة ومتحركة عقلا،قلبا،وفنونا،وهي القضية الفلسطينية كمركزية حياة الأمة العربية،وكمركزية حركة للفنان العربي،ولأنها قضية حياة لأمة راسخة،فالقيمة التحفيزية فيها للفنان العربي فضاءاتها كاملة،فهي قضية مرتبطة بأسباب (حياة،وطن،عقيدة،حرية،
حقوق،مجاهدات،نضال،
قيم إنسانية جمالية)،وما يرتبط بذلك،وتلك هي متحركات كل إبداع في الفنون،فهي في أصلها لا تنتج المطلوب منها بالشكل الحقيقي إلا بإشارات جمالية إنسانية مرتبطة بالحقوق والجماليات الإنسانية،فالفنون بكل أشكالها صورتها المثالية صرخة،وعلى ذلك،فالصرخة هي من تصنع الحياة للفنون،والصرخة هنا صرخة وطن وحرية وإرتباط ذلك أرضا وشعبا..
الفنان العربي الذي يعمل على دائرة حرية حقيقية،يبحث عنها لأمة كاملة ووطن يأخذ القيمة التخفيزية له كمتحرك إبداعي القضية الفلسطينية محورية فعل،ورؤية معرفية ثم رؤية خيالية،لكن كيف نضف لذلك أبعادا جديدة ونضعها كدائرة متحركات فلسفية،لنقل أن هنالك فكرة تحفيزية إبداعية من رؤية (حقوق في وطن)،وهذه رؤية باحثة عن حياة بأسلوبها وملامح صناعتها لأمة تبحث عن صوتها في وطنها،وهناك رؤية جمالية ينبغي العمل عليها في مباحث علم الجمال في مناهج كلياتنا ومؤسساتنا التعليمية والتدريبية ترتكز على البحث في صناعة إجابات إبداعية لإشارة (هل توجد قيمة جمالية في وطن محتل)،بالبحث الإبداعي والفلسفي عن ذلك نصنع قيمة الفنان العربي المفترض في أحلامنا وتأريخنا..
نعم هناك قيمة جمالية في وطن محتل،تتحدث عن شعب ارتبط بأرضه وتأريخه ونضاله من أجل حقوق واجبة،وراء ذلك دماء وشهداء وأجيال،وهنالك قيمة جمالية لشعب
كامل داخل وطنه المحتل مازال على صوت يتحرك به بالمحافظة على تراثه وتأريخ حضاراته المتحركة على كل مدى،وبثراء ثقافي عريض في كل الوطن،مع قيمة جمالية أخرى الإشارات فيها مستندة على وحدة شعبية تبحث عن حقوق تأريخية وهنا مبحث جمالي حقيقي،الإثراء فيه أنه لايضعف ولا ينهزم،فهل توجد قيمة إبداعية أكبر من
ذلك،الفنون في مجملاتها تبحث عن قيمة مضادة للضعف،هكذا هي والمفترض فيها ذلك،ومن هنا فالقضية الفلسطينية ملامحها قيمة مضادة للضعف،وعلى ذلك فهي المتحركة الوحيدة لكل فنان عربي يعمل على تلك الفرضية الجمالية،من قيمة الأمة هناك في الوطن المحتل،الأجيال التي تريد الإفصاح دائماً عن كفها،وصوتها بقيمة تعبيرية
موحدة تأريخيا،وشعبيا،وهي قيمة أننا أحياء بالفلسفة القائلة بأن الصوت والفن،والصرخة،مع الإيمان واليقين أساسيات الحياة للمؤمنين بالقضايا،كل ذلك كمباحث في علم الجمال تصنع في الفنان العربي رفض الإفتراضات بالجداريات الحديدية بينه وبين القضية العربية
الفلسطينية،كيف يهزمها ويكسرها،فكيف نضع مؤشرات ذلك،مثلا،وضع مناهج في كليات الفنون الأدائية والتعبيرية قائمة على الوعي التأريخي الحقيقي والكامل بالقضية الفلسطينية لترسيخ وحدة وجدانية داخلية في الإشارات الإبداعية عارفة وتمتلك معرفة تحركها وتتحرك عليها وبها،وعلى صورة أخرى،ترسيخ القيمة التعريفية النضالية في الفنون نفسها كأداة راجحة وقائدة وباحثة عن حقوق الحياة في الفضاءات من باب صوت فلسطين كمركزية
للقضايا العربية،ونعمل في إتجاهات القراءة للمشتركات العربية كأمة ثقافتها واحدة في مجتمعات متباينة هنا وهناك،والعمل على صياغتها كمنطلقات للفنان العربي،تعمل على روح واحدة تناقش دائرة الربط بين القضية المركزية لفلسطين كقيمة بذاتها مع أبعاد عربية تنطلق بقضايا جزئية وكلياتها الحقوق التأريخية للأمة العربية في وطنها فلسطين بالقيمة الدينية والثقافية والإبداعية،ونضع على خريطة الوطن العربي في الملتقيات الفكرية
والثقافية،السياسية والإقتصادية مركزية الحوارات في الجداريات العربية التي تعنى بوضع أساسيات المحددات المرتبطة بالفنان العربي مثلا،محددات الإنتماء،والإرتباط كدائرتين تتحرك كل واحدة منهما بأبعادها وخطوطها في الفنون كقيمة إنسانية،وهنا الإنتماء والإرتباط لقضية صوتها الأسنى ديني ووطني،وكفها الأعلى حق في وطن وأرض،وقيمتها الأغلى في دماء ونضال في صفحات التأريخ..
جزء من الآليات لتحريك الفنان العربي هنا،للعمل في إتجاهات الرؤية الكلية للقضية الفلسطينية،مثلا، الأمة العربية الموحدة نحو القضية وحقوقها،والوعي كجزء من تلك الملامح المستندة على حقوق الشعب الفلسطيني في الأرض والوطن،الأرض الكاملة والوطن الحقيقي،هنا يصنع الوعي بالحلول كاملة،كذلك آليات يعمل عليها الفنان العربي يفترض فيها تشريحية ترفض كل الحلول الجزئية،إستنادا على صوت الفنون بكل أشكالها الرافضة بأصواتها المختلفة أدائيا وتعبيريا،يفعل ذلك عن طريق منهج يصنع الفنان العربي بصورة آنية ومستقبلية كأساس متحركات تفاعلية..
فضاءات الحرية الإبداعية الإنسانية التي يفترض العمل عليها مرحليا وإستراتيجيا فهي التي تخرج لنا إبداع يبحث عن جوانب إنسانية،والقضية الفلسطينية من هذا الجانب راسخة بكل الأبعاد،بتشكيل ملامح البعد الإنساني للفنان
العربي،ليطرح القضية من هذا الإتجاه،بحرية حقيقية،توصيفا للقضية بكل مؤثراتها النفسية والإجتماعية،ثم الحقوقية والفلسفية،وتصنيفا لها من حيث مستويات المعاناة التأريخية لشعب كامل مغتصبة
أرضه،لكنه يعيش عليها مناضلا لأجلها،رافضا لحل جزئي،ومثالا للمطالبة بالحقوق وتشريحا لمنطلقات تحاول قراءاتها بأبعاد مظلمة وظالمة وغير حقيقية وغير صحيحة،هي أصوات نصف الدائرة التي تبحث عن نصفها الثاني بالحل الجزئي،والفنان العربي قيمة الوعي الرافضة لذلك عقلا وقلبا،فنونا وأصوات كانت مصنوعة من حقوق الفنون كآليات معرفية و إتجاهات معرفة،والمعرفة في أصولها فلسفة حقوق..