
أرض الكنانة كانت قبلة الأنظار ..”اتفاق غزة“.. لحظات للتاريخ!!
التوقيع حضره زعماء ورؤساء 20 دولة تقدمهم ترمب وتميم وأردوغان وماكرون..
َ
الرئيس الأمريكي أشاد بالرئيس السيسي ووصفه بالرجل العظيم..
تكريم ترمب بـ”قلادة النيل” التي تعد أرفع الأوسمة المصرية..
القمة لحظة دولية نادرة من التوافق حول وقف دائم للحرب في غزة..
عرض : محمد جمال قندول
بالعودة إلى الذاكرة البعيدة والقريبة، ظلت وتظل أرض الكنانة هي عمق ورمانة المنطقة. وأمس، كانت مصر مسرحًا لاتفاق غزة الذي أمه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وحضره زعماء ورؤساء 20 دولة بشرم الشيخ تقدمهم دونالد ترمب، وتميم بن حمد، ورجب أردوغان، وماكرون، وآخرون.
ووقعت مصر والولايات المتحدة وقطر وتركيا، مساء أمس على الوثيقة الشاملة بشأن اتفاق غزة.
قلادة النيل
وأشاد الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، حيث وصفه بالرجل العظيم والذي قام بعمل عظيم بتوحيد بلاده معًا، والولايات المتحدة معك دائمًا”. كما أزجى ترمب الشكر لأرض الكنانة وقال: إن مصر لعبت دورًا مهمًا للغاية في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار.
وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إنّ اتفاق غزة يمهد الطريق لشرق أوسط جديد والوصول لحل الدولتين. كما أعرب عن تقديره لجهود الرئيس ترامب لاستعادة الحياة في غزة.
وتابع خلال كلمته بالقمة قائلاً إنّ “هذه الفرصة ربما تكون الأخيرة للتوصل لشرق أوسط ينعم بالسلام” وزاد: “سنضع الأسس للمضي قدمًا في إعمار غزة”. وتم تكريم الرئيس الأميركي بـ”قلادة النيل” التي تعد أرفع الأوسمة المصرية.
وكانت مصر يومم أمس محط اهتمام العالم وهي تهندس هذه القمة التي جمعت كبار رؤساء وزعماء العالم، حيث أبرز المحفل الثقل المصري بالمنطقة.
وحضر رؤوساء الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا وفرنسا والهند وأذربيجان وأرمينيا وإندونيسيا والمستشار الألماني وملك اسبانيا وامير قطر وملك الأردن وملك البحرين ورئيس ورؤساء الوزراء ببريطانيا و إيطاليا و باكستان وزيري خارجية السعودية والإمارات كما حضر الأمين العام للأمم المتحدة والأمين العام للجامعة العربية ورئيس الفيفا لكرة القدم واخرون
حضور
في سؤالنا للكاتب السياسي والباحث في الإعلام التنموي د. إبراهيم شقلاوي حول قمة شرم الشيخ للسلام، قال إن القمة تمثل لحظة دولية نادرة من التوافق حول وقف دائم للحرب في غزة، في ظل تصاعد التوترات الإقليمية واستمرار الكارثة الإنسانية في القطاع.
وأوضح أن توقيع وثيقة الاتفاق بحضور أطراف إقليمية فاعلة مثل مصر وقطر وتركيا، إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية، يعكس حجم التحول في موازين التأثير الدولي على القضية الفلسطينية، خصوصًا مع انخراط مباشر في ترتيبات ما بعد الحرب.
ومن ناحية أخرى، أضاف شقلاوي أن القمة وإن جاءت تتويجًا لجهود دبلوماسية مكثفة، فإن نجاحها الحقيقي سيتحدد بمدى قدرة الأطراف على الالتزام ببنود الاتفاق، خاصة في ما يتعلق بتبادل الأسرى وضمان تدفق المساعدات الإنسانية إلى القطاع دون عراقيل.
وشدد على أن إدخال بند تشكيل “إدارة فلسطينية انتقالية” لإدارة شؤون غزة قد يكون بداية لنقلة سياسية نوعية إذا ما تم ربطها بمسار وطني فلسطيني موحّد ينهي حالة الانقسام ويعيد بناء القطاع وفق التزامات دولية.
كما شدد الباحث على أن الحديث المتجدد عن “حل الدولتين” لم يكن غائبًا عن أروقة القمة، وقد ذكر بوضوح في كلمة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بالرغم من أنه لم يُذكر بشكل مباشر في الوثيقة، مشيرًا إلى أن عودة هذا الطرح إلى التداول السياسي بات أمرًا ملحًا، لا سيما في ظل إدراك القوى الدولية أن استمرار تجاهله هو أحد أسباب فشل كل محاولات التهدئة السابقة.
وأضاف أن تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة يمرّ حتمًا عبر حل عادل وشامل يعيد للفلسطينيين حقوقهم المشروعة، وفي مقدمتها إقامة دولتهم المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس.
وفي ختام حديثه، أكد إبراهيم شقلاوي أن قمة شرم الشيخ، رغم طابعها السياسي والدبلوماسي، حملت بعدًا هامًا يتمثل في حضور واسع النطاق لقادة عالميين من قارات مختلفة، وهو ما يرسل رسالة واضحة بأن القضية الفلسطينية لم تعد شأنًا محليًا أو إقليميًا فحسب، بل أضحت عنوانًا لاختبار مصداقية المجتمع الدولي وقدرته على معالجة جذور الأزمات وليس فقط مظاهرها.
وأشار إلى أن ما بعد القمة يجب أن يشهد تحركًا حقيقيًا نحو تثبيت وقف إطلاق النار وتوفير الضمانات الكافية، لا مجرد إدارة الأزمة لحين تجددها.
المصدر : صحيفة الكرامة